والد «شهيد العريش» بالدقهلية: الإرهاب خطف ابني قبل عقد قرانه بـ3 أيام
«كنا بنستعد علشان نعقد قرانه.. وفجأة رجع لنا في صندوق وراح عريس للجنة».. بهذه الكلمات وصف بشير عبدالتواب الشربينى، والد المجند محمد، 21 سنة، أحد شهداء حادث العريش الإرهابي، عقب تشييع جثمانه لمثواه الأخير بمقابر أسرته بقرية زيان التابعة لمركز بلقاس.
وقال «الشربيني» لـ«المصري اليوم»، الخميس، إنه «كان هيحصل على إجازة بعد يومين وثانى يوم كنا هنعقد قرانه على بنت عمه، التي كان يحبها وخطبها منذ فترة وحددنا الفرح يوم 11 سبتمبر بعدما يحصل على إجازة زواج»، مضيفًا: «ابني سافر منذ 57 يومًا للخدمة الوطنية في العريش، وكان يحصل على إجازة كل شهرين وهذه المرة طلب إننا نستعد لترتيبات عقد قرانه على بنت عمه، وبعدما انتهينا من تجهيز شقته وكان من المفترض أن يتم عقد القران ويأخذ معه قسيمة زواجه ليحصل بها على إجازة زواج ولكنه للأسف استشهد ورجع لنا في صندوق والكفرة حرمونا من الفرحة».
وأضاف منهارًا: «أنا حاسس إن روحي خرجت مني ودراعي اليمين اتقطع لأن محمد كان هو سندى وذراعى اللي بتسند عليه لأنه ابني الثاني في ترتيب الأبناء وأخوه الأكبر مسافر للعمل بالسعودية وله 4 شقيقات بنات، يعنى هو كان كل حاجة لنا وسند إخواته البنات».
ويحكى والد الشهيد عن آخر اتصال بابنه قبل استشهاده قائلًا: «آخر مرة كلمني كان الساعة 5 العصر يوم الثلاثاء قبل الحادث، وقعدنا نتكلم لمدة 10 دقائق سألني عن إخواته وخطيبته وعن الأرض الزراعية وقبل ما يقفل الاتصال قالي ادعيلي يا أبويا وحسيت من صوته إنه قلقان ولما سألته قال ما فيش حاجة بس عايز أنزل الإجازة وأكتب الكتاب وآخد إجازة الزواج.. كان متفائل وعنده أحلام لكن الإرهاب الأسود خطفه مننا ربنا ينتقم منهم دنيا وآخرة».
كان الآلاف من أهالي قرية «زيان» والقرى المجاورة شيعوا جثمان الشهيد في جنازة عسكرية وشعبية كبيرة، مساء الأربعاء، بمشاركة زملائه، والقيادات التنفيذية والشعبية بمركز بلقاس، وتحولت الجنازة لمظاهرة ضد الإرهاب ورددوا هتافات من بينها «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله»، و«القصاص.. القصاص».