آراء وتحليلات

التاريخ الاسود للعثمانيين (1)

 

بقلم اللواء ناصر قطامش
التاريخ شجرة تحكى قصة العناصر الزمنية ، ماضيها جذورها ثابتة فى الأرض، وحاضرها جذعها المنتصب، وفروعها ممتدة إلى السماء تحمل ثمار المستقبل . فالتاريخ يتحدث عن الوقائع التى حدثت فى العصور السابقة، ويرتبها وفقا للوقائع التى حدثت عبر الزمن، وهو ما يدلنا على أن الزمن لم يكن مجرد طريقة لتنظيم الوقائع بل أصبح موضوع التاريخ نفسه. وهنا يظهر ما يطلق عليه اسم الحاسة التاريخ التى يتمتع بها المؤرخين، أو ما يطلق عليه اسم العقلية التاريخية التى تتجه أساساً إلى رد الحدث أو الشئ إلى أصلهما، والتى تحرص على تتبع مراحل تطورها منذ بداية نموها حتى آخر نقطة تصل إليها ، هذا التتبع تم بصورة زمنية سببية ، وبهذا يمكن وصل الماضى بالحاضر، أو تفسير الحاضر فى صورة الماضى، فمثل هذه القدرة ليست بالبسيطة وتحتاج إلى تمرين مستمر حتى يعتاد المؤرخ على هذا النوع من التفكير لأنه يتطلب بحث وتنقيب عن أصل الشئ وجذوره والرغبة فى الاستطلاع الذى يهدف إلى فحص مصادر المعلومات بنظرة فاحصة، إلى جانب ربط أسباب الحوادث بنتائجها ربطا زمنياً، فضلاً عن الإصغاء للقصة من بدايتها حتى نهايتها، لهذا ظل التاريخ فى نظر الغرب هو المدرسة التى يتعلم فيها النشء معنى كلمة التاريخ.ومن هنا تأتى أهمية دراسة التاريخ لعدد من الأسباب، هى قيامه بوظيفة فعلية يسد بها حاجة الإنسان إلى معرفة نفسه، ورغبته فى فهم علاقته بالماضى وعلاقاته بالمجتمعات المحيطة به، ويطلق على هذه المرحلة اسم الوعى التاريخى، أما السبب الآخر فهو أنه يخبرنا ، فالتاريخ هو المدرسة الحقيقية للإنسان. ويُعرف التاريخ أيضاً بأنه محور العلوم الإنسانية، فهو يوضح للإنسان كيف نشأ، ويتتبع تطوره على مدار الزمن، والجهود التى بُذلت فى سبيل تسخير الطبيعة وإنشاء الحضارة. فالتاريخ بهذا المفهوم هو “علم دراسة وتحقيق وتحليل ومقارنة ، خاصة أن التاريخ يجسد معرفة الإنسانية بذاتها ، ومن هنا فإن الإنسان يهتم بدراسة التاريخ بوصفه علماً ونشاطا عقليا يبحث فى ذاكرة الماضى بدرجة عالية من الضبط والتدقيق الصارم ، فهو أحد الروافد الرئيسية لها على مر العصور.وتعتمد الدراسة التاريخية على مجموعة من المبادئ :تحليل الأحدث.ثم دراسة علم العمران، لأنه يعرفنا بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ونوع وشكل الحكم فى الأزمنة السابقة .وبعدها المجتمعات التاريخية تعتمد على مبدأ السيادة فى التطور.وتبرز أهمية تفسير الأحداث التاريخية بناء على :القراءة المتأنية للأحداث ومعرفة شخصية المؤرخ.الطبائع النفسية للجماعات الإنسانية.خصائص الحياة الاقتصادية والاجتماعية.الظواهر السياسية التى تتحكم فى الأحداث السياسية
وعلى هذا الاساس سوف نبدا فى تناول تاريخ الاتراك حتى يعرف الجميع من هم وماذا يريدوا من المنطقه العربيه انهم قوة شيطانية مترحلة، بلا تاريخ أو حضارة، واتخذوا لنفسها وطنا بالتبني، حتى كتابتها استعارتها من العرب، غراب يقلد مشية الطاووس، يشعرون بعقدة نقص تجاه مصر التي أذلتهم، وسحقت جيوشهم، لكنهم نسيوا ذلك، وتناطح أسيادها العرب الآن ويظهروا كراهيتهم للعرب، في القرن السادس عشر، حينما اتجهت الدولة العثمانية إلى الشرق العربي، واتجه الزحف التركي إلى مصر رأسا، عن طريق سورية التابعة للدولة المملوكية المصرية، التي أصبحت مفتاح المنطقة العربية، خاصة بعد أن انتقل ثقل الدولة العربية الإسلامية كاملا ونهائيا إلى مصر بعد تدمير العراق على يد المغول”.”كانت قوات سليم الأول أضعف من أن تنتصر على المماليك في معركتي مرج دابق والريدانية، لكنهم استخدموا طريقتهم التركية الأصيلة، فعن طريق الرشوة والخيانة استطاعوا استمالة خاير بك وجان بردي الغزالي، وسقطت مصر في عام 1517 في يد رعاع ا الترك الذي نهب ثروات البلاد العربية، لتلبية نفقات السلاطين والحرملك وسهرات الفجر والمجون،: “كل مظاهر الاستعمار الاستغلالي الابتزازي لا تنقص الدولة العثمانية، فقد كانت تركيا دولة استعمارية تعتصر موارد وخيرات الولايات بلا مواربة، لتحشدها في خزانة السلطان، الذي ينفق منها على نزواته الشاذة”.فقد عملوا على احتلال البلاد العربية، صاحبة التاريخ والحضارة العريقة، وطبقوا في حكمهم السياسي الاستبددادى كمعاملة الحيوان، هم انتقلوا من رعي قطعان الحيوان إلى رعي قطعان البشر، فكما يفصل الراعي بين أنواع القطعان، فصل الأتراك بين الأمم والأجناس المختلفة، عملا بمبدأ فرق تسد، وكما يسوس الراعي قطيعه بالكلاب، كانت الإنكشارية كلاب صيد الدولة العثمانية، وكما يحلب الراعي ماشيته، كانت الإمبراطورية بقرة كبرى عند الأتراك للحلب فقط

أن “مصر ظلت وستظل تمثل للأتراك كل العقد، وليس عقدة وحيدة، فهي الدولة التي يحتسب عمرها بعمر هذا الكون، بينما تركيا بلا تاريخ أو هوية، ويرجع تاريخ العداء التركي لمصر منذ القرن الثالث عشر، وبعد احتلال مصر عام 1517، اتبعت الدولة العثمانية سياسات قمعية تجاه الشعب، تعويضا لعقدة النقص التي يشعر بها الأتراك تجاه المصريين”.وخاصه أن جيش مصر العظيم يمثل أبرز العقد للأتراك، فقد أعطى دروسا قوية في الفنون العسكرية للجيش التركي، وسحقه أكثر من مرة في معارك ضروس، والبداية كانت عندما سحق الظاهر بيبرس الأتراك المتحالفين مع المغول في الأناضول، في معركة الأبلستين عام 1277، وتجدد الصدام في عام 1488 عندما قاد السلطان قايتباي جيوشه وهزم السلطان بايزيد الثاني في معركة أضنة”.أصبحت مصر القوة الضاربة في الشرق الأوسط في القرن التاسع عشر، على يد مؤسس الأسرة العلوية، ويضيف: “عندما قرر محمد علي باشا ضم الشام إلى الأراضي المصرية في عام 1831، وزحف الجيش المصري وحاصر عكا، المحصنة بأسوارها العالية، ونجح في كسر جيوش السلطان محمود الثاني، وسيطر على فلسطين ودمشق، ثم التقى بالجيش العثماني من جديد عند أسوار مدينة حمص ولقنه درسا قاسيا، واستولى على حمص، وباقي المدن السورية”.وتابعت مصر ضرباتها المتواصلة للجيش التركي بعدها بـ 8 سنوات، يقول :”ولن ينسى الأتراك ما فعله الجيش المصري بجيوش السلطان محمود الثاني في معركة نصيبين عام 1839، عندما لقن نظيره التركي درسا في فنون الحروب الحديثة، مستخدما قوته المفرطة، حينما أفنى كل الجيش العثماني في تلك المعركة، وأسروا 15 ألف جندي وضابط، واستولوا على كل الأسلحة والمؤن”.ويضيف حمدان: “وعندما بلغ السلطان العثماني أمر الهزيمة المنكرة، وفناء جيشه مات حزنا، ولم يكتفِ الجيش المصري بسحق العثمانيين، وإنما حاصر إسطنبول، واستسلم الأسطول التركي لمصر في الإسكندرية، وأصبحت الدولة العثمانية بلا سلطان أو جيش أو حتى أسطول، ولولا التدخل الأوروبي، لكانت تركيا من بين ممتلكات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *