قصيدة شِبْتُ كَهْلًا
الأديبة الإعلامية هيفاء هاشم الأمين
قدْ شبْتُ كَهلا وَ كيفَ القلبُ مَا شابَا
أمْ عُدتُّ طفلاً وَ ذاكَ الطفلُ هلْ تابَا
أمْ أنَّ حبَّكَ في الأحشاءِ مَسْكَنُهُ
حينًا يزيدُ وَ حينًا حَسْرَةً ذابَا
هلِ المشيبُ إذا شِبْنَا سَيَرْدَعُنَا
أمْ أنْ يقالُ لنَا : حُبًّا وَ كَذَّابَا
كأنَّ حُبَّكَ حَسْرَاتٌ أعالِجُهَا
وَ أنتَ تحسبُهَا ذكرى لمَنْ غابَا
دنوتُ منكَ فأرداني وَ جَرَّحَنِي
قولٌ وَعاذلةٌ وَ القولُ قدْ صَابَا
يا سيدي أنتَ كالسَّيَّافِ في يدِهِ
قتلي وَإنَّ لَهُ للقتلِ أسبَابَا
كأنني أدَّعِي يومًا أحِبُّكُمُ
وَ أنتَ يا سيدي باعَدْتَّ أنسابَا
حتَّى تَذَكَّرْتُ أنَّ الحُبَّ في يَدِكُمْ
كخاتمٍ ذَهَبٍ قدْ زانَ أحْبَابَا
ألستَ تحسبني طيرًا وَ تحبِسُهُ
فلا أطيرُ لأنَّ الحبْسَ قدْ طابَا
كأنَّ حبكَ في إسمي وَأكتُبُهُ
كأنَّهُ لَقَبِي فازددتُّ ألقابا
أحِبُّ رسمَ جدارٍ في تَشَرُّفِهِ
بمَسِّ كفِّكَ وَ كانَ المَسُّ وَهَّابَا
إني أحبُّكَ أرسِلُهَا كبارقَةٍ
فيرجعُ الشوقُ إبهارًا وَ إعجَابَا
إنِّي أرى نهرَكُمْ يسقي بلا سَأمٍ
وَ الماءُ تشرَبُهُ إنْ شئْتَ أسرابَا
قدْ حرْتُ فيكَ ألا وَعْدٌ فتصدُقُهُ
حيَّرْتَنِي وَ أنا حَيَّرْتُ ألبَابَا
وَ أنتَ بَحْرٌ منَ الأشواقِ إنْ سألوا
وَ إنْ صَمَتَّ يكونُ الكلُّ مُرْتابَا
نخافُ منكَ وَ نجري حينَ تأمُرُنَا
وَنسألُ المَوْجَ هَلْ مِنْ عاشقٍ تابَا