مشاركة امين عام اتحاد الكتاب اللبنانّيين اجتماع المكتب الدائم في القاهرة
هيفاء الأمين
عاد الى لبنان امين عام اتّحاد الكتّاب اللّبنانّيين الأستاذ الدكتور محمد توفيق أبو علي بعد أن شارك في اجتماع المكتب الدائم للاتّحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الذي انعقد في القاهرة برئاسة امين عام الاتّحاد الأستاذ الدكتور علاء عبد الهادي.
أقرّ المجتمعون النظام الداخلي المعدّل للاتّحاد وتوزيع المسؤوليّات وفقاً له على الاتّحادات المشاركة، فتم اختيار الدكتور أبو علي مستشاراً للأمين العام وأميناً عامّاً مساعداُ لشؤون الجوائز الثقافيّة، كما ناقش المجتمعون القضايا الثقافيّة وقضايا الحريّات العامّة في الوطن العربي، وأصدروا بياناً جدّدوا فيه رفضهم لكل أنواع وأشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وقد جاء في البيان ما يلي:
إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وهو يختتم دورة مجلسه في مصر أرض الكنانة بنجاح كبير، وبحضور رؤساء اتحادات الكتاب العربية وأسرها وروابطها وجمعياتها ومجالسها الممثلين لخمس عشرة دولة عربية، وفي خضم التحوّلات الإقليمية والدّولية الصّعبة، وفي ظل ما يتعرض له عالمنا العربي اليوم من أطماع وتغيرات، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تعلن في بيانها ما يأتي:
أولاً: يصادق المجلس بإجماع الحضور من اتحادات ونقابات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس على الاستراتيجية العامة التي اقترحها معالي الأمين العام الدكتور علاء عبد الهادي، واعتمدتها الاتحادات الأعضاء بالإجماع بعد مناقشتها ودراسة مختلف جوانبها الثقافية والإدارية والمالية وسُبل تطبيقها وأهدافها، وعلى رأسها:
1- الاهتمام بأمننا الثقافي الذي لا يمكن تحققه دون الاهتمام بالجانبِ الخدمي لأعضاء اتحاداتنا وجمعياتنا وروابطنا وأسرنا ومجالسنا ونقاباتنا جميعا، خصوصا ما يتعلق بمشروعات النشر المشتركة. فضلاً عما يتعلق بوضع رؤية جمعية لها
آليّات محدّدة لعلاج الأدباء ممن يتعرضون لكوارث صحية تنوء بها قدراتُهم المالية.
2- مقاومة الإرهاب على المستوى الثقافي دون مهادنة، وتجفيف منابعه، وإبطالِ مبادئه التي قام عليها. من خلال دعم البنية الثقافية للمواطن العربي ومنه تأتي مقاومة الأخطار التي تهدد أمننا الثقافي العربي وعلى رأسها قضية التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني. مع تأكيد موقفنا الثابت في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
3- تحويل الاتحاد العام إلى مؤسسة فاعلة وفعّالة، وبيت خبرة حقيقي، على مستوى الشكل والأداء، وهذا لا يتحقق إلا من خلال خلق روح من التعاون والتوافق بين الدول الأعضاء تقوم على احترام القانون الأساس واللائحة التنفيذية، وشفافية الأداء، ووضعِ آليات تنفيذية ومشاركة جمعية وقوية ما بين رؤساءِ الاتحادات العربية لاستنفار القوى الكامنة للثقافة العربية بمختلفِ ألوانها للمشاركة والإسهامِ في العمل الثقافي المشترك، لدعم حضورنا الثقافي على المستوى الدولي. وهذا ما يتطلب المزيد من العمل المشترك، يبدأ بإنشاء موقع إلكتروني متعدد اللغات ليكون سفيرا للاتحاد العام على المستويين العربي والدولي، وإعادة إصدار المجلة الدورية ورقيا وإلكترونيًّا.
4- الوقوف مع حماية حرية الإبداع والمبدعين. فلا يجب أن يُمَسَّ أمنُ المثقف بسبب رأي أبداه أو معتقد اعتنقه. مع ضرورة الاهتمام بتقارير الحريات، وخلق آلية جديدة لها.
5- البدء في عقد عدد من المؤتمرات الثقافية الدورية لتقديم رؤية جمعية عن مشكلات السياسات الثقافية القائمة للخروج بتوصيات وقرارات عملية، ترسل إلى وزراء الثقافة العرب، وإلى جامعة الدول العربية، سعيا إلى أن يكونَ كلُ اتحاد أو رابطة أو أسرة أو جمعية أو مجلس شريكا فاعلا في وضع السياسات الثقافية في قطره، تمهيدًا لعقد قمة ثقافية عربية دورية
بالتعاون مع جامعة الدول العربية، ووزراء الثقافة والإعلام والشباب، والتربية والتعليم، ومؤسسات المجتمع المدني الكبرى.
6- مقاومة الأخطار التي تهدد أمننا الثقافي العربي وعلى رأسها قضية التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني. ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
7- الاهتمام بمشروعات الترجمة العكسية من خلال خطة متكاملة على المستوى العربي.
8- استنفار القوى الكامنة للثقافة العربية بمختلفِ ألوانها للمشاركة والإسهامِ في العمل الثقافي المشترك، لدعم حضورنا الثقافي على المستوى الدولي. وهذا ما يتطلب المزيد من العمل المشترك، وإعادة الهيكلة، والبناء.
9- البدء في إقامة “الأرشيف” البصري لرواد الثقافة العربية، من خلال إقامة وحدة تصوير وإنتاج “تلفزيوني”، لعقد لقاءات مع أهم مفكري العالم العربي ونقاده ومبدعيه على نحو يشكل خِزانةً للأدب العربي في أعلى تجلياته وأكثرها تأثيرًا. مع الاسترشاد بتجربة النقابة العامة لاتحاد كتاب بمصر في هذا الشأن.
10- إنجاز أنثولوجيات نوعية بأكثر من لغة عن مبدعي العالم العربي ونقادها ومفكريها.
11- حماية حقوق المؤلفين، والمحافظة على حقوق الناشرين، والتوصية بإنشاء وحدة قانونية في كل هيئة أدبية عربية منضوية تحت مظلة الاتحاد العام.
ثانيًا: أقرّ المجتمعون بالإجماع ما تمّ عرضه من مستندات بخصوص الأوضاع المالية والإدارية السابقة في الفترة من ديسمبر 2015، إلى سبتمبر 2019،
واعتمد الحضور ما عُرض في تقرير معالي الأمين العام، مثمنين الجهد المبذول في هذا التقرير، وداعمين بداية انطلاق مرحلة جديدة وفق قواعد محاسبية نظامية سليمة، وسلوك إداري صحيح.
ثالثًا: اعتماد النظام الأساس المطبوع في شكله الجديد المصحح للنسخة التي طالها التحريف والتزوير، وقد استلم كل اتحاد نسختين منه.
رابعًا: انتخاب سبعة عشر مساعدًا للأمين العام، وهي مراكز قانونية تولتها الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات والمجالس العربية وفقا لقاعدة التوافق التي سيّرت العملية الانتخابية ودوّن ذلك تفصيلاً في محضر الجلسة.
خامسًا: اطلع المجتمعون على تقرير نائب الأمين العام الشاعر يوسف شقرة المكلف بزيارة اتحاد الكتاب العرب في سورية، وبعد المناقشة والشرح صادقوا بالإجماع واعتمدوا التقرير وثيقة رسمية، مسجلين دعوة وفد سورية رسميًّا لحضور الاجتماع القادم، وفي هذا السياق يؤكد الحاضرون موقفهم الداعم لسورية الشقيقة، حريصين على وحدة ترابها والوقوف مع شعبنا السوري الشقيق في مواجهته للإرهاب وكل أشكال التقسيم والاحتلال لأراضيه، وأدان المجتمعون كل سياقات التدخل الأجنبي في شؤون أية دولة عربية مؤكدين أن الدول وحدها هي صاحبة الحق في تقرير مصيرها والتخطيط لحاضرها ومستقبلها.
سادسًا: ولأن فلسطين وقلبها القدس قضية العرب الأولى فقد أكد المجتمعون المبدأ الثابت من رفض التطبيع، وإدانة كل أشكال الالتفاف على حقوق الفلسطينيين وتقسيمهم وخلق الذرائع تحت أساليب المكر والخداع، والرفض كل الرفض لأي محاولة تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية أو تمييعها تحت مسميات أو مخططات لمخابر صارت معروفة بعدائها المفضوح للجميع.
سابعًا: أكد أعضاء مجلس الاتحاد العام تمسكهم بمضمون ما صدر من بيانات في الشأنين الوطني والثقافي، معبرين عن وقوف هيئاتهم جميعًا مع سيادة الشعبين الليبي واليمني ورفض كل أشكال التدخل في شؤونهما الداخلية مهما كانت الأسباب والذرائع، وأدانوا محاولات تمزيق العراق تحت أية ذرائع طائفية أو عرقية.
ثامنًا: سجل رؤساء اتحادات الكتاب العربية وأسرها وروابطها وجمعياتها ومجالسها الممثلين لخمس عشرة دولة عربية عميق شكرهم وامتنانهم لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، لاستقباله الكريم للأمين العام وهيأة المكتب التنفيذي للاتحاد العام، ولوعده الخيّر بمنح تمويل يحفظ وجود الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، من خلال وديعة يصرف من ريعها السنوي على أنشطة الاتحاد الثقافية والفكرية، حفظًا لمكانته، ودعما لطموحاته وتطلعاته، ودعمًا لمشروع ثقافي مؤسسي جاد وفاعل يستهدف تغيير صورة الثقافة العربية إلى ما يجب أن تحظى به من مكانة مستحقة على المستويين القومي والدولي، فضلاً عما تفضل به سموه من وضعه مقرًا للاتحاد يكون منارة إشعاع ثقافي وفكري ومعرفي.
تاسعًا: فوض المجلس معالي الأمين العام لإرسال برقيتي شكر من مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى كل من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وختاما سجل المجلس ارتياحه الكبير لحصيلة ما تم عرضه، وللنتائج التي ترتبت على ذلك، وأشادوا بالمنهج الجديد في إدارة شؤون الاتحاد العام، وطريقة العمل الحديثة المتبعة للمكتب التنفيذي، موجهين الشكر والتقدير لهم وعلى رأسهم معالي السيد الأمين العام الدكتور علاء عبد الهادي لعطائه المتميز، وحرصه الشديد على رسم طريق واضحة المعالم يؤسس لاتحاد أدباء وكتاب عرب جديد، مبني على قواعد مؤسسية صحيحة، وثابتة، ومتينة الأركان. الخلود للأوطان والمجد لشهدائنا ومخلصينا..