أخبار دولية

نواب في البرلمان الألماني ينتفضون ضد أنشطة طهران المخربة في الخليج

 

دعا أعضاء في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، للتصدي لأنشطة إيران التخريبية في المنطقة، وحثوا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى اتخاذ مواقف حازمة و صارمة تجاه طهران بعد إعلانها أن ألمانيا ترى أدلة قوية في تورط إيران مهاجمة سفن النفط في بحر الخليج.

وسلط النواب، خلال المؤامر الدي عقدوه في مقر البرلمان في برلين بحضور باحثين و متخصصين في الشأن الإيراني و قضايا الشرق الأوسط و أستاذة جامعيين الضوء على أدلة تكشف ضلوع إيران في إمداد ميليشيات الحوثي بصواريخ باليستية لأجل زعزعة استقرار المنطقة، وذلك بعد يوم من استهداف الحوثيين مؤكدين أن امتلاك ميليشيات الحوثي لصواريخ باليستية تطور خطير يهدد الأمن الدولي.

و طالب النواب في بيان لهم صدر في ختام المؤتمر إيران بضرورة الالتزام بمبادئ حسن الجوار، والتوقف عن دعم الميليشيات الحوثية بالأموال والأسلحة، والتوقف عن زعزعة أمن المنطقة، من خلال دعم الجماعات المسلحة، وانتهاج سياسة احترام حق الجوار، والالتزام بمبادئ القانون الدولي.

و قال ألكساندر كوليتز ، برلماني ألماني و قيادي في الحزب الديمقراطي الحر إن النظام الإيراني يستفيد من الأموال التي حصل عليها بعد الاتفاق النووي لإنشاء ممر من طهران عبر العراق وسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط والسيطرة عليه.

و أضاف “النظام الإيراني يخاول استنساخ تشكيله السابق، حزب الله، في هذه الدول من خلال قوات الحرس، ويجب على ألمانيا و أوروبا الانضمام إلى الولايات المتحدة وتصنيف قوات الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، الأمر الذي سيحرمها من استخدام الأرصدة التي أطلقت جراء تخفيف العقوبات لتمويل نشاطاتها الارهابية والقمع في الداخل الإيراني”.

بدوره، ذكر ألكساندر سيباستيان لونس فون دير وينج لامبسدورف، القيادي في الحزب الليبرالي الديمقراطي، و النائب في البرلمان الألماني (البوندستاغ) أن السياسة الخارجية الإيرانية هي “المحرك” للجمهورية الإسلامية ، وأن النظام الإيراني هو من يقوم بتمويل الميليشيات ويساهم بالتدخل في النزاعات الإقليمية في الشرق الأوسط.

و دعا السياسي الألماني القوى الأوروبية إلى ممارسة الضغط على النظام الإيراني لوقف أنشطته المزعزعة للاستقرار.

و اعتبر أن انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي قد سلط الضوء على وجود فجوة بين ضفتي أوروبا وأميركا فيما يتعلق بإيران.
وقال إن على القوى الأوروبية أن تدرك أن الاتفاق الأصلي لم يكن سوى “إسعافات أولية” لم يتناول وقتها قضايا خطيرة أخرى في إيران مثل حقوق الإنسان.

من ناحيته كشف روي كوهني, برلماني ألماني عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أن النظام الإيراني لا يزال يشكل نفوذاً خطيراً على الشرق الأوسط و خطرا محقققا على مصالح ألمانيا و أوروبا في المنطقة، طالبا طهران بوقف تسليح الميليشيات و التوقف عن تقديم الدعم اللوجستي و المالي لها في مواجهة الانظمة الشرعية في بلادها.

أما فولكير بيك النائب السابق في البرلمان الألماني، و القيادي الحالي في حزب الخضر في ألمانيا،و أستاذ العلوم السياسية في جامعة شتوتغارت،فقط طالب إيران بوقف كامل التدخلات في شؤون دول المنطقة من خلال الحرب بالوكالة و التوقف عن اصدار التهديدات من حين الى اخر بحق الدول المجاورة و استغلال أزمات دول أخرى مثل سوريا و اليمن بدعم الميلشيات فيها ، وسحب قواتها العسكرية المتواجدة داخل هذه الدول.

وأضاف السياسي الألماني : «لقد شارك النظام الإيراني في بناء مواقع عسكرية في سوريا ولبنان، وخزن آلاف الصواريخ هناك؛ حيث يوجد أكثر من 150.000 صاروخ إيراني تحت تصرف ترسانة حزب الله، ونعلم أن لديه أكثر من 10000 شخص من قوات عسكرية تابعة للنظام الإيراني، ، ونحن نؤمن أيضًا بأن النظام الإيراني مسؤول عن هجمات قراصنة الكمبيوتر المتعددة الأطراف على المؤسسات الأوروبية، والتي أدانها الساسة الألمان و الأوروبيين بشدة».

و في مداخلة بعنوان “إيران تستخدم وسائل مشبوهة لتنفيذ أجندة تخريبية” قال فيليب باتي دوارد، الأستاذ في معهد العلوم السياسية والأمن الداخلي “فيزيون وار” إن الوقت حان ليشكل الاتحاد الأورربي لجنة اوربية مختصة ومستقلة لتقصي الحقائق و التحقيق في انتهاكات النظام الإيراني لحقوق المدنيين وقمع المتظاهرين والتمييز العنصري ضد الاقليات مع ضرورة اصدار تقرير علني بهذا الخصوص.

و أبرز الأكاديمي الألماني أن مفتاح المشاركة مع إيران يعتمد على “نهج مزدوج”، وهو النهج الذي يكون حازما في الوقت الذي يحتفظ فيه بالحوار ويقيد إيران بالتزاماتها، مؤكدا أن على القوى الأوروبية أن تدرك أن الاتفاق النووي الأصلي مع إيران لم يكن سوى “إسعافات أولية” لم يتناول وقتها قضايا خطيرة أخرى في إيران مثل حقوق الإنسان و تدخلها في شؤون جيرانها و تحريضها على العنف في كثير من البلدان و المناطق.

أما فيكتوريا كوكس ، مستشارة مركز الدراسات الديمقراطية الأوروبية، فقد أوضحت أن النظام الإيراني لا يزال يشكل نفوذاً خطيراً على الشرق الأوسط، و أن ذلك من شأنه إسكات المعارضة السياسية داخل إيران من خلال أي وسيلة ضرورية، والتي تستمر في قمعها وقمع حقوق العديد من المواطنين العاديين وممثلي الأقليات الدينية أو العرقية على وجه الخصوص، داخل الاراضي الإيرانية.

و في مداخلة تحت عنوان “دور إيران في تعميق الشرخ بين قطر و جيرانها” قال سيرجيو كارارا، الكاتب و الباحث الألماني في قضايا الشرق الأوسط و إيران إن طهران لعبت دورا رئيسيا في الشرخ الذي حدث بين قطر و جيرانها من الدول الخليجية في إشارة الى سلوكات الدوحة و دعمها للتنظيمات المشبوهة، مؤكدا أن دول الخليج تمتلك أدلة على دعم قطر للإرهاب ولقائمة طويلة من المنظمات الإرهابية وهو ما يؤثر سلبا على أمن دول الخليج وفق ما ترسمه أجندة طهران.

وأكد الباحث الألماني خلال مداخلته، أنه لا يمكن إغفال دعم قطر لميلشيات حزب الله فى البحرين و التي تستهدف بإرهابها المدنيين وتزعزع أمن البلاد والمنطقة، مشيرا إلى أن عددا من الشخصيات القطرية رفيعة المستوى مدرجة فى قوائم الإرهاب فى الخليج وبعضها مدرج على قوائم إرهاب أمريكية ودولية، موضحا أن قطر تتحكم بوسائل الإعلام لتنفيذ أجندات متطرفة بعد أن أصبحت صوتا لكثير من زعماء و قادة التنظيمات المشبوهة مثل ميلشيات الحوثيين في اليمن.

و قال إن إيران هي أكبر مستفيد من الأزمة الخليجية الراهنة، و أن من أجندتها التخريبية في المنطقة تفكيك بتفكك التحالف السنى ضدها، مشيرا إلى أن طهران ستلعب دورا فى دعم قطر وتعمق علاقاتها معها سياسيا بالإضافة لتزويد قطر بما تحتاج من منتجاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *