أولمبياد “طوكيو 2020″ : ” تحديات و تحضيرات قبل عام من الانطلاقة الجباره”
لم يكن قرار إسناد تنظيم أولمبياد 2020 للعاصمه اليابانيه طوكيو للمره الثانيه في تاريخها ، من قبيل الصدفه، لاسيما مع بيع نحو 3.2 مليون تذكرة، وتقدم نحو 200 ألف متطوع للمشاركة في التجمع الرياضي الأكبر والأرفع شأنا على سطح الأرض .وما يؤكد هذا الأمر هو العدد الهائل من المتقدمين للحصول على تذاكر لحضور منافسات الرياضات المختلفة الذي بلغ 7.5 ملايين شخص خلال المرحلة الأولى من القرعة فقط، في الوقت الذي ما زالت فيه الفرصة قائمة لآخرين داخل البلد الآسيوي خلال هذا العام، ولباقي الجماهير حول العالم مع بداية عام 2020.أمر آخر يدل على مدى الاستعداد والشغف الكبيرين داخل جميع أوساط بلاد الساموراي هو عدد المتطوعين الذي سيكون الأكبر في تاريخ الألعاب الأولمبية، بعد مرحلة استمرت 3 أشهر شهدت تقدم عشرات الآلاف لنيل هذا الشرف، ليتخطى الرقم الذي كانت تطمح إليه اللجنة المنظمة وهو 110 آلاف متطوع.ولا شك أن تنظيم مثل هذا الحدث الكبير سيقضي بنسبة كبيرة على البطالة، لاسيما وأن السلطات اليابانية تستهدف استقطاب 40 مليون سائح، ليتخطى بذلك الرقم القياسي المسجل في 2018 لأكبر عدد من الزائرين الأجانب المقدر بـ30 مليونا.إلا أن هذا لا يمنع وجود بعض التحديات التي تواجه المنظمين، مثل قلة أماكن استقبال وإقامة السائحين، أو المستوى المتواضع لمتحدثي اللغات الأجنبية في اليابان، بينما سيكون للروبوتات دور كبير في المشهد، حيث ستقوم بنقل الحقائب، وتوجيه المتفرجين من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو حتى العمل كمترجمين للسائحين الأجانب.وفي هذا الصدد قال نائب المدير العام لأولمبياد طوكيو 2020، ماساكي كوميا، لدى تقديمه للروبوتات التي ستستخدم في البطولة في مارس الماضي: “نريد أن تكون أولمبياد طوكيو الأكثر حداثة وتطورا في التاريخ، وستلعب الروبوتات دورا مهما في هذا الشأن”.تحد آخر يقف أمام اللجنة المنظمة هو الحرارة الشديدة التي تسيطر على العاصمة اليابانية في هذا الوقت من العام، الأمر الذي أجبر المنظمين على التحرك وتغيير مواعيد بعض المنافسات لتقام في الساعات الأولى من اليوم.
-الأعمال والميزانية:
لم يخل تنظيم الألعاب الأوليمبية طوكيو 2020 من بعض الجدل والانتقاد، لاسيما بعد فضائح عديدة شابت التحضيرات على مدار العام ونصف العام الأخير.وكان رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية، تسونيكازو تاكيدا، قد أعلن في مارس الماضي أنه سيترك منصبه بنهاية فترته في يونيو 2019 بسبب تورطه في عملية شراء أصوات في 2013 لاختيار طوكيو لتنظيم هذا الحدث.ليس هذا فحسب، بل إن الوزير الياباني المسؤول عن الأولمبياد، يوشيتاكا ساكورادا، تقدم باستقالته هو الآخر في أبريل الماضي، بعد أن أطلق تصريحات عديدة مثيرة للجدل، جعلت أهليته لهذا المنصب محل شك كبير.إلا أن هذه العثرات لم تقف حائلا أمام خطط اللجنة المنظمة التي أعلنت قبل عام على انطلاق الأولمبياد انتهاءها من بناء خمس منشآت جديدة ستحتضن منافسات التجديف وسباقات الزوارق (الكانو-كاياك)، والوايتووتر سلالوم، والهوكي، والرماية بالقوس، ومبارزة السلاح، وكرة الريشة، وكرة السلة على عجلات.أما الملعب الأولمبي في طوكيو، الذي سيشهد مراسم الافتتاح والختام وبعض منافسات كرة القدم وألعاب القوى، فبات جاهزا تقريبا بعد الانتهاء من 90% من الأعمال الخاصة، مع تبقي وضع العشب، ومضمار ألعاب القوى.ولم تنته أيضا صالة “Ariake Arena” التي ستحتضن منافسات الكرة الطائرة، وكرة السلة البارالمبية، ومجمع “Tokyo Aquatics Centre” مقر منافسات الألعاب المائية.وعلى الرغم من كل هذه الإنجازات، إلا أن القائمين على التنظيم ما زالوا يواجهون مشكلة الميزانية المرتفعة لهذا المشروع الكبير، التي ظلت عند حاجز 1.35 تريليون ين (نحو 12.360 مليار دولار).وتم توزيع هذه الميزانية لزيادة الإنفاق في بعض الجوانب، مقابل تخفيضها في جوانب أخرى، حيث بلغت مصروفات المواصلات 35 مليار ين (309 ملايين دولار)، في الوقت الذي تم فيه تخصيص 345 مليار ين (3 مليارات و49 مليون دولار) من أجل المقرات التسعة التي ستحتضن منافسات الألعاب المختلفة.وستمثل الأولمبياد المقبلة حدثا خاصا لمئات الرياضيين الذين ستظهر رياضاتهم للمرة الأولى في هذا المحفل الكبير، مثل ركوب الأمواج والكاراتيه والتزلج على اللوح والتسلق، بينما ما زال الجدل دائرا حول استمرار إدراج الملاكمة في جدول المنافسات، فيما ستعود رياضتا البيسبول والكرة اللينة (سوفتبول) إلى المشهد في الأولمبياد القادم.