صور.. أمطار الخير تروى الزراعات بالوديان وتملأ خزانات سدود وآبار مطروح
ينتظر أهالى محافظة مطروح، خاصة سكان المناطق الصحراوية، سقوط الأمطار، لملء الآبار وخزانات وسدود حجز مياه الأمطار بالوديان، التى يعتمدون عليها طوال العام فى الشرب والزراعة وتربية الحيوانات، كما يسبقون موسم سقوط الأمطار بحرث الأراضى ونثر تقاوى الشعير والقمح، وغرس شتلات أشجار الزيتون وغيرها من الأشجار والمحاصيل، ويطلق أبناء مطروح عليها ” أمطار الخير“.
وشهدت مناطق محافظة مطروح والساحل الشمالي، خلال الأيام الماضية معدلاً عالية لسقوط الأمطار، وامتلأت الآبار وخزانات تجميع مياه الأمطار، واحتجزت السدود فى الوديان كميات كبيرة من منها، لاستخدامها فى زراعة التين والزيتون والعنب والمحاصيل البعلية، على طول الشريط الساحلي.
ونجحت أجهزة المحافظة، فى احتواء آثار الأمطار الخفيفة والمتوسطة، التى تساقطت بشكل متقطع، على مدار أسبوع، من خلال مواصلة أعمال سحب تراكمات مياه الأمطار بشوارع وطرق المدن المختلفة، ليلا ونهاراً، بقيام مجالس المدن بالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح، بإزالة تجمعات مياه الأمطار بالطرق الداخلية والشوارع وعلى الطريق الدولي الساحلي.
وأكد صالح فتح الله مديرة وحدة الإعلام بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، لـ”اليوم السابع”، أن سدود حجز مياه الأمطار بمناطق تنمية الوديان التي يشرف عليها مركز التنمية المستدامة، حصدت كميات من مياه الأمطار، ويجرى حاليًا حصر كميات المياه التي تم حصادها، مع ارتفاع عدد الوديان المستصلحة مؤخراً إلى 45 وادياً، إضافة إلى كميات المياه التى يتم حصادها عن طريق الآبار والخزانات والوديان الأخرى فى المناطق المختلفة بصحراء مطروح..
وأشار “فتح الله”، إلى أن مركز البحوث التطبيقية التابع للمركز، رصد معدل سقوط الأمطار على مناطق تنمية الوديان من قرية فوكه شرقاً وحتى السلوم غرباً، خلال الفترة الماضية، وحصاد كميات كبيرة من المياه، ليكون عام مبشر بالخير، خاصة فى التجمعات الصحراوية، التى تحتاج إلى هذه المياه فى الشرب و الزراعة وتربية الحيوانات.
وقال المهندس عربى على منصور مدير إدارة الأراضى والمياه بمركز بحوث الصحراء، إن هناك دوراً كبيراً لمركز بحوث الصحراء، فى الاستفادة من مياه الأمطار، من خلال حفر الآبار وتنمية الوديان وتهيئتها للزراعة، بالإضافة إلى عمل السدود، التى تحد من مخاطر السيول والحد من قوة اندفاعها والاستفادة منها، مشيراً إلى أن اتجاه سريان المياه المتجمعة من سقوط الأمطار، يأتى من الجنوب وينحدر إلى الشمال، فى اتجاه البحر بسبب طبيعة الأرض، وقبل تنمية الوديان كانت مياه الأمطار تجرف معها التربة الخصبة وتحملها إلى البحر.
ولفت مدير إدارة الأراضى والمياه بمركز بحوث الصحراء، إلى أنه تم خلال الثلاث سنوات الأخيرة، إقامة 593 بئرا للاستفادة من حصاد الأمطار، بسعة تخزينية 65 ألفا و377 متر مكعب، وهو المتوقع حصاده من مياه الأمطار خلال هذا العام، كما تم تنفيذ سدود أسمنية فى الوديان بلغت 840 سداً، مشيراً إلى أن الكمية القصوى التى يمكن حصادها من مياه الأمطار من هذه السدود حوالى 2 مليون و600 ألف م مكعب.
وقال عبد المعطى السنوسى نقيب الفلاحين الزراعيين بمطروح، أن أهالى مطروح، خاصة سكان المناطق الصحراوية، ينتظرون سقوط الأمطار، التى يعتمدون عليها طوال العام فى الشرب والزراعة وتربية الحيوانات، كما يسبقون موسم سقوط الأمطار بحرث الأراضى ونثر تقاوى الشعير والقمح، إلى جانب زراعة أشجار التين والزيتون والعنب والبطيخ البعلى، وغيرها من المحاصيل فى الوديان والأراضى الخصبة.
وأكد “السنوسى”، أن حوالي 70 % من سكان المناطق الصحراوية يعتمدون على الزراعة، و30 % يعتمدون على تربية الثروة الحيوانية، وخاصة تربية الأغنام البرقى ذات الجودة العالية التى تشتهر بها محافظة مطروح، مؤكداً أن سقوط الأمطار بمعدلات جيدة هذا العام سينعكس على المزارعين ومربى الحيوانات بشكل جيد هذا العام..
من جانبه أكد المهندس حسين السنينى مدير إدارة تنمية القرية بمحافظة مطروح، أن محصول الشعير هو المحصول الرئيسى لمزارعى مطروح، ويعتمدون فى زراعته على سقوط الأمطار، وأن هناك مساحات بالمناطق المطرية تتجاوز 150 ألف فدان لزراعة الشعير، من المتوقع أن يكون هذا الموسم جيداً مع تساقط الأمطار بشكل كبير، ليتم زراعة هذه المساحات بالكامل.
وتواصل شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح، ومجالس المدن، مع هطول الأمطار، أعمال إزالة تجمعات المياه ، من الشوارع الرئيسية والمناطق المختلفة بأطراف المدينة وعلى الكورنيش، خلال فترة المساء، بعد أن انتهت من إزالة المياه من الشوارع الرئيسية بوسط مدينة مرسى مطروح خلال فترة النهار، بالتعاون مع مجلس المدينة، تحت إشراف قيادات ومسئولي القطاعات المعنية بالشركة،، لإنهاء تراكم مياه الأمطار التي تساقطت، لتيسير حركة المواطنين والسيارات في جميع المناطق.
وأكد الدكتور إبراهيم خالد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح، أن أطقم العمل بالشركة تعمل منذ الصباح الباكر، وتواصل عملها بشكل جيد، مع توافر المعدات والسيارات اللازمة إلى جانب خبرتهم في التعامل مع هذا الأمر.
وأشاد بجهود العاملين في الشركة، خاصة مجموعات العمال التي تعمل في المياه وتحت الأمطار، في ظل الطقس السيئ وانخفاض درجات الحرارة، مؤكداً أن أطقم الشركة، تعمل أثناء وبعد سقوط الأمطار لإزالة تجمعات المياه، من الشوارع والمناطق الرئيسية أولا بأول، ومنع تراكمها لعدم إعاقة حركة المواطنين والسيارات، من خلال 19 سيارة كسح و 6 سيارات مجهزة بمعدات خاصة، و 12 مضخة مياه بسعة 4 و 6 بوصة، بالإضافة إلى سيارات ومعدات مجلس المدينة.
ووجه اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، باستمرار رفع حالة الطوارئ والتعامل مع آثار الأمطار وتيسير حركة سير المواطنين والسيارات، والاستعداد الدائم والمتابعة على مدار 24 ساعة، من خلال غرفة العمليات المركزية بديوان عام المحافظة ومجالس المدن والقطاعات الخدمية المعنية، خاصة شركة مياه الشرب والصرف الصحي، وشركة الكهرباء، ومديرية الصحة، والحماية المدنية والإسعاف وغيرها.
ووجه محافظ مطروح، الشكر للعاملين في جميع القطاعات على الجهود المبذولة، وأشاد بنجاحهم في احتواء آثار الطقس السيئ، وإزالة تجمعات مياه الأمطار أولا بأول وعدم تأثيرها على حركة تنقل المواطنين، وإصلاح الأعطال في المرافق بشكل سريع.
وكان اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، قد أعلن عن رفع حالة الاستعداد في جميع القطاعات، استعداداً لموسم سقوط الأمطار الشتوية، ومراجعة وتطهير مخرات السيول وشنايش وبالوعات شبكة صرف مياه الأمطار، بشوارع مدينة مرسى مطروح، وتشكيل غرف عمليات بمجالس المدن والقطاعات المعنية وربطها بغرفة عمليات المحافظة وإدارة الأزمات، لسرعة التصرف ومواجهة آثار الأمطار وإزالة تجمعات المياه من المناطق المختلفة أولا بأول، بالتعاون بين شركة مياه الشرب والصرف الصحي ومجالس المدن.