الأدب

قرأت لك.. “سلطنة عمان”.. هل أقام السلطان قابوس تنمية حقا؟

رحل السلطان قابوس، حاكم سلطنة عمان، بعد 50 عاما قضاها فى الحكم، استطاع خلالها أن يصنع شخصية محتلفة لبلاده وسط كثير من الأزمات التى يمر بها العالم، لكن ماذا عن التنمية؟ ويناقش كتاب (سلطنة عمان.. أربعون عاما من التنمية) لـمسعود ضاهر ما حدث فى السلطنة خلال الفترة من (1970) إلى العام (2010) باحثا عما حدث بالضبط. 

ويقول الكتاب: “تجاوزت نهضة عمان أربعين عاماً من النضج فى مجال التنمية البشرية والاقتصادية المستدامة، وهى تنهى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بتوجهات جديدة تؤكد على استمرار نهضتها وانفتاحها على المستقبل بخطى ثابتة ومدروسة.
سلطنة عمان 40
لكن مشكلات الحداثة السليمة التى نجحت فى بناء إنسان عُمانى جديد عاش فى كنف النهضة العُمانية طوال الأربعين عاماً الماضية تختلف جذرياً عن مشكلات التحديث التى عايشها الإنسان العُمانى فى بداية حركة النهضة، بقدرات بشرية مالية شحيحة للغاية، وفى ظروف حرب أهلية متفاقمة. لذلك تجرى هذه الدراسة تحليلاً معمقاً لمشكلات التنمية البشرية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، والتربوية، المستدامة التى تشهدها سلطنة عُمان فى المرحلة الراهنة.
وبعد بلوغ النهضة مرحلة الاستقرار والنضج، دخل الإنسان العُمانى الجديد بصورة سلسة فى رحاب العولمة دون خوف أو عقدة نقص، ولديه مشكلات من نوع جديد ذات صلة بطبيعة التنمية المستدامة وليس بطبيعة النمو الذى حلّلنا مظاهره فى الكتاب السابق، وهناك فارق نوعى فى طبيعة التوثيق لمادة هذا الكتاب، وتحديد كيفية الانتقال من التراكم الكمى إلى التراكم النوعى، وسمات المنهج التحليلى الذى يتجاوز مشكلات النمو إلى إبراز الآليات الكفيلة بالحفاظ على التنمية المستدامة التى تواجهها سلطنة عُمان إلى جانب جميع دول العالم التى تشهد مشكلات حادة بعد انفجار الأزمة العامة للنظام الرأسمالى العالمى عام  2008.
ويضيف الكتاب: “قدمت النهضة العُمانية فى العقود الماضية نموذجاً بالغ الدلالة فى إقامة التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وسبل تطوير مختلف قطاعات الإنتاج والعمل والتعليم والخدمات مع الحفاظ عل القيم العُمانية الموروثة، وهى تواجه اليوم تحديات من نوع جديد حيث تتقاطع أحياناً وتتباعد أحياناً أخرى مع مقولات النهضة العُمانية بأبعادها الروحية العربية والإسلامية مع مقولات عصر العولمة وثقافاتها التقنية الوحيدة الجانب التى تحمل مخاطر كبيرة تهدد ثقافات الشعوب فى الدول النامية، ومنها الشعب العُمانى، فالبعد القيمى والخلقى شديد الوضوح فى النهضة العُمانية التى تتلاقى مع مشروع ثقافى آخر لبناء عولمة أكثر إنسانية. كما أن الشعب العُمانى الذى عرف كيف يحمى نهضته طوال العقود الأربعة الماضية فى ظروف بالغة الصعوبة داخلياً وإقليمياً ودولياً، وأقام التوازن بين الأصالة والمعاصرة، بات اليوم أكثر وعياً بأهمية إنجازاته السابقة، وأكثر تصميماً على استكمال مسيرة التنمية المستدامة بخصائص عُمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *