أطلق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية تقرير الإرهاب السنوى لعام 2019، وأكد التقرير السنوى أن عام 2019 شهد أكثر من (1000) عملية إرهابية فى أكثر من (42) دولة، راح ضحيتها أكثر من (13688) شخصًا ما بين قتيل وجريح، حيث سقط ما يقارب (6748) قتيلًا و(6940) مصابًا جراء تلك العمليات، يأتى ذلك فى ظل العديد من المتغيرات والتطورات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
وأكد التقرير السنوى للإرهاب أن عام 2019 شهد عددًا من موجات الإرهاب المختلفة، حيث أشار منحنى تنفيذ العمليات الزمنى على أن بداية العام شهدت ارتفاعًا فى عدد الهجمات المنفذة خلال الأشهر الخمسة الأولى بواقع (518) عملية إرهابية من يناير حتى نهاية مايو، وذلك قبل أن تنخفض موجة الإرهاب من يونيو وحتى نهاية نوفمبر بواقع (383) هجومًا إرهابيًّا، ثم أخذت موجة جديدة من التصاعد نهاية العام وتحديدًا مع بداية ديسمبر واحتفالات رأس السنة وبعد مقتل البغدادي، حيث شهد شهر ديسمبر (99) عملية إرهابية، وهو ما يرجح تزايد موجة الإرهاب فى بداية 2020 نتيجة للعديد من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، خاصة مع رغبة تنظيم القاعدة فى استعادة موقعه على خرائط الإرهاب وملء الفراغ بدلًا عن تنظيم داعش، ورغبة تنظيم داعش فى الانتقام لمقتل زعيمه، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية فى الشئون الداخلية للمنطقة، مع تزايد الأزمات الاقتصادية والسياسية فى العديد من بلدان العالم.
أوضح تقرير المرصد أن خريطة العمليات الإرهابية المرصودة خلال عام 2019 وزعت على أربع قارات هي: آسيا التى شهدت (67%) من حجم العمليات الإرهابية وراح ضحيتها (68%) من حجم الضحايا الكلي، فيما جاءت أفريقيا فى المرتبة الثانية بواقع (32%) من حجم العمليات الإرهابية خلال 2019 نتج عنها سقوط ما يقرب من (31%) من حجم الضحايا الكلى خلال العام، فيما جاءت أوروبا فى المرتبة الثالثة بواقع (1%) من حجم العمليات المنفذة وراح ضحيتها (0.2) من حجم الضحايا، وجاءت أستراليا فى المرتبة الرابعة بواقع (0.01) وراح ضحيتها (1.3) من حجم الضحايا الكلية. وأكد التقرير على أن تلك المؤشرات توضح حجم الفوارق بين القارات من حيث حجم العمليات وحجم الضحايا، وذلك يرجع إلى أن بعض المناطق هى مناطق صراع ونزاعات مسلحة وتعانى من العديد من حواضن الإرهاب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. كما أن تلك المناطق تعانى أيضًا من التدخلات الإقليمية والدولية لبعض الدول.
تابع التقرير السنوى بأن (42) دولة هى ساحات للإرهاب خلال عام 2019، شهدت فيها سبع دول وهى (أفغانستان، العراق، سوريا، الصومال، نيجيريا، باكستان، بوركينافاسو) ما يقارب من (800) هجوم إرهابى أى ما يقارب من (80%) من حجم العمليات الكلية المنفذة فى عام 2019، وراح ضحيتها (10497) أى ما يقرب من (76%) من حجم الضحايا الكلى لعام 2019، فيما شهدت (37) دولة أخرى ما يقرب من (200) هجوم إرهابى راح ضحيته (3191) ما بين قتيل ومصاب. ويشير التقرير إلى أن الدول الست الأولى هى مناطق صراع ونزاعات مسلحة تعج بالعديد من حواضن الإرهاب وغياب الأمن والاستقرار الاجتماعى والأمان الاقتصادى بالإضافة إلى دور التدخلات الخارجية فيها.
وأكد تقرير المرصد السنوى أن عام 2019 شهد نشاطًا إرهابيًّا لأكثر من (34) تنظيمًا إرهابيًّا فى مناطق عدة، وتعد تنظيمات (داعش، طالبان، بوكو حرام، شباب المجاهدين، نصرة الإسلام والمسلمين) أكثر التنظيمات النشطة والدموية خلال 2019، حيث نفذت التنظيمات الخمسة ما يقارب (695) هجومًا إرهابيًّا أى ما يبلغ نسبته (70%) من حجم العمليات الكلية المنفذة خلال العام، وقد راح ضحيتها (9642) ما بين قتيل ومصاب وهو ما يبلغ نسبته (70%) من حجم الضحايا الكلي، فيما نفذ جماعات مجهولة ما يقارب من (174) هجومًا إرهابيًّا بنسبة بلغت (17.4 %) من حجم العمليات الكلية، راح ضحيتها ما يقارب من (1553) ما بين قتيل ومصاب أى ما يبلغ نسبته (11.3%) من حجم الضحايا الكلي، فيما نفذت بقية التنظيمات ما يقارب من (131) هجومًا إرهابيًّا بنسبة بلغت (13%) من حجم العمليات الكلي، وراح ضحيتها (2196) بنسبة بلغت (15.8%) من حجم الضحايا الكلى للعمليات المرصودة خلال العام.
وأكد تقرير المرصد على أن تنظيم داعش الإرهابى وبالرغم من الضربات الموجعة التى تعرض لها فى عام 2019 سواء بإخراجه من آخر معاقله فى الباغوز بسوريا، واستعادة كافة الأراضى التى سيطر عليها خلال عام 2014، والقضاء على غالبية قياداته ورموزه المؤسسين وعلى رأسهم أبو بكر البغدادى زعيم التنظيم، واعتقال معظم كتلته البشرية فى سوريا والعراق، إلا أن التنظيم ظل قادرًا على تنفيذ عمليات إرهابية فى مناطق عدة خاصة بعد فتح جبهات جديدة لعناصره فى غرب ووسط أفريقيا التى تعد الساحة الأولى للتنظيم، وهى ساحة مرشحة لعمليات متزايدة ومتضاعفة للتنظيم فى 2020، ويعد تنظيم داعش أكثر التنظيمات الدموية حيث تسببت عملياته والبالغ عددها (294) هجومًا فى قتل وإصابة أكثر من (3598) بما يقارب (26%) من حجم الضحايا الكلى للعمليات المنفذة خلال عام 2019، فيما يحل تنظيم طالبان كثانى أكثر التنظيمات نشاطًا بواقع (193) هجومًا راح ضحيتها (2741) ما بين قتيل ومصاب، بالرغم من المساعى الدولية لتحقيق سلام فى أفغانستان وعقد سلسلة من جولات المفاوضات بين طالبان وحكومة الولايات المتحدة.
وأشار التقرير السنوى إلى أن العمليات الإرهابية خلال عام 2019 استهدفت العديد من الفئات سواء كانوا عسكريين (قوات عسكرية وجيوش، قوات حفظ سلام دولية وأممية، قوات شرطة وأمن داخلي) كما استهدفت قطاعات واسعة من المدنيين ومناطقهم الرخوة سواء فى الأسواق أو التجمعات المدنية والسكانية المختلفة، فيما استهدفت بعض العمليات عسكريين ومدنيين معًا، وبلغت نسبة العمليات التى استهدفت العسكريين أكثر من (50%) من حجم العمليات المنفذة، فيما بلغت نسبة العمليات التى استهدفت مدنيين (44%)، فيما بلغت نسبة العمليات التى استهدفت مدنيين وعسكريين معًا (5%) من حجم العمليات المنفذة خلال العام.
وانتهى تقرير المرصد إلى رسم خريطة للمناطق التى ربما ستشهد ارتفاعًا فى عمليات العنف والإرهاب خلال عام 2020 بناءً على خريطة العنف والإرهاب لعام 2019، وهى مناطق (جنوب آسيا، منطقة القرن الأفريقي، وسط وغرب أفريقيا، منطقة الشرق الأوسط)، وحذر المرصد من أن التدخلات الإقليمية والخارجية فى شئون الدول التى تشهد صراعات داخلية ستعمل على مضاعفة العمليات الإرهابية والعنف فى تلك البلدان، ودعا المرصد إلى ضرورة تبنى خيارات الحوار الوطنى والخيارات السياسية والدبلوماسية لحل النزاعات المسلحة فى تلك المناطق بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وأكد المرصد على ضرورة تعظيم أدوار التحالفات الدولية فى القضاء على الإرهاب وعدم تشتيت جهودها فى صراعات إقليمية حتى لا تعطى للإرهاب حواضن جديدة تعيد فيها هيكلة أفرعها ونشاطها، ودعا المرصد إلى ضرورة الحفاظ على النجاحات التى حققتها الجهود الدولية فى القضاء على الإرهاب ومكافحته فى السنوات الماضية.
حصاد الإرهاب السنوى لـعام 2019
