اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى، زيارة ناجحة إلى مدينة يوكوهاما اليابانية التى بدأها الاثنين، متو جهاً إلى دولة الكويت لإجراء مباحثات مع أمير الكويت صباح الأحمد وكبار المسئولين هناك.
وكان الرئيس السيسى، وصل الإثنين الماضى، إلى اليابان للمشاركة بمؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية الإفريقية “تيكاد”؛ وذلك بعد أن بدأ زيارة إلى مدينة بياريتز الفرنسية، قبل ثمانية أيام، للمشاركة في اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لعام 2019 والتي ترأستها فرنسا واستمرت 3 أيام.
ويتضمن برنامج زيارة الرئيس السيسى للكويت نشاطاً مكثفاً حيث استقبله أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح مساء السبت ، وتبدأ جولة المباحثات الرسمية الأحد.
وتتناول المباحثات بين الرئيس السيسي وأمير الكويت أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر أن يجرى توقيع اتفاقيات تعاون مشترك بين مصر والكويت خلال الزيارة، كما يلتقي الرئيس السيسي بمقر إقامته عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين الكويتيين.
وتعد زيارة الرئيس السيسي لدولة الكويت، هي الزيارة الثالثة لدولة الكويت، حيث كانت الزيارة الأولى في يناير 2015 وجاءت تعبيرًا عن المواقف الجيدة لدولة الكويت والمساندة للشعب المصري والوقوف إلى جانب مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو.
ففي الخامس من يناير 2015 كانت الزيارة الأولى، حيث استقبله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بقصر بيان؛ حيث قلد الأمير صباح الرئيس السيسي قلادة “مبارك الكبير” وهى أعلى وسام في دولة الكويت.
وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبى طموحات الشعبين وعددًا من الملفات الإقليمية كان أبرزها الوضع في ليبيا وسبل تحقيق الوفاق الوطنى في هذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، حيث اتفق الجانبان على أهمية دعم المؤسسات الشرعية في ليبيا، ووقف إمدادات السلاح والمال إلى الميليشيات المتطرفة.
وفي السابع من مايو 2017 كانت الزيارة الثانية، حيث استقبله أمير الكويت، وبحث الجانبان العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والعمل على تعزيزها في كافة الأصعدة وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة، كما تناولت المباحثات سبل دعم وحدة الصف ومسيرة العمل العربي المشترك والتي تجمع الدول العربية الشقيقة وسبل تطوير العلاقات بينهم وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من ناحية أخرى، اختتم الرئيس السيسى زيارته لليابان فجر اليوم السبت بلقاءين مهمين بمقر إقامته بيوكوهاما، الأول مع “ناتسو ياماجوشي”، رئيس حزب “كوميتو” الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم باليابان؛ والثاني مع “تاكيهيكو كاكيوشي”، رئيس مجلس إدارة شركة ميتسوبيشي اليابانية.
وأعرب رئيس حزب كوميتو أعرب عن سعادته بلقاء الرئيس، مشيداً بالعلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الصديقين، ومؤكداً حرص بلاده على تنميتها في مختلف المجالات، لا سيما في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر في منطقة الشرق الأوسط، وما تمثله من دعامة لأمن واستقرار المنطقة.
وأكد الرئيس السيسى اعتزاز مصر، حكومةً وشعباً، بعلاقاتها مع اليابان وشعبها، مشيداً بالنموذج الذي يقدمه الشعب الياباني وما يمثله من التزام بقيم العمل والتفاني والإتقان.
كما أعرب الرئيس عن التطلع لتعزيز قنوات التفاعل والتعاون مع اليابان للمساهمة في إثراء العلاقات الثنائية المشتركة، وكذا الاستفادة من خبرة وتجربة اليابان في العديد من المجالات، لا سيما في مجال التعليم، حيث يهتم نظام التعليم الياباني بغرس القيم الأخلاقية في نفوس النشء وتنمية روح العمل الجماعي لديهم.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، سواء على صعيد التجارة والاستثمار أو في مجال السياحة، حيث أكد السيد الرئيس اهتمام مصر بزيادة التدفقات السياحية اليابانية، ومواصلة عملية التبادل الثقافي والحضاري بين البلدين.
وأعرب رئيس حزب كوميتو عن ترحيب اليابان واعتزازها بتنمية العلاقات مع مصر في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، مشيداً في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية على مختلف الأصعدة وإنجاز العديد من النجاحات الاقتصادية والتنموية.
وفى سياق متصل، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أهمية اليابان كشريك استراتيجي لمصر، مؤكداً امتلاك مصر الإمكانات اللازمة لأن تمثل محوراً هاماً لكافة الصناعات اليابانية المشهود لها بالكفاءة، وأن تكون نقطة انطلاق لها إلى أسواق مختلف دول العالم.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر إقامته بيوكوهاما “تاكيهيكو كاكيوشي”، رئيس مجلس إدارة شركة ميتسوبيشي اليابانية.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أشاد بنشاط شركة ميتسوبيشي الممتد في مصر منذ منتصف القرن الماضي، مشيراً إلى وجود العديد من الفرص للتوسع في أنشطتها، لاسيما في ضوء المشروعات القومية التي تنفذها مصر، مثل مشروع تنمية محور قناة السويس وما سيضمه من مناطق صناعية ومراكز لوجستية، بالإضافة إلى العديد من مشروعات البنية التحتية.
وأضاف السفير بسام راضي أن “كاكيوشي” استعرض خلال اللقاء المشروعات التي تدرس شركة ميتسوبيشي تنفيذها في مصر خلال المرحلة المقبلة، بما فيها مشروع مترو الأنفاق، خاصةً في ظل اعتزام الشركة العمل على الاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها الاقتصاد المصري من خلال العديد من المشروعات التنموية التي يتم طرحها.
وأشار “كاكيوشي” إلى أنه سيواصل التشاور والتنسيق مع الجانب المصري خلال المرحلة المقبلة من أجل تنفيذ مشروعات الشركة في مصر، واستطلاع الفرص المتاحة للتوسع في أنشطتها.
وشهد الرئيس السيسى، في ختام زيارته لليابان أيضاً حفل توزيع جائزة هيديو نوجوتشي للأعمال الطبية المتميزة لمكافحة الأمراض المعدية في أفريقيا ، وذلك بحضور امبراطور اليابان وشينزو آبي رئيس وزراء اليابان، وعدد من القادة الافارقة في ختام فعاليات مؤتمر قمة التيكاد السابعة الذي عقد بمدينة يوكوهاما اليابانية .
وأكد الرئيس السيسي أن المسئولية الإنسانية للدول المتقدمة تحتم عليها العمل على توفير الحد الأدنى من الخدمات الطبية لكافة المواطنين الأفارقة إعمالاً لروح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأضاف الرئيس السيسى، فى كلمته، إلي أن ذلك من خلال تقديم الدعم التكنولوجي إلى جانب الدعم المادي للدول الأفريقية النامية من أجل النهوض بالمجالات الصحية ومواكبة المتغيرات العالمية.
وأهاب الرئيس السيسي بالدول الأفريقية العمل على التعاطي بشكل بناء مع محدودية الموارد من خلال إعادة ترتيب الأولويات لتوفير الرعاية الصحية المطلوبة لمواطنيها، وأشاد السيسي بمبادرة اليابان لتكريم أطباء أفارقة وهي لافتة لها دلالاتها ورمزيتها في دعم جهود التنمية البشرية التي تضطلع دولنا جميعاً بها.جاء ذلك في كملة الرئيس السيسي ب
وقدم الرئيس السيسي التهنئة إلي الإمبراطور “ناروهيتو” على تنصيبه إمبراطوراً لليابان، كم تقدم السيسي بالشكر أيضا ، رئيس الوزراء شينزو آبي على هذه الدعوة الكريمة والتعاون الصادق.
وقال الرئيس السيسى: نجتمع اليوم في إطار تقليد تقديم جائزة الطبيب هيديو نوجوتشي للأعمال الطبية المتميزة لمكافحة الأمراض المعدية في أفريقيا، والتي بدأت دورتها الأولى عام 2008، تزامنا مع قمة التيكاد الرابعة، وتأتي الجائزة على اسم الطبيب الياباني “هيديو نوجوتشي” اعترافاً بإسهاماته المتميزة في مجال الصحة في أفريقيا وصولاً إلى تقديمه عن طيب خاطر الثمن الأغلى بوفاته على أرضها ضحية لمرض الحمى الصفراء التي كان يسعى جاهداً لمكافحتها.
وقدم الرئيس السيسي التهنئة للطبيبين الأفريقيين الدكتور جون جاك مويمب تامفوم مدير عام معهد البحوث الطبية الحيوية وأستاذ الطب الحيوي بجامعة كينشاسا، و الدكتور فرانسيس أومساو المدير التنفيذي للمركز الأفريقي للصحة العالمية والتحول الاجتماعي في أوغندا، لحصولهما على تلك الجائزة الرفيعة، لافتا الي ان الجائزة تأكيداً لوجود قامات أفريقية بهذه المكانة الدولية، وتعزيزاً لقرارنا الصائب بإيلاء الاستثمار في رأس المال البشري في أفريقيا أهمية قصوى باعتباره المكون والشرط الأساسيين للتنمية المستدامة وتحقيق النهضة المنشودة في ربوع القارة.
وأوضح الرئيس السيسى أن مكافحة الأمراض المستوطنة والمعدية في أفريقيا تحتل أولوية متقدمة على أجندة الاتحاد الأفريقي ودوله، حيث تعد هذه الأمراض سبباً رئيسياً للوفاة في العديد من الدول، وهو أمر يحتم علينا تضافر جهودنا لتدعيم المساعي المبذولة في مجال الرعاية الصحية حسبما أشارت أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063، خاصة وأنه وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن قارتنا الأفريقية تعد الأضعف قدرة على تقديم الخدمات الطبية الأساسية ونفاذ المواطنين العاديين لها على مستوى العالم.
وفي ختام كلمته، ثمّن الرئيس السيسى حرص محفل التيكاد على بحث سبل بسط مظلة التأمين الصحي لمواطني أفريقيا.