كلمه العدد ١١٤٤ “أوامر القتل”
بقلم:د.محمود قطامش
كتاب لـ باحث من أصل تركى يكشف حقيقة إبادة الأرمن ( أوامر القتل… برقيات طلعت باشا والإبادة الجماعية)، للمؤرخ وعالم الاجتماع الألمانى من أصل تركى تنار أكجام،يقدم فيه المؤلف بيانات ودلائل على صحة مجازر الأتراك فى حق مئات الآلاف من الأرمن خلال الفترة (1915-1918). الكتاب يتناول أوامر إبادة الأرمن الأتراك فى المجزرة التى أودت بحياة أكثر من 1.5 مليون أرمنى بين 1915 و1918، والتى تنفى الحكومات التركية المتتابعة هذه الإبادة، لكن كتاب أكجام يقدم وثائق على قوله، على الإعداد للإبادة وتنفيذها يقول الكاتب و حسب تقرير صدر عن صحيفة لوموند الفرنسية، ” ان الأتراك بذلوا ما فى وسعهم لاتلاف الأدلة وطمس آثار الإبادة. ولن يتوانوا عن اختراع ما يدحض عملى. ولكن مسار الحقيقة انطلق! والكتاب هو أداة فى يد المجتمع الدولى للضغط على الحكومة التركية. ولا يستطيع أى شعب المضى قدماً ما لم يواجه ماضيه”. ويتضمن الكتاب مجموعة من حوالى 52 وثيقة عثمانية معظمها صادر من طلعت باشا، ويحتوى علي أوامر بتهجير وإبادة الأرمن، كما يتضمن مشاهدات نعيم أفندى الشخصية المتعلقة بالأحداث والمواضيع الواردة فى البرقيات. ويعد الكتاب ذو أهمية باعتباره دراسة للإبادة الجماعية، خاصة فيما يتعلق بمذابح الأرمن الجماعية، حيث يقدم الكاتب فى دراسته أوامر القتل التى وقعها وزير الداخلية العثمانى آنذاك طلعت باشا، أوائل القرن الماضى وكان طلعت باشا واحدًا من الحكومة الثلاثية التي حكمت الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى وأمر بعمليات قتل جماعي وعمليات ترحيل للأرمن في الأناضول. والإبادة الجماعية للأرمن حقيقة قبلتها رسميًا دول كثيرة، لكن تركيا ما تزال تنكرها موضحا بعض الدلائل على دحض إدعاءات الحكام الأتراك، من خلال وثائق توضح نية الحكومة العثمانية التركية تجاه الأرمن بقيام عملية إبادة جماعية لهم. وكانت أوامر القتل التى وقعها وزير الداخلية العثمانى طلعت باشا ومذكرات البيروقراطى العثمانى نعيم أفندى من أكثر الموضوعات إثارة للجدل فى هذا الصدد، ودأبت مدرسة وسياسة الإنكار التركى على الاعتقاد أن هذه الوثائق والمذكرات كانت كلها مزاعم قام بها الأرمن لتعزيز مزاعمهم.ولكن فى هذا العمل درس تانير أكجام البرقيات الموجودة فى مذكرات نعيم أفندى حتى أدق التفاصيل من طرق التشفير وتواقيع والى حلب وتواريخ البرقيات وغيرها، وقارنها مع آلاف الوثائق من الأرشيف العثمانى وتوصل الى أن البرقيات التى قدمها نعيم أفندى أصلية، حيث تشير الوثائق إلى الدور المركزى للحكومة العثمانية فى التخطيط للقضاء على سكانها الأرمن وجاء فى مقدمة الكتاب، شهدت الفترة ما بين 1919 – 1922 حدثان هامان جداً يتعلقان بالفعل المُشين الذى أرتّكب بحق أرمن الدولة العثمانية؛ الأول فى اسطنبول حيث تشكلت المحاكم العسكرية الاستثنائية لمحاكمة الجرائم ضد الإنسانية التى وقعت فى الإمبراطورية خلال الحرب العالمية الأولى، والثانى صدور مذكرات المسؤول العثمانى نعيم أفندي، السكرتير الأول فى مديرية السوقيات فى حلب، التى تضمنت برقيات طلعت باشا الأصلية التى تخص أوامر تهجير وإبادة الأرمن. ومن المعروف ان الرئيس الفرنسي ماكرون قد قام بتسليم المؤرخ التركي (( ميدانيه الشجاعة )) منتقدا تركيا بانها لن تستطيع اخفاء الحقيقه وخاطب الكاتب قائلا له (( أخرجتم ما أراد البعض إغراقه في النسيان، إنكار التاريخ))
وقال في إشارة إلى تركيا “لا نبني أي تاريخ كبير على كذبة، أي سياسة على التشكيك وإنكار التاريخ” منددا بـ”الظلّ الذي تلقيه استراتيجية تركيا والتي تهدف إلى توسّع جديد في الشرق الأوسط وإنكار الجرائم والعزم على استعادة قوة الماضي، وليد الخيال إلى حدّ كبير”. مشيرا الي تجاوزات تركيا في ليبيا وتسليحها للميليشيات المتطرفه واستجلاب مقاتلين مرتزقه من سوريا ….. ويسعى الأرمن إلى حمل المجتمع الدولي على الاعتراف بالإبادة، الأمر الذي سبق أن فعلته حوالى ثلاثين دولة بينها فرنسا عام 2001. وعام 2019، كرّس ماكرون يوم 24 أبريل مناسبة لإحياء ذكرى “الإبادة الأرمنية” ما أثار غضب الحكومة التركية.
لكن تركيا ترفض استخدام كلمة “إبادة”، متحدثة عن مجازر متبادلة على خلفية حرب أهلية ومجاعة، ما أدى إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني وتركي.
ووفق التقديرات، قُتل ما بين 1.2 مليون و1.5 مليون أرمني أثناء الحرب العالمية الأولى على أيدي قوات السلطنة العثمانية المتحالفة آنذاك مع ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية. وخلص عدد كبير من المؤرخين والأكاديميين إلى أن ترحيل الأرمن وذبحهم خلال الحرب العالمية الأولى، يستوفيان التعريف القانوني لكلمة إبادة. ويقدم الكاتب وثائق عثمانية توضح تزوير أولئك الذين انتقدوا الوثائق، أو أن الطريقة التي كتبوا بها أطروحاتهم عن ان تقنيات التشفير فيها كانت خاطئة أو تم التكهن بها بصورة بحتة. وقدمه الكاتب من خلال وثائق من مجلدات متنوعه وكثيرة.
وهذا الكتاب بما يحوي من مستندات قد فضحت الإنكار التركي علي طوال القرن الماضي بالاعتراف بالمسئولية عن الاباده الجماعيه للأرمن بل وتهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كل من يقبل او يقر بمسئولية الأتراك عن تلك المجازر….فهل سينصف التاريخ والعالم الأرمن وينصف العالم السوريين في أدلب وعموم سوريا من ارتكاب الأتراك مجزرة تهجير جماعيه ترتكبها تركيا في حق المواطنين العرب السوريين قبل ان تكون اباده جماعيه ناتجه عن السباق في تسليح الجماعات الارهابيه للوقوف أمام دولتهم الوطنيه مع تدخلها المباشر بقوات علي الأرض العربيه السورية ……
وحاول تفهم
مصر تلاتين