تمر اليوم الـ130 على ميلاد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، أحد أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، وواحد من رموز الفكر والتنوير على مدار التاريخ المصرى، إذ ولد فى 15 نوفمبر عام 1889.
عميد الأدب العربى واحد من رواد الثقافة المصرية الحديثة، كان أول مصرى يترشح لجائزة نوبل فى الآداب، ورغم المنتج الأدبى والنقد والعلمى الكبير الذى ترك لم يشفع له ذلك أمام لجنة الأكاديمية السويدية لتمنحه الجائزة الأرفع فى العالم، رغم أنها منحته لشخص اقل منه قيمة وهو الأمريكى فوكنر.
وبحسب مذكرات “يوما أو بعض يوم” للكاتب المسرحى الكبير محمد سلماوى، فإن طه حسين كان أول مرشح عربى رسمى فى تاريخ الجائزة، وحسبما علم “سلماوى” بشكل مباشر من السكرتير الدائم للجنة نوبل فى ستوكهولم “ستورى آلين”، وذلك عام 1949، أى بعد عام واحد من حرب 1948، التى اغتصبت فيها إسرائيل الأراضى العربية.
ويرى الكاتب الكبير محمد سلماوى، أن ما حدث داخل الأكاديمية السويدية يظل علامة استفهام فى تاريخ الجائزة، ولا يملك أحد الرد عليها، فقد وصل التنافس آنذاك بين طه حسين والروائى الأمريكى الكبير وليام فوكنر إلى أشده وبدا أن الأديب العربى قد يتفوق على “فوكنر” فى التصويت، وعندئذ قررت عدم منح الجائزة فى هذا العام بحجة أنه لا يوجد بين المرشحين من تنطبق عليه شروط الجائزة، وهو ما لم يحدث فى تاريخ الجائزة من قبل.
والغريب فى الأمر أنه أعلن بالرغم من ذلك فوز “فوكنر” بالجائزة، على أن يتسلمها فى العام التالى لأن الجائزة لم تقدم فى ذلك العام، وأكد “سلماوى” أنه بالعودة إلى سجلات نوبل، كما فعل أثناء وجوده هناك، وجد أن الذى فاز بالجائزة فى عام 1949، هو وليام فوكنر، لكنه دعى لتسلمها عام 1950، وقد تحدث فى هذا الأمر مع ستورى آلين السكرتير الدائم، لكنه لم يملك جوابا شافيا، مشددا على أن الواقعة ستظل فريدة من نوعها فى تاريخ الجائزة.
يذكر أن عددا كبيرا من النقاد والباحثين يؤكدون ترشح عميد الأدب العربى لجائزة نوبل فى الآداب لأكثر من ١٤ مرة؛ بواقع ترشيح واحد في أعوام ١٩٤٩، ١٩٥٠، ١٩٥١، ١٩٥٢، ١٩٦٠، ١٩٦٣، ١٩٦٥، وترشيحين في عامى ١٩٦٢ و١٩٦٤، وثلاثة ترشيحات في عام ١٩٦١.