آراء وتحليلات

تاربخ العثمانيون الاسود (3)

 بقلم اللواء ناصر قطامش

لم يحب المصريون الأتراك، وعلى خلاف الخلافة الأموية والعباسية لم تقدم العثمانية أى إسهام علمى أو ثقافى أو حضارى، بل دشنت حقبة “القرصنة السلطانية”، فقد كانت خلافة “السرقة والنهب” فلم تمتد أيديهم على شئء إلا وسرقوه، وقننوا الفساد عبر جبايات الولاة التى كانت تصل إلى الباب العالى، حتى إن المؤرخ المصرى ابن إياس صاحب “بدائع الزهور فى وقائع الدهور” والذى عاصر الغزو العثمانى لمصر كتب عن يوم دخولهم للقاهرة أبياتًا شعرية حزينة تقول
نبكى على مصر وسكانها :: قد خربت أركانها العامرة
وأصبحت بالذل مقهورة :: من بعد ما كانت هى القاهرة
ان أهل بغداد والقاهرة كانوا أول من استخدمكلمه القراصنه لوصف الجنود الأتراك؟، وهى كلمة كانت تطلق على من تحوّل إلى الإسلام ولم يحسن إسلامه، وكثرت هذه الطائفه فى القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكان غالب هؤلاء القراصنه من السواحل الأوروبية للبحر الأبيض المتوسط والتحقوا بالبحرية العثمانية أو للدقة عمليات القرصنة التى مارسها الأسطول التركى ضد السفن الغربية، وأطلقت عليها لفظ الجهاد البحرى، ولكن حقيقته كانت الربح والطمع فى الغنائم، ، وقد وصل بعض هؤلاء “القراصنة” لمناصب مهمة فى السلطنة، “وتركزت مهمتهم فى نهب لثروات الدول العربية بغطاء دينى.كان أهل القاهرة ينظرون لجنود سليم الأول باعتبارهم لصوص جاءوا لسرقه مصر ينقل ابن زنبل الرمال عن السلطان طومانباى حديثًا يفنِّد فيه فكرة حماية الدولة العثمانية للإسلام والمسلمين، قال السلطان لأحد رسل سليم “أما هذا السلطان سليم الذى تدعى أنه ملك عادل ولا يحب الجور، كيف يجوز له أن يتعدى علينا أو يرمى علينا بالنار والمدافع، ويقتل رجالنا ويسبى نساءنا وأولادنا، ونحن مسلمون مؤمنون موحدون قائمون بحماية الدين، فلما بغى علينا وجب علينا قتاله دفاعًا عن أنفسنا وأولادنا وحريمنا وأموالنا وتقول الحقائق التاريخية إن الدولتين الأيوبية والمملوكية فى مصر كانت تحمى الإسلام والمسلمين وتمكنت من وقف غزو الصليبيين والمغول فى الوقت الذى كانت فيه الدولة العثمانية قبائل ورعاة،
ومرت الدولة الإسلامية عقب ضمها للخلافة العثمانية بفترة جمود وتدهور لم تفق منه إلا بعد قرون على أصوات مدافع نابليون وهى تدك الإسكندرية.وبحسب رواية ابن إياس خرج سليم الأول من مصر بعد قتله طومانباى ومعه 1000 جمل محملةً ما بين ذهب وفضة بخلاف التحف والسلاح والنحاس المشغول والرخام الفاخر من قصور مصر بخلاف ما سرقه وزراؤه وعساكره من بضاعة المصريين، فهناك 50 صنعة اختفت من القاهرة بعد خروج السلطان العثمانى، يتشابه ما قام به سليم مع ما قام به محمد الفاتح عند دخول القسطنطينية حينما قال لجنوده “اشبعوا بالغنائم والأسرى، أما بنايات المدينة فهى لي”.ويضيف ابن إياس: “استمرت مدة إقامة سليم بمصر ثمانية أشهر إلا أيامًا، ولم يجلس فى قلعة الجبل على مقعد الملك ولا رآه أحد، ولا أنصف مظلومًا من ظالم، بل كان مشغولاً بلذاته وسكره وإقامته فى المقياس ناحية منيل الروضة بين الصبيان المرد، وما كان يظهر إلا عند سفك دماء المماليك الجراكسة، وما كان له أمان إذا أعطاه لأحد الناس، وليس له من قول أو فعل، وكلامه ناقص ومنقوص لا يثبت على قول واحد كعادة الملوك فى أفعالهم، أما عساكره فكانت عيونهم جائعة ونفوسهم قذرة”.ويمكن القول ان عمليات الهدم للحضارة الإسلامية بدات منذ القرن الثالث الهجري، على يد المرتزقة من الأتراك الأويغور الذين تم جلبهم كعبيد من وسط آسيا، وأحفادهم قومية الأويغور، موجودين حاليًا في منطقة موزعة بين شمال غرب الصين وكازاخستان وروسيا ومنغوليا، وقد استعان بهم الخلفاء العباسيين، لكنهم سرعان ما تحولوا إلى نخبة عسكرية في عهد المعتصم، وزاد نفوذهم في عصر الخليفة المتوكل الذي نصبوه خليفة مما ادى الى دخولهم فى صراع مع كافه العلماء وهم من دعوا لإماتة العقل وإحياء النقل وعبادة النص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *