نيران منتصف الليل تشتعل بحقول بنى سويف.. مجهولون يحرقون عشش الماشية وتبن القمح بقرية طرشوب.. مزارع: خسرت 18 ألف جنيه وعثرنا على ماكينات الرى بالترعة
اتصالات هاتفية فى منتصف الليل، كانت بمثابة الصاعقة على مسامع أهالى قرية طرشوب مركز ببا جنوب بنى سويف من أهالى قرية مجاورة لهم، تخبرهم بإشعال مجهولين النيران فى حظائر ماشيتهم، وأكوام تبن القمح بالحقول الزراعية، وإلقاء ماكينات الرى فى مياه الترعة المارة بين الزراعات.
والتقى “اليوم السابع” بعض الأهالى ورئيس الوحدة المحلية ومصدرا أمنيا، للتعرف على المشكلة، وقال على جابر عبدالغنى مقيم قرية طرشوب: تلقينا اتصالا هاتفيا فى الواحدة والنصف ليلا من بعض أهالى قرية “هلية” أصحاب الزراعات المجاورة لأراضينا، باشتعال النيران فى العشش “حظائر الماشية” الموجودة على رأس الحقول فهرعت وأخوتى إلى المكان، لنجد سيارات الإطفاء تحاول إخماد النيران التى أتت على العشش، و”تبن القمح” الذى نبيعه ونستخدمه كطعام للمواشى، كما امتدت النيران إلى شجر النخيل نظرا لشدتها.
اثار الحريق
وأضاف “عبد الغنى”: تسببت النيران فى حرق وإتلاف التبن الناتج عن حصاد محصول قمح فدانين وثلث الفدان بقيمة 18 ألف جنيه من إجمالى ثلاثة أفدنة استأجرها وأشقائى الخمسة بقيمة 12 ألف جنيه سنويا، وجميعنا متزوجون، وتعتمد أسرنا على عائد بيع المحاصيل فى الإنفاق والاحتياجات المنزلية وتعليم الأبناء، إذ أتت النيران التى أشعلها مجهولون لا نعرفهم حتى الآن، على حوالى أربع عشش، وما خارجها من أكوام التبن، فضلا عن إلقاء 13 ماكينة بمياه ترعة الرى، وعندما وصلت الشرطة لإثبات الحريق والتلفيات فى محاضر رسمية لم نجد أحدا نتهمه لعدم وجود خلافات بيننا وبين أى شخص من الأهالى وتربطنا بالجميع علاقات طيبة .
والتقط أطراف الحديث مصطفى شعبان جابر، طالب بالصف الثالث الثانوى الصناعى قائلا: كان والدى يستأجر فدان أرض زراعية ينفق من عائده على أسرتنا المكونة من زوجة وثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، وتوفى منذ ثلاث سنوات وتحملت مسؤولية رعاية الأرض إلى جانب استكمال تعليمى، وعلمت بالحرائق المشتعلة فى الحقول فأسرعت برفقة المزارعين وأهالى قريتنا إلى هناك ووجدت النيران قد التهمت “التبن” الموجود أمام حقلى والذى يصل سعره إلى 8 آلاف جنيه للفدان الواحد، كما طالت النيران الذرة الصيفى المزروعة فى الحقل أيضا.
احتراق أكوام تبن القمح
وتابع كيلانى أحمد عبد العظيم وشهرته شحاتة، بالمعاش: أغادر منزلى فى الخامسة صباحًا ومعى الماشية ونضعها فى “العشة” الحظيرة التى أقمناها على رأس الحقل، وأظل ما بين العمل بالحقل وتناول الطعام والراحة بالعشة ولا أغادر إلى منزلى ومعى المواشى سوى مع أذان المغرب، وفوجئت مثل غيرى من جيرانى فى المنزل والحقل باشتعال الحرائق فى الزراعات، وعند وصولنا وجدنا النيران انتشرت بسرعة ونتج عنها حرق الذرة الشامى، وجذوع النخيل والأخشاب والجريد المصنوع منها عشتى، وكذلك أدوات الزراعة والملابس التى ارتديها أثناء عملى بالحقل، علاوة على إلقاء الماكينة التى استخدمها فى الرى، بالترعة المارة بزراعاتنا وتمكنا من انتشالها، ولم نتهم أحدا بارتكاب هذه الوقائع نظرا لأننا من المزارعين البسطاء الذين لا يحملون ضغينة لأحد وليس بيننا وبين أى شخص عداوة تدفعه إلى إيذائنا .
وأردف حمادة جابر عبدالغنى، مزارع قائلا: تلقيت وأشقائى اتصالات هاتفية من بعض أهالى قرية هليه أصحاب الأراضى الزراعية المجاورة لنا، باشتعال النيران فى زراعاتنا فأسرعنا إلى المكان واتصلنا بقوات الإطفاء التى حاولت إخماد الحرائق، ولكن النيران التهمت حظيرة ماشيتنا والتبن الناتج عن حصاد الأرض الزراعية التى نستأجرها ونعيش على عائدها، لافتا إلى أن جذوع النخيل والأخشاب التى تصنع منها العشش يشتريها المزارعون من أصحاب النخيل الذين يقطعونه من آن لآخر، كما عثرنا على عدد من ماكينات الرى الخاصة بجيراننا من المزارعين ملقاة بالترعة.
بينما قال كل من محمد وهبة، أحمد عيد، مصطفى سيد، معوض فريد، محمد شعبان قرنى، والشقيقين مصطفى ويوسف شعبان جابر، مزارعين، إن ما فعله أشخاص مجهولين لا يعرفونهم، نتج عنه التهام النيران لعششهم وأكوام تبن القمح طعام الماشية، وإلقاء ماكينات المياه فى الترعة، مؤكدين أن ثمن فدان تبن القمح يصل إلى 8 آلاف جنيه، أما سعر ماكينة المياه فيبلغ 10 آلاف جنيه وإصلاحها يحتاج إلى مئات الجنيهات .
من جانبه أشار هانى جويلى رئيس مركز ومدينة ببا، إلى أن الأحداث التى شهدتها منطقة الزراعات الخاصة بقرية طرشوب والمتاخمة لحقول قرية هليه، تتولى الجهات الأمنية التحقيق فيها، معربا عن تعاطفه مع المزارعين الذين أضيروا نتيجة الحرائق .
بينما أكد مصدر أمنى بمركز شرطة ببا، انتقال القوات إلى مكان الواقعة فور تلقى البلاغ والاستماع إلى أقوال المزارعين المتضررين، وتدوين حجم التلفيات، وفتح تحقيق فى هذه الأحداث للوصول إلى الجناة.
المزارعون بجوار اثار حريق عشة وتكعيبة عنب
النيران أتت على عشش المواشي
النيران التهمت اكوام تبن بآلاف الجنيهات
النيران طالت اشجار على حافة ترعة الرى
النيران طالت النخيل
حمادة داخل بقايا العشة المحترقة
مجموعة من المزارعين فى العشش بعد الحريق
مزارع بجوار مكان القاء ماكينته فى الترعة
مزارع يحمل سباطة بلح سقطت بعد ان طالتها النيران
مزارع يشير الى مكان القاء ماكينات الرى بالترعة
مصطفى يشير إلى الأشجار و جذوع النخيل المحترقة