كلمه العدد ١١٤١ “اتفاق اعلان المبادئ مصر / اثيوبيا / السودان وصلح الحديبيه في ذي القعده ٦ هجرية”
بقلم: د.محمود قطامش
كثيرون سوف ينتقدون هذه المقارنه لكن قبل ان يفعلوا ذلك وجب التوضيح الي انه ليست المقارنه بين الاتفاقيتين من الناحية الدينية ولا هناك اي اشاره الي الصحابه او الرسول صل الله عليه وسلم والذين لهم قدسيه في صلح الحديبيه ومقارنتهم باي أشخاص انجزوا اتفاق المبادئ المصري الأثيوبي او اشرفوا عليه ولكن فقط لإظهار النتائج التي حدثت بعد هذا الاتفاق
وهنا لابد من الإشارة الي ان المعارضين للخط السياسي المصري وصفوا اتفاق اعلان المبادئ علي انه كان سببًا في الإقرار بحق اثيوبيا في بناء السد علما بان هؤلاء اسقطوا من حساباتهم ان القيادة السياسيه تعاملت مع امر واقع نتج عن غياب دور الدوله اثناء الثوره ومن التعامل الغير محترف من حكومه الاخوان بعد الثوره .
إذن ماهي نتائج اتفاق صلح الحديبيه :-
علي الرغم من عدم قبول الصحابه في ذلك الوقت بهذا الصلح وانتقاده واعتباره تجاوزًا في حق المسلمين وقبول الرسول صل الله عليه وسلم بمحو صفته صل الله عليه وسلم ومخاطبته علي بن ابي طالب كرم الله وجهه (( امحها ياعلي )) الا انها سجلت اعترافا بالدولة الإسلامية و التعامل مع الرسول علي انه حاكم الدوله وعاصمتها المدينة المنورة وكان صلح الحديبية بداية لصفقة سياسية كان يراها بعض الصحابه غير منصفه الا انه ومن خلالها أتيح للمسلمين الفرصة لنشر الإسلام في مناطق أخرى إلى جانب مكة وسمحت المعاهدة للمسلمين الذين ما زالوا في مكة بممارسة الإسلام علانية، علاوة على ذلك، لم يعد هناك صراع مستمر بين المسلمين والمشركين،. بالإضافة إلى ذلك، مهد صلح الحديبية الطريق أمام العديد من القبائل الأخرى لإقامة معاهدات مع المسلمين وفي غضون شهرين من عودة النبي إلى المدينة المنورة، بعد توقيع صلح الحديبية، بدأ في مخاطبته لملوك الإمبراطوريات المحيطة لينشر رسالة الإسلام في جميع أركان الأرض اي انها باختصار أسست لواقع جديد يبني عليه لم يكن احد يدركه لكن الرسول صل الله عليه وسلم بحكمته ادرك ذلك …..
اعود الي اتفاق اعلان المبادئ بين مصر وأثيوبيا حول سد النهضه فقد أسس ايضا لواقع جديد وشكل قانوني جديد مكون من عشره مبادئ نبدأ في التفاوض علي اساسه سقفه عدم الإضرار بالمصالح لدوله المصب وكانت اهم المبادئ الوارده فيه :-
مبدأ عدم التسبب في ضرر ذي شأن:
– سوف تتخذ الدول الثلاث كافة الإجراءات المناسبة لتجنب التسبب في ضرر ذى شأن خلال استخدامها للنيل الأزرق/ النهر الرئيسي. وعلى الرغم من ذلك، ففي حالة حدوث ضرر ذى شأن لإحدي الدول، فان الدولة المتسببة في إحداث هذا الضرر عليها، في غياب اتفاق حول هذا الفعل، اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع الدولة المتضررة لتخفيف أو منع هذا الضرر، ومناقشة مسألة التعويض كلما كان ذلك مناسباً.
وكان من اهم المبادئ المبدأ العاشر مبدأ التسوية السلمية للمنازعات:
– تقوم الدول الثلاث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقاً لمبدأ حسن النوايا.
إذا لم تنجح الأطراف في حل الخلاف من خلال المشاورات أو المفاوضات، فيمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق، الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول/رئيس الحكومة.
وهذا الذي علي اساسه تم طلب وساطه الولايات المتحدة وتجري للان المفاوضات لكنها في جولتها الأخيرة والتي تنبأ عن نجاح المفاوض المصري في انتزاع الاعتراف بالحق المصري والاتفاق علي قواعد الملئ وتنظيم العمل ايام الجفاف ……..وقد أوجز احد المحللين القانونيين الاتفاق بقوله ((أن إعلان المبادئ يعتبر وثيقة توافقية تمثل حلاً وسطاً بين مواقف الأطراف الموقعة عليها، وليست بالضرورة تُحقق الأهداف الكاملة لأى طرف، إلا أنها – بلا شك- قد حققت مكاسب ما لكل طرف تجعله فى وضع أفضل مما كان عليه قبل التوقيع على الوثيقة. ولا شك، أن المكسب الرئيسى الذى تحقق، يتمثل فى نجاح دول حوض النيل الشرقى الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) فى وضع اللبنة الأولى لتعاون أكثر مؤسسية واستدامة يتعلق بمياه النيل الشرقى، ومن المنطقي أن يتبع تلك الخطوة انضمام الدولة الرابعة العضو فى هذا الإطار وهى دولة جنوب السودان.
ويحضرني هنا مثال اخر لاستحضار روح صلح الحديبيه يوم عوده الراحل ياسر عرفات الي رام الله بعد اتفاق أوسلو عندما سألوه عن الاتفاق اجاب بعباره واحده ((( صلح الحديبيه ))) وهي بالفعل أسست لواقع جديد يسير الفلسطينيون في نهجه حتي الان دومًا اللحظات الصعبة في حياه الأمم تحتاج الي شخصيات لديها القدره علي استشراف المستقبل .
وحاول تفهم
مصر تلاتين