س وج.. عز الدين أيبك يقتل فارس الدين أقطاى.. كيف فعلها؟
مرت مصر بأحداث متنوعة مفرحة ومحزنة، وكان للأيام الدامية نصيب كبير، منها قتل عز الدين أيبك صديقه ومنافسه أقطاى، فى 18 سبتمبر 1254.
ما الذى حدث تاريخيا؟
بعد موت الملك الصالح أيوب، ومقتل ابنه توران شاه، وتولى الملكة شجر الدر المسئولية، وجد المماليك أنفسهم وجها لوجه على باب حكم مصر، لكنهم لم يكونوا على قلب رجل واحد.
كيف بدأت القصة؟
تبدأ القصة منذ اللحظة الخطرة فى تاريخ مصر وهى تولى شجر الدر حكم مصر، ثم تدبيرها الزواج من أمير حتى تضمن ولاء المماليك، والذين كانوا القوة الأولى فى مصر فى ذلك الوقت، ومن ثَمَّ اختارت عزّ الدين أيبك التركمانى الصالحى، وهو من المماليك الصالحية البحرية، أى من مماليك زوجها الراحل الملك الصالح نجم الدين أيوب.
ما دور شجر الدر فى الأزمة؟
تزوجت شجر الدرّ من عز الدين أيبك، ثم تنازلت له عن الحكم، ظاهريا، وذلك بعد أن حكمت البلاد ثمانين يوماً فقط، وتم هذا التنازل فى أواخر جمادى الثانى سنة 648هـ، كان الملك المعز عزّ الدين أيبك من الذكاء بحيث إنه لم يصطدم بشجرة الدرّ ولا بزعماء المماليك البحرية فى أول أمره، بل بدأ يقوى من شأنه، ويعد عدته تدريجيًا.
هل نجح عز الدين أيبك فى حكم مصر؟
بالفعل نجح أيبك فى التحكم فى مصر ومن ثَمَّ زاد نفور زعماء المماليك البحرية منه، وبخاصةٍ فارس الدين أقطاى الذى كان يبادله كراهية معلنة، لا يخفيها فقد بالغ فارس الدين أقطاى فى احتقار أيبك بحيث كان يناديه باسمه مجردًا من أى ألقاب.
من هو فارس الدين أقطاى؟
فارس الدين أقطاى بن عبد الله الجمدار الصالحى النجمى، أحد كبراء دولة المماليك البحرية ومؤسسيها فى مصر، وهو مملوك تركى الأصل اشترى بدمشق بألف دينار وألحق بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب فجعله جمداره، أى الموكل بلباسه، فعرف بهذا اللقب.
لماذا فكر أيبك فى قتل أقطاى؟
إحساس أيبك من داخله أن المماليك البحرية -وقد يكون الشعب- ينظرون إليه على أنه مجرد زوج للملكة المتحكمة فى الدولة هذا جعله يفكر جديًا فى التخلص من أقطاى ليضمن الأمان لنفسه، وليثبت قوته للجميع.
كيف فعلها عز الدين أيبك؟
انتظر أيبك الفرصة المناسبة إلى أن علم أن أقطاى يتجهز للزواج من إحدى الأميرات الأيوبيات، فأدرك أن أقطاى يحاول أن يضفى على نفسه صورة جميلة أمام الشعب، وأن يجعل له انتماءً واضحًا للأسرة الأيوبية التى حكمت مصر قرابة ثمانين سنة، وإذا كانت شجرة الدرّ حكمت مصر لكونها زوجة الصالح أيوب، فلماذا لا يحكم أقطاى مصر لكونه زوجا لأميرة أيوبية فضلا عن قيادته للجيوش.
وبالفعل تم قتل فارس الدين أقطاى بأوامر الملك المعز، وبتنفيذ من مماليكه المعزية فى 3 شعبان 652 هــ/ 18سبتمبر 1254.