الاتحاد البرلماني العربي يدين مصادقة البرلمان الأوروبي على لائحة حول الأوضاع الراهنة في الجمهورية الجزائرية
هناء السيد
مع فجر كل يوم تتكشّف النوايا الحقيقية المبيّتة للسياسات الاستعمارية الغربية، التي تنتهج أساليب ملتوية للتدخل في شؤون البلدان العربية، تحت شعارات زائفة، ومعايير مزدوجة، لا تخدم إلاّ مآربها ومصالحها الذاتية، ناهيك عن ترويجها المتعمّد لأجندة “الفوضى الخلاّقة” التي باتت سلاحاً فتاكاً يمزّق الجسد العربي في العديد من الدول العربية الشقيقة.
وفي ظل مصادقة البرلمان الأوروبي، يوم الخميس الواقع في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، على لائحة حول الأوضاع الراهنة في الجزائر، والتدخل السافر في الشأن الداخلي الجزائري، دون أدنى اعتبار لأهمية وشفافية ونزاهة هذا التحول الديمقراطي العميق، الذي تعيشه الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة،
فإن الاتحاد البرلماني العربي برئاسه المهندس عاطف الطراونة رئيس الاتحاد ، وإذ يُذكّر البرلمان الأوروبي ودول العالم أجمع، بالمبادئ التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وإعلان مبادئ القانون الدولي، التي تنادي بحُسن الجوار والعلاقات الودية، والاحترام المتبادل والتعاون بين الدول، لما فيه خير شعوبها ورفاههم،
وإذ يستشعر خطر هذا القرار، الذي يجسّد ازدواجية المعايير في تقييم الدول وتحركاتها الديمقراطية، وينتهك الأعراف الدبلوماسية الدولية، وحرية الشعب الجزائري واختياراته في بناء مستقبله الديمقراطي، ناهيك عن تعكيره للعلاقات الحسنة التي تربط جمهورية الجزائر مع دول الاتحاد الأوروبي كافة، وإن هذا الموقف لا يمثل وجهة نظر الشعوب الأوروبية تجاه الجمهورية الجزائرية وشعبها الأبي،
وإذ يعي، أن الشعب الجزائري الشقيق، الذي ضحى بالغالي والنفيس، بالأمس واليوم، من أجل سيادته واستقلاله ومنعته، يرفض رفضاً قاطعاً وصريحاً أي تدخل أجنبي خارجي في شؤونه الداخلية ووحدته الوطنية،
فإن الاتحاد البرلماني العربي، يدين ويستنكر قرار البرلمان الأوروبي، الذي يبيح لنفسه التدخل عنوةً في الشؤون الداخلية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، مؤكداً رفضه القاطع لهذا القرار، شكلاً ومضموناً، لا سيما أنه قرار يصدر عن جهة لا تتمتع بولاية قانونية أو وصائية على دولة الجزائر المستقلة ذات السيادة،
ويؤّكد أن ما تشهده الجزائر اليوم هو حراك شعبي سلمي، يعكس مساعي الشعب الجزائري الشقيق، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بكل شفافية وديمقراطية، وانتقالٍ سلس للسلطة، يلبي طموحات وتطلعات شعب الجزائر العريق بحضارته وعروبته،
ويدعو، جميع أطياف الشعب الجزائري إلى التلاحم والوقوف صفاً واحداً، لإفشال جميع المخططات الاستعمارية، التي تتربص شراً بأرض الشهداء والمجاهدين، مشدداً على ضرورة المشاركة القوية والفعالة في الانتخابات الديمقراطية الرئاسية يوم 12 كانون الأول/ديسمبر 2019، بغية الحفاظ على مستقبل البلاد وأمنها واستقرارها،
ويعرب الاتحاد البرلماني العربي، عن ثقته المطلقة بوعي الشعب الجزائري الشقيق، مؤكداً وقوفه ودعمه للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، في مساعيها النبيلة لإرساء الديمقراطية، ونبذ العنف، وتحقيق السلام والازدهار لأبناء شعبها الطيب المقدام، والعيش في بيئة آمنة مستقرة، منهجها الحوار، وغايتها الإنسان ورفاهه.
حفظ الله أرض المليون شهيد من كل شرّ ومكيدة