
صداقة بلماضي و سيسيه مدربا منتخبا الجزائر و السنغال تفترق اليوم في نهائي كأس أمم إفريقيا مصر 2019
كتب:شعبان قنديل الفضالي
•هناك قواسم مشتركة عديدة تجمع بين جمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر و آليو سيسيه المدير الفني لمنتخب السنغال حيث ولدا بفارق يوم، و نشآ في المدينة ذاتها في فرنسا، لكل مسيرته كلاعب كرة قدم ، و كلاهما يدرب منتخب بلاده.و اليوم يفترقان عند بوابه ستاد القاهره و هما يتطلعان للوقوف علي منصه التتويج و معانقه الكأس الغاليه حيث سيقفان في نهائي كأس الأمم الإفريقية الجمعة.في 24 مارس 1976، ولد آليو سيسيه، وفي اليوم التالي أبصر جمال بلماضي نور الحياه في شامبينيي-سور-مارن. في المدينة الواقعة في ضواحي باريس، شق كل منهما مسارا تقاطع مع الآخر في مراحل مختلفة، قبل أن يجتمعا مجددا في لحظة تعد الأهم في مسيرتهما التدريبية و هي التنافس على لقب النسخة الثانية و الثلاثين من بطولة أمم إفريقيا مصر 2019. و بالتأكيد ،لكل واحد منهما رغبته في الفوز وفي نفس الوقت هناك حمل ثقيل على كاهلهما، الجزائري يريد منح بلاده لقبها الثاني في تاريخها والأول منذ 1990 حين توجت على أرضها، والسنغالي يريد أن يهدي مواطنيه لقبا أول في تاريخ مشاركات بلاده في البطولة.قال بلماضي بشأن سيسيه في أحد مؤتمراته الصحافية: “معرفتنا قديمة، وأنا أقول ذلك بكثير من العاطفة”.عندما اختار لاعب الوسط الجزائري أن يطلق مسيرة مع نادي باريس سان جرمان، كان المدافع السنغالي يحط الرحال في مدينة ليل الشمالية. لم يحصل في مسيرتهما أن تزاملا في فريق واحد في الوقت عينه، لكنهما تواجها مرارا على المستطيل الأخضر في مباريات المسابقات المحلية الفرنسية، حيث خاض كل منهما مسيرة امتدت لمده عشرة أعوام.المفارقة هي أن النادي الباريسي كان محطة لكل منهما لكن في أوقات مختلفة. في فبراير 2001، التقى بلماضي، الذي كان يدافع حينها عن ألوان فريق مرسيليا الجنوبي، بناديه السابق سان جرمان الذي كان حينها يضم في صفوفه سيسيه، في مباراة خرج الأول فائزا بها 1-صفر.على صعيد الأندية، خاض اللاعبان في ما بينهما نحو 180 مباراة في دوري الدرجة الفرنسية الأولى، موزعة بين ستة أندية مختلفة؛ لكن نجم بلماضي وسيسيه سطع بشكل أكبر مع المنتخب الوطني.
•لقاء الصديقين… رسالة:
-بين “أسود تيرانغا” السنغاليين و”محاربي الصحراء” الجزائريين، حط سيسيه وبلماضي الرحال. الأول كان قائد المنتخب الذي حقق أفضل نتيجة له في بطولة أمم إفريقيا، بحلوله وصيفا للكاميرون عام 2002، والثاني خاض مسيرة قصيرة نسبيا دفاعا عن ألوان المنتخب.لم تشهد نسخة 2002 مواجهة بين المنتخبين، لكنهما التقيا قبل ذلك بعام ضمن التصفيات المؤهلة الى مونديال اليابان وكوريا الجنوبية، في لقاء انتهى بنتيجة قاسية لصالح سيسيه والسنغال 3-0.انتظر بلماضي حتى 2019 لينال ثأره من تلك المواجهة: تفوق على السنغال بهدف نظيف في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة في البطولة التي تستضيفها مصر منذ 21 يونيو و تنتهي اليوم 19 يوليو الجاري.لا أحد يستطيع توقع نتيجه مباراه الليله ، الجزائر قدمت في هذه البطولة أداء لافت للإنظار و حققت نتائج مبهره و قدم مستويات كرويه رائعه ،دفع العديد من النقاد والمدربين المنافسين إلى اعتبارها المرشح الأول لنيل للقب، في حين أن السنغال تبقى أفضل منتخب على صعيد القارة، حسب تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، وقدمت في مصر أداء ثابتا، على الرغم من أنها لم تفتك بشباك منافسيها.النهائي سيكون الأول في البطولة القارية يجمع بين مدربين محليين ، سيكون بلماضي وسيسيه أمام تحدي إثبات جدارة أبناء القارة بألقابها.قال السنغالي: “الأمر أكثر تعقيدا عندما نكون محليين من حين نكون أجانب. علينا نحن الأفارقة أن نثق بأنفسنا، بأبنائنا، وبمدربينا. شيئا فشيئا، بدأت الأمور بالتبدل”.أما بلماضي، فاعتبر أن “خوض هذا النهائي ضد صديقي سيسيه استثنائي. هي رسالة جيدة نبعث بها إلى المسؤولين عن كرة القدم في إفريقيا… أنا أعرف سيسيه وهو يقوم بعمل جيد”.
•مدرب على صورة اللاعب:
-منذ توليه مهامه في 2015 خلفا للفرنسي ألان جيريس، المدرب الحالي للمنتخب التونسي، بنى سيسيه منتخبا سنغاليا يتقدم رويدا رويدا: بلغ نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بعد غياب 16 عاما، ويخوض الليله أول نهائي له في أمم إفريقيا منذ 2002، علما بأن بلوغه نصف النهائي كان الأول له منذ عام 2006.في المقابل، تولى بلماضي تدريب المنتخب الجزائري مطلع أغسطس 2018، بعد أعوام من عدم استقرار في صفوف محاربي الصحراء أخرجهم بشكل مبكر من أمم إفريقيا 2017، وأبعدهم عن مونديال 2018.في كرة القدم، غالبا ما تكون الألقاب معيار النجاح، وسباق الدقائق التسعين الأخيرة سيكون الفيصل بين صديقين عرف كل منهما مسيرة تدريبية متفاوتة.حتى الآن، لم يعرف سيسيه المدرب على صعيد المنتخبات سوى منتخب بلاده. في المقابل، تنقل بلماضي بين أندية مختلفة في قطر، وتولى أيضا تدريب المنتخب القطري وقاده إلى لقب كأس الخليج عام 2014.طيب العلاقة بينهما يبدو واضحا في حديث كل منهما عن الآخر.بالنسبة إلى بلماضي: “سيسيه هو مدرب على صورة اللاعب الذي كان عليه. شخص منضبط جدا. على الرغم من نقص خبرته في التدريب، حقق نتائج سريعة وتجانسا في عمله بفضل مسيرته المذهلة (كلاعب)”.رد الأخير التحية بالقول إن “جمال تكتيكي كبير، مدرب جيد جدا. يعرف أن يدفع فريقه إلى اللعب بقدر ما يحب أن يراه يلعب”.
