الأدب

كتاب من منازلهم.. أدباء امتهنوا مهنا بعيدة عن الإبداع.. خيرى شلبى ونجم الأبرز

 

لم يكن الكثير من كبار أدباء مصر مترفين يعيشون فى برج عاجى، بل عانى كثير منهم الفقر وحيوا فى حياة فقيرة وسط البسطاء، شاركوهم همومهم ومآسيهم، لكن الشىء الوحيد الذى ميزهم عن غيرهم كان قلمهم وإبداعهم وثقافتهم اللا محدودة، والتى مكنتهم أن يكونوا خير سفرا للبسطاء يحكى حكاياتهم ويبوح بمعاناتهم.
وكان هناك العديد من الكتاب والأدباء الذين امتهنوا بمهن صعبة، لكنها كانت لها مفعول السحر فى تغير حياتهم والاتجاه إلى عالم الإبداع والأدب، ومن هؤلاء:

خيرى شلبى

عمل سفير المهمشين فى العديد من المهن الصعبة، فعمل كمحصل تذاكر “كمسري”، وعامل بمقهى “قهوجي”، وأيضا عامل تراحيل، وكان هذا جزءا أصيلا لتكوين انحيازاته الأدبية والسياسية، حتى أنه لم ينضم يوما لحزب أو تنظيم سياسي وإن كان أقرب دائما إلى اليسار في كتاباته.
ووفقا لعدد من التقارير، عمل خيري شلبي فى غالبية المهن التي عرفها أهل الريف والمدينة معا، فعمل بائعا متجولا “سريح” ثم صبي ترزي، ومكوجي، وقهوجي، ومنها للعمل في الصناعات اليدوية القاسية مرة كنجار وأخرى حداد، ثم انتقل للوظيفة الميري ليعمل كمسري في هيئة النقل العام، لكن فى غمار كل هذه الأعمال القاسية لم يتخل خيري شلبي أبدا عن القراءة.

جمال الغيطانى

بدأ الأديب الراحل جمال الغيطانى حياته عاملا فى مصنع نسيج، ويبدو أن هذا العمل كان له تأثير كبير على طريقة تفكيره وطريقة إبداعه الروائي فيما بعد، وبدأ في رواياته كمن يعيد نسج وقائع التاريخ القديمة في أعمال إبداعية بطرق جديدة، وبطريقة محكمة.
ويذكر التحق “الغيطاني” بمدرسة الفنون والصنائع في العباسية، ثم عمل كعامل نسيج “رسام نسيج” في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي، ثم مراسلًا حربيًا في جبهات القتال لصالح مؤسسة أخبار اليوم، ثم صار أديبًا وحصد الكثير من الجوائز الأدبية منها الدول التشجيعية للرواية والدولة التقديرية.

إبراهيم أصلان

درس الأديب الراحل إبراهيم أصلان بالمدرسة الصناعية، ثم التحق فى بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم فى إحدى المكاتب المخصصة للبريد وهى التجربة التى ألهمته مجموعته القصصية “وردية ليل”، ربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقى ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة، ونشر الكثير من الأعمال فى مجلة “المجلة”، التى كان حقى رئيس تحريرها فى ذلك الوقت، كما حصل على منحة تفرغ نهاية الستينيات بترشيح من الكاتب نجيب محفوظ والناقدة لطيفة الزيات.

أحمد فؤاد نجم

بحسب كتاب “شخصيات لها العجب: ذكريات.. تراجم.. دراسات.. ووثائق” للكاتب الصحفى الكبير صلاح عيسى، فؤاد نجم دخل الملجأ يتيما وفقيرا وخرج منه مندفعا إلى الحياة فعاش حياة الصعاليك الذين كانوا يزحمون أرض الوطن، يلتقط رزقه من بين أنياب الوحوش فى بلد محتل ومستذل.
عمل أجيرا فى أحد التفاتيش الزراعية المملوكة لصاحب الجلالة، ولكن الحظ السيئ يترصده، فيفصل من وظيفته، ليعيش عاطلا فترة، ثم يلتحق بمنزل خاله فيعمل خادما، إلى أن يجد عملا فى معسكرات جيش الاحتلال، ويتركه فى نهاية عام 1951، ومع آلاف العمال المصريين الذين استجابوا لنداء حكومة الوفد فى تلك السنة، تركوا أعمالهم فى المعسكرات لإجبار المحتلين على الرحيل بعد أن ألغت الحكومة معاهدة 1936.

محمد مستجاب

عمل الروائى الكبير الراحل محمد مستجاب في الستينيات في مشروع بناء “السد العالي” في مدينة أسوان وثقف نفسه بنفسه بعد أن توقف دراسيا عند مستوى شهادة الثانوية. ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة، ولكن لم يكمل دراسته بالمعهد. عمل بضعة أشهر في العراق وبعد عودته إلى مصر عمل في مجمع اللغة العربية وأحيل إلى التقاعد بعد بلوغه سن الستين عام 1998.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *