رئيس الوفد الصينى بالبرلمان: أمريكا تستخدم حقوق الإنسان للتدخل فى شئون الدول
أشاد هونغ مينغ فو، رئيس المؤسسة الصينية لتنمية حقوق الإنسان، بتحسن واستقرار الأوضاع فى مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن مصر شهدت تطورا كبيرا وتنمية، وأنه يتمنى زيادة التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات.
وقال هونغ مينغ فو، فى كلمته خلال لقاء مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، برئاسة النائب علاء عابد اليوم الخميس: “أشعر بالسعادة لزيارتى إلى مصر وحضورى اليوم بمجلس النواب المصرى”، واستعرض أوضاع حقوق الإنسان فى الصين، قائلا: “مؤسسة تنمية حقوق الإنسان الصينية أكبر مؤسسة مجتمع مدنى فى الصين، وهدفها دعم وتنمية حقوق الإنسان”.
وتابع: “أنشأنا آلية حوار مع الجانب الأمريكي يتناول حقوق الإنسان في الصين، ويتم عقد اجتماعات سنوية مرة في الصين ومرة في أمريكا، وكذلك الأمر مع ألمانيا، وبلدان أخرى، لكن للأسف ليس لدينا تعاون كافى مع مؤسسات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان فى مصر ونأمل فى مزيد من التعاون فى هذا المجال، واليوم تقابلنا مع المجلس القومى لحقوق الإنسان لهذا الهدف”.
واستطرد: “نقوم في الصين بمزيد من الأنشطة لدعم حقوق الإنسان، ونحن أول منظمة تقدم الدعم للمتضررين من العدوان اليابانى، وتقديم دعم لدول مجاورة للصين، والهدف من تلك الزياة فى مصر، التعريف أكثر بمجال حقوق الإنسان فى الصين، والتعرف على آخر تطورات حقوق الإنسان فى مصر”.
وأضاف أن كل عام تقوم الصين بإصدار الكتاب الأبيض لحقوق الإنسان في الصين، وتعد خطة عمل بشأن حقوق الإنسان، وسياسات الصين في حقوق الإنسان تختلف عن الكثير من الدول، قائلا: “ونحن علي يقين أن فهم كل دولة لحقوق الإنسان يختلف عن الدول الأخري، ويتغير مع الوقت، ففي الدول النامية أكثر ما يهم الناس هو العيش”، موضحا أن الصين قامت بتخليص الشعب من الفقر، وعلي مدار 40 عاما قامت برفع 70 مليون من خط الفقر، وبحلول 2020 تكون الصين تخلصت تماما من الفقر، وكان هناك دور كبير فى ذلك لجميع الجهات والمؤسسات، وكلهم أخرجوا الصين من مرحلة الفقر، ويتم العمل على ضمان حق الصحة والتعليم، وكان هناك بعض الإجراءات تتعلق بحقوق التعبير عن الرأي، وتعتقد الحكومة الصينية أن الحفاظ على استقرار البلد أكبر ضامن لحقوق الشعب.
وتحدث رئيس الوفد الصينى، عن رفض استغلال حقوق الإنسان للتدخل فى شئون الدولة، وتطرق للوضع فى هونج كونج والمحاولات الخارجية للتدخل فى الاحتجاجات الأخيرة التى تشهدها هونج كونج، مؤكدا أن ما يحدث بسبب التدخل الأمريكى، واستكمل: “خلال مائة عام لم يكن هناك أي حريات في هونج كونج فى ظل الحكم البريطاني، وبعد عودة هونج كونج للصين أقامت قانون للحريات فيها، والآن يعيش شعب هونج كونج معاناة كبيرة، المطاعم وأغلب المحال أغلقت أبوابها، وما يحدث نتيجة التدخل الأمريكي في الوضع بهونج كونج، وأعتقد الشرطة الأمريكية ممكن تتدخل وتطلق النار عليهم بشكل مباشر، والكونجرس الأمريكي أصدر بيانا منذ أيام بتأييد الأوضاع والتظاهرات في هونج كونج، وحكومة ترامب تقوم بحرب تجارية مع الصين، وترامب قد يري أن تفوق الصين قد يؤثر علي هيمنة أمريكا علي العالم، فيقوم بهذه الأعمال الخبيثة”.
وذكر فى كلمته: “أمريكا تستخدم حقوق الإنسان كحجة للتدخل في شئون الدول الأخرى، وعلاقتها ببن لادن كان لها تأثير كبير علي الاضطرابات فى المنطقة، وأدت إلي اشتعال الأوضاع والحرب في سوريا بسبب تأييدها ودعمها للجماعات المسلحة مما تسبب فى نشأة تنظيم داعش الإرهابى، وأي دولة تتدخل فيها أمريكا يصبح الوضع فيها سيئ، وحاليا الوضع في هونج كونج وتدخل أمريكا لتدمير الإصلاحات التي حققتها الصين فيها”.
وأشار إلى أن الحكومة الصينية علي ثقة بأن كل ما يتم في هونج كونج، مصر مرت بتلك المرحلة من اضطراب، لكن الوضع فى مصر تحسن وتطور بشكل واضح وحدثت تنمية في السنوات الأخيرة، ومصر والصين لديهم بعض النقاط المشتركة، وأتمنى أن تكون زيارتنا هادفة وتحقق مزيد من التعاون”.
من جانبها، ثمنت النائبة مارجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب دور الصين فى مجال حقوق الإنسان مثل الصحة والتعليم والقضاء على الفقر، وهما من أساسيات حقوق الإنسان، مؤكدة أن هذا أيضا ما قامت به مصر، حيث كانت هناك جهود كبير من الدوله المصرية فى مجال تمكين المرأة ورعاية الأطفال ومتحدى الإعاقة والشباب وغيرها من المجالات المتعلقة بحقوق الإنسان.
وتابعت عازر فى كلمتها خلال اللقاء: “هناك بعض الدول التى تستخدم ملف حقوق الإنسان للتدخل فى شئون الدول ونحن فى مصر نتعرض لذلك”، وأكلمت: “إننا فى مصر أنجزنا الكثير من المشروعات فى العديد من المجالات، وأى تدخل فى الشأن المصري أمر غير مقبول”.
بدوره، قال النائب على عبد الونيس وكيل لجنة حقوق الإنسان، إنه نائب دار السلام أى نائب الفقراء والبسطاء ومحدوى الدخل، ويستشعر تماما ما قامت به الدولة لهؤلاء البسطاء من بناء مستشفيات ومدارس من أجل توفير رعاية صحية وتعليمية، وأيضا معاش تكافل وكرامة الذى جاء بمباردة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد عبد الونيس أن الدولة لا تتستر على فساد وأى شكاوى تصل لجنة حقوق الإنسان يتم التحقيق فيها فورا، والتأكد مما إذا كانت صحيحة أو كيدية، مضيفا “تقدمت اللجنة بمشروع قانون حول الحبس الاحتياطى واستبداله بغرامه أو أى آليه أخرى مناسبة، وهذه طفرة كبيرة فى مصر”.
ومن جانبه، عقب رئيس الوفد الصينى، قائلا: “إننا على ثقة من تطور العلاقات المصرية الصينية على جميع المستويات سواء الاستثمارية أو السياحية والتنموية”، ودعا أعضاء اللجنة للمشاركة فى الاحتفال بيوم حقوق الإنسان الذى يقام فى الصين يوم 12 ديسمبر المقبل.
وأثنى النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان، على جهود الصين ودعمها الدائم لمصر ودول الشرق الأوسط والتاريخ، مما يؤكد أن الخريطة الجينية المصرية الصينية لم تتغير على مدى التاريخ، حيث إنهما دولتان لا تقبلان الإحتلال أو الاستعمار أو التدخل الخارجى فى شئونها الداخلية”.
وقال عابد: “الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه المسئولية عقب ثورة 30 يونيو، ثورة الحق فى الحياة التى قام بها الشعب المصري، حققنا كثير من الاستقرار ومزيد من التعاون بين مصر والصين فى أكثر من مجال”.
ضم الوفد الصينى، هونغ مينغ فو، رئيس المؤسسة الصينية لتنمية حقوق الإنسان، ومين ليجون نائب الرئيس والأمين العام للمؤسسة، وتشانغ يونغ هى المدير التنفيذى للمؤسسة وأستاذ معهد حقوق الإنسان بجامعة ساوث ويست للعلوم السياسية والقانون، وليو كيوبو، وتشانغ يان نائب مدير إدارة الدعاية بالمؤسسة.