هزيمة المهدى فى السودان.. كيف تحدثت رواية “شوق الدرويش” عن الثورة المهدية
تمر اليوم الذكرى الـ135، على هزيمة القوات البريطانية لقوات دراويش المهدي في معركة أبو طليح، بعد خسائر فادحة منعتها عن هدفها الرئيسى وهو نجدة الجنرال تشارلز جورج جوردون فى الخرطوم، وذلك فى 17 يناير عام 1885.
وتعتبر ثورة المهدى واحدة من أبرز الثورات العربية، وأحد أهم الأحداث السياسية فى تاريخ السودان الحديث، حيث قامت الثورة ردا على مظالم الحكم التركى المصرى المعروف بفترة التركية السابقة فى السودان، وقد بنى محمد المهدى دعوته على فكرة المهدى الذى يظهر فى أخر الزمان ويملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جوراً، استجاب السودانيون للمهدى بقوة مكنته من هزيمة القوات الحكومية والسيطرة على السودان.
وانطلاقا من دور الأدب فى تجسيد ما لم يكون قد ذكر فى المراجع التاريخية، ومحاولة تقديم إجابات عن أسئلة لم نصل لإجابة عليها بعد، وتقديم تصورات أخرى عما قد تكون حدثت بالفعل، كان هناك عدد من الروايات التى تناولت ثورة المهدى، منها رواية الروائى السودانى حمور زيادة الفائزة بجائزة نجيب محفوظ فى الأداب من الجامعة الأمريكية عام 2014، ودخلت فى القائمة النهائية “القصيرة” للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2015.
وتطرح الرواية بقوة تأملات فى الحب والدين والغدر والصراع السياسى، وذلك فى حقبة حساسة من تاريخ السودان المعاصر، حيث اتخذت من الثورة السودانية مسرحًا زمنيًا لأحداثها، خاصة أنه فيما يخص الثورة المهدية، وقدمت أطرا جديدة فى السرد عن هذا الحدث السياسى الكبير فى تاريخ المعاصر، وخارجت عن المألوف من منجزات السرد الأدبى داخل السودان، والذى اكتفت بترجمات عابرة للاحتفاء والتمجيد فى الثورة المهدية، لكنه أيضا قدم صورا أخرى مغايرة وصورة وجها قبيح من صور القمع ظهرت أثناء الثورة.
وبحسب الكاتب والباحث محسن حسن، فإن رواية “شوق الدرويش” لم يكن بإمكان مؤلفها السودانى حمور زيادة، تحت وطأة ذلك الاحتفاء، إلا أن يتغاضى عن “وجه الثورة القبيح” وما تعلق به من قهر وتهميش وإقصاء للسودانى الحالم بالخلاص، وأن يغض الطرف عن النبش الصادم فى أعماق فترة شائكة من تاريخ السودان الجريح، انتصر لها البعض، وعدها البعض الآخر من أكثر تراجيديات التاريخ السودانى وحشية ودموية، لكن روائى اليوم أكثر جرأة وتحررًا من روائيى الأمس.