كلمه العدد 1136 (( طرطوف ))
- بقلم: د.محمود قطامش:
نعم هي كلمه صحيحه ولم أخطئ في كتابتها
وهي اسم مسرحيه هزليه للكاتب الفرنسي موليير ففى عام 1664، كتب الكاتب الفرنسى الكبير موليير مسرحية اسمها “طرطوف TARTUFFE “، رسم فيها شخصية رجل دين فاسد يسمى طرطوف، يسعى إلى إشباع شهواته الإنسانية الرخيصة وهو يتظاهر بالتقوى..
وتتناول مادة مسرحية “طرطوف” نقائص الإنسانية وعيوبها، وتعالج مشكلة اجتماعية خطيرة، وهي مشكلة النفاق والتستر بستار الدين ?? حيث أولئك الذين يتظاهرون بالتقوى والفضيلة. أما الأتقياء المخلصون، فيعترف موليير بسموهم ويرعى حق طهرهم، ولكنه لا يريد لهم أن يفاخروا بتقواهم، ولا أن يخرجوا على حدود العقل بغيرتهم على مصلحة الدين، ولا أن يتشددوا أو يتعصبوا. كلام الكاتب موليير معناه انه لا يريد لرجال الدين أن يتجسسوا على أحوال الناس وأن يتدخلوا في ما لا يعنيهم.
وقد ثارت الكنيسة الكاثوليكية آنذاك بشدة ضد موليير ومنعت المسرحية من العرض خمسة أعوام كاملة.. وبرغم المنع، فقد تحولت مسرحية طرطوف إلى واحدة من كلاسيكيات المسرح، حتى صارت كلمة طرطوف فى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، تستعمل للإشارة إلى رجل الدين المنافق او ( المرائي ) فهل نحن الان أمام ((طرطوف )) القرن الحادي والعشرين (( الاخوان )) وهو الذي يتظاهر بالدين و يحول الدين كله الي مظاهر وليس الي سلوك بل ويذهب ابعد من ذلك ان يقدم كل هذه المظاهر للناس وهو يضمر الرغبه الشديده بالانقضاض علي السلطة ويعطي نفسه الحق في الكذب واستغلال حاجه الناس لتحويلهم الي أدوات في تنفيذ اجندته السياسيه في الوصول الي كرسي الحكم .
فكيف تفسر انتشار المظاهر الدينية في كل المصالح الحكومية وفي أماكن كثيره في المجتمع في زمن الرئيس مبارك وفي نفس الوقت لازال نفس الناس يمارسون الكذب والنفاق وقبول الرشوه في بعض الحالات منها فكيف لا يكون الدين هنا رافعه لمنظومه القيم والاخلاق ففي أواخر حكم الرئيس مبارك كان الجميع يستطيع وبسهوله ان يشهد انتشار ظاهره التدين دون ان تكون هذه الظاهره سببا في انتشار القيم والأخلاق والأمانة واتقان العمل بين بعض الناس ذلك لان الدين تحول الي مظاهر لا تعدو عن كونها جلباب قصير او نقاب يغطي الوجه دون تحويل ذلك من بعضهم الي سلوك وأسلوب عيش تلتقي فيه المثل والقيم الدينية مع القيم والسلوك الإنساني من رفض الفساد ورفض الرشوه والنفاق السياسي واعلاء قيمه العمل وإتقانه أقول ان الذي رسخ هذا العمل وجعله أسلوب حياه هم الاخوان ( طرطوف العصر )فمن ناحيه كانوا يقدمون هذه المظاهر للناس ومن ناحيه اخري يسعون بخطي حثيثه للوصول الي السلطة ومن المحزن أن التراث الإسلامى حافل بما يؤكد أن الأخلاق أهم عناصر الدين،لكنهم لا يفهمون ذلك أو لا يريدون تفهمه لان لهم أجندتهم الخاصه بهم والتي تخدم مصالحهم بغض النظر عن الأشكال التي يقدموها للمجتمع لخداعه … ويسقط معقل جديد من معاقل الاخوان ( طرطوف العصر ) في السودان بعد سقوطه في مصر والحبل علي الجرار .
والآن وبعد ان اكتشف الناس خططهم وثاروا عليهم هل سيكون لهم مكانًا في الحياه السياسيه مستقبلا فلا لكل ((طرطوف )) يريد خداعنا ولن يقبل بهم الشعب المصري بعد ان تم افتضاح أجنداتهم وتحالفاتهم المشبوهة التي فقط تخدم مصالحهم وتضر بمصالح الوطن في كل دوله يكتشف لهم وجود فيها …
وحاول تفهم
مصر تلاتين