تعد واحة سيوة، الواقعة فى أقصى صحراء مصر الغربية، واحدة من بين أهم وأشهر الواحات فى العالم، ومن أشهر مقاصد السياحة الشتوية والتراثية والترفيهية للسياح من مختلف دول العالم، إلى جانب المصريين الذين يتوافدون عليها، من مختلف المحافظات، لقضاء أوقات ممتعة، إذ تنفرد الواحة بالعديد من المقومات الطبيعية والتراثية، بما تحويه من آثار تاريخية وحضارية متنوعة، ومناخها الدافئ فى الشتاء، وانتشار الزراعات وأشجار النخيل والزيتون فى تربتها الخصبة ومياهها الجوفية العذبة، إضافة إلى البحيرات وعيون المياه الطبيعية، وحفاظ سكان الواحة على الطابع التقليدى والتراثى والحياة الفطرية فى كثير من المناحى، خاصة الطابع المعمارى التراثى التقليدى.
وتتميز واحة سيوة، باحتفاظها ببكارتها وجمال الطبيعة، لم تلوثها التطورات الصناعية والممارسات البشرية الحديثة، وحفاظها على خصوصيتها وجمالها الفريد، هو الذى جعلها كنز من كنوز مصر الطبيعية والتراثية، فى الصحراء، التى تتفجر من باطن أرضها عيون المياه الطبيعية، وأنبتت فيها أشجار النخيل والزيتون والرمان، وغيرها من الأشجار المثمرة والنباتات العطرية، إلى جانب التنوع فى التركيبة البشرية والطابع الاجتماعى المتميز، وامتزاج عادات سكنها من القبائل ذات الأصول الأمازيغية والقبائل ذات الأصول العربية، حيث تضم الواحة 11 قبيلة.
وتستقبل واحة سيوة، خلال فصل الشتاء، الآلاف من السياح المصريين والعرب والأجانب، وتشهد الفنادق والمنتجعات السياحية، ذات الطابع البيئى وذات الطابع الحديث، ارتفاعًا فى نسب الإشغال السياحى، والذى تجاوز 90% خلال الفترة الماضية، خاصة مع توافد أعداد كبيرة من السياح الأجانب لقضاء إجازة رأس السنة الميلادية، وتوافد الأسر المصرية، لقضاء إجازة نصف العام الدراسى.
وتحرص شركات السياحة، على تنظيم العديد من الرحلات والجولات السياحية للواحة، إضافة إلى توافد الأسر فى مجموعات أو بشكل فردى، للاستمتاع بالواحة، والتى تعد الإقامة والإعاشة فيها، مناسبة لجميع الفئات الاقتصادية والاجتماعية، فى ظل حسن استقبال الأهالى وتعاونهم مع زوار الواحة، وخلو التعاملات من الاستغلال أو المغالاة، إلى جانب الأمن والأمان الذى تنعم به الواحة، حيث أنها من أقل مناطق العالم فى حدوث الجرائم والمشكلات.
وفى هذا الصدد يقول اللواء وفائى عبدالفتاح الحصيوى رئيس مجلس مركز ومدينة سيوة، إن نسبة الإشغال السياحى بالفنادق والمنتجعات بالواحة، تجاوزت 90%، خلال الأسبوع الأول من إجازة نصف العام الدراسى، حيث يتوافد السياح الأجانب والمصريين على سيوة للاستمتاع بسحر وجمال الطبيعة الخلابة، وزيارة الأماكن الأثرية والتاريخية، مشيراً إلى كثافة الزوار فى المناطق الأثرية مثل قلعة شالى القديمة، وجبل الموتى ومعبد الوحى، والعيون الطبيعية ورحلات السفارى ببحر الرمال الأعظم على الحدود المصرية الليبية.
وقال عبد العزيز زكريا أحد أبناء سيوة المهتمين بالأنشطة السياحية، أن من أشهر معالم سيوة السياحية، عيون المياه الكبريتية والمعدنية، وجزيرة وبحيرة فنطاس، التى يطلق عليها اسم جزيرة السحر والخيال، والتى تعد من أهم 19 موقعًا سياحيًا فى مصر، وتبعد عن وسط مدينة سيوة بنحو 4 كيلومترات غربى المدينة، ومساحتها حوالى 15 فدان، وكانت قديمًا عبارة عن منطقة زراعية، ولمع مرور الزمن ونظرًا وتزايد منسوب المياه الجوفية والصرف الزراعى، تحولت المنطقة المحيطة بها إلى بحيرة مياه جميع الجهات، لتصبح جزيرة ومقصد سياحى لما تتمتع بها من طبيعة خلابة تخطف الأنظار، حيث يحيط بها النخيل الذى يطل على البحيرة حول الجزيرة.
وهناك جزيرة فطناس التى تتميز بأجمل مشاهد لغروب الشمس، مع منظر الجبال وبحر الرمال العظيم، وأشجار النخيل، وتعتبر الجزيرة الساحرة والبحيرة من أماكن السباحة المفضلة فى الواحة، لدى السكان المحليين والسياح.
وأضاف ” زكريا” بأن من أهم المعالم الأثرية، فى واحة سيوة، معبد الوحى أو معبد التنبؤات، الذى يتوج فيه الإسكندر الأكبر ابنا للإله آمون، فى مطلع القرن الثالث الميلادى، خلال رحلته الشهيرة لواحة سيوة، كما يوجد معبد الإمبراطور أنطونيوس بيوس، ويرجع للقرن الثانى الميلادى، ويحتوى على لوحة من الحجر الجيرى عليها نقش باللغة اليونانية، ويعلوها كورنيش منحوت بها قرص الشمس، محاطا بحيات الكوبرا، وهناك جبل الموتى، وقلعة شالى القديمة التى عاش فيها السيويون القدامى.
وأشار عبد العزيز زكريا، إلى أن سياح وزوار سيوة، يحرصون على الاستمتاع بالسباحة فى البحيرات المالحة والعيون العذبة وعيون المياه الكبريتية وعيون المياه الساخنة، للاستفادة من خصائصها العلاجية، إلى جانب السياحة الترفيهية، ومشاهدة منظر غروب الشمس على البحيرات المنتشرة حول الواحة.
وتحتوى عيون المياه الطبيعية ذات المياه الجارية والمتجددة من باطن الأرض، على عناصر صحية مثل الكبريت، ومن أشهر عيون المياه بسيوة، عين الشمس أو عين جوبا ويطلق عليها أيضًا عين كليوباترا، وتبعد حوالى كيلومتر عن معبد آمون بقرية أغورمى، وعين أبو شروف، وتقع على بعد 25 كم من وسط الواحة وبها نسبة كبريت تساهم فى علاج الأمراض.
كما أن عين بيريزى بمياهها الكبريتية من أشهر عيون المياه، وتعد مقصداً للعلاج من الأمراض الجلدية، وتعد عين فطناس، من أشهر عيون سيوة، ويحرص السياح على زيارتها للاستحمام بها، ومشاهدة الغروب من جزيرة فطناس وسط أشجار النخيل والزيتون وبحيرات الملح.
ويقول محمد طه الباحث فى الدراسات الاجتماعية والتاريخية، أن الرياح الشمالية الغربية، ساهمت بشكل كبير فى نحت ونقل وترسيب الرمال بمنخفض سيوة، وكونت العديد من الكثبان والغرود الرملية، بمنطقة بحر الرمال العظيم، على الحدود المصرية الليبية، وأصبحت المنطقة تمثل لوحة فنية طبيعية، وتشهد إقبالا كبيرا من السياح، لممارسة سياحة السفارى والتزحلق على الرمال الناعمة، وممارسة السياحة البيئية بمحمية سيوة الطبيعية، والتخييم فى الصحراء وسياحة مشاهدة النجوم بالتلسكوبات فى الصحراء ليلا.
وتتبع واحة سيوة محافظة مطروح إدارياً، وتقع جنوب غربى مدينة مرسى مطروح بنحو 320 كيلو مترا، وتعد من أجمل وأشهر المقاصد الشتوية العالمية، ويتردد عليها ألاف السياح من مختلف الدول، إلى جانب الكثير من مشاهير العالم، للاستمتاع بمقوماتها الطبيعية والسياحية والأثرية المتعددة والفريدة، وممارسة سياحة السفارى والتزلج على الرمال، فى بحر الرمال العظيم، والتخييم والرحلات الخلوية.
وتتميز معظم فنادق ومنتجعات واحة سيوة، بالطابع البيئى التراثى من حيث الشكل والمكونات الداخلية، وتتردد أعداد كبيرة من السياح خلال موسم السياحة الشتوية بسبوة، لتميزها بطقس دافئ، وهناك عدد من السياح، يقيمون فيها بشكل دائم أو شبه دائم، لعشقهم وتعلقهم بالطبيعة البكر للواحة، وبعدها عن صخب المدنية والحداثة.
وتعد واحة سيوة محمية طبيعية، ويتم الحفاظ على وحدة الطراز المعمارى وجميع المبانى مكونة من طابق أو طابقين، وكذلك الفنادق والمنتجعات مقامة على الطراز المعمارى السيوى القديم، من حيث توحيد مظهرها وألوان واجهاتها، وتتفاوت أسعار الإقامة لتناسب جميع المستويات.
ويقبل السياح على واحة سيوة، بحثا عن الراحة والهدوء والاستمتاع بجوها الساحر وعيون مياهها الساخنة والكبريتية، المتدفقة من باطن الأرض، أو بحثا عن العلاج والاستشفاء، حيث تضم الواحة أكثر من 200 عين مياه طبيعية متنوعة الخصائص، إلى جانب البحيرات المالحة.
وتغطى أشجار النخيل والزيتون أراضى الواحة الواقعة فى قلب الصحراء، وتتدفق عيون المياه الساخنة من باطن الأرض التى يعود تاريخها إلى العصور الرومانية القديمة، إلى جانب البحيرات الطبيعية، كما تضم العديد من الآثار الإسلامية مثل قلعة أو حصن شالى، إضافة إلى الآثار الرومانية والفرعونية مثل معبد الوحى أو التكهنات وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتى ومعبد آمون.