مصر تلاتين . شمال سيناء
هاهم ابناء سيناء وهذه السيده نموذج لسيدات من اهالى سيناء
لم يكن أيًا منهم يعلم عندما استدعوها في مكتب المخابرات الإسرائيلية، أن السيدة سالمة شميط، راعية الغنم البسيطة، بكل هذه الصلابة. استدعوها لينهار ابنها المناضل الأسير موسى الرويشد، أمام دموعها فيعترف عن تنظيمه المسلح، الذي قام بعشرات العمليات ضد العدو الإسرائيلي.
دخلت الأم على ابنها الراقد على أحد الأسرة محترق الجسد، حتى إذا اقتربت منه قالت: “خليك راجل يا ولدي، أرضنا مازالت محتلة.. لو ظل العود اللحم يعود”.. أصيب ضباط المخابرات الإسرائيلية بالصدمة، إلا أن أحدهم لم يكن يعلم أيضًا أن البدوية البسيطة، هي أم البطل وتنظيمه.
على مدار سنوات، مارست سالمة شميط العمل الفدائي بشجاعة فائقة وسرية تامة. سيدة بسيطة ترعى الغنم في صحراء سيناء أمام جنود العدو، لكنها تضع بدلًا من كسرة الخبز في المخلاة التي تحملها على ظهرها لغمًا، وفي القلب وطنًا يأبى أن ينكسر.
كانت مهمة سالمة شميط نقل الألغام التي يسلمها لها زوجها وأبنائها إلى أقرب موقع للهدف المقبل، ثم تضع عليه علامة، ليذهب الزوج والأبناء ليلًا لزرع اللغم في طريق المدرعات الإسرائيلية، وهي تعلم تمامًا أنهم قد يذهبون بلا عودة.
إحساس صعب على أي أم وزوجة، لكنها كانت أصلب، خاصة عندما وصلها نبأ استشهاد زوجها في عملية، وابنها محمد في أخرى، وأسر ابنها الثاني موسى الرويشد في ثالثة.
ترابك ع راسنا يا ست الكل .. ربنا يرحمك وتفضل ذكراكي خالدة.
مصر تلاتين