حقيقه فيروس كورونا (2)
بقلم اللواء ناصر قطامش
دون تهويل أو مبالغة على الاطلاق، نستطيع القول بأن العالم يعيش حاليا حالةمن القلق والتوتر وعدم وضوح للرؤية والادراك، غير المسبوقة فى تاريخه المعاصر،…، فى ظل الحرب الشرسة الدائرة الآن بطول الارض وعرضها. بين البشر وأصغر وأدق كائن من مخلوقات الله عز وجل وهو فى انتشاركورونا السريع وقدرته الفائقة غير المسبوقة على التحرك والانتقال عبر بلاد الدنيا، حيث اصاب العالم كله بأربك أولهم العلماء اولباحثين والمتخصصين فى الطب وعالم الڤيروسات بقدر ليس بالقليل من الاندهاش .نظرا لعدم قدرتهم على الامسال به او تحديد هويته المتجدده بصفه مستمره .اذلم يكن شيئًا هينًا ظهور فيروس “كورونا” في أواخر العام 2019، وانتشاره مثل النار في الهشيم، إذ قَلَبَ في بضعة أشهر العالم كله رأسًا على عقب، فهو جعل الإنسان حتى في الدول التي تعدّ نفسها متقدمة، يشعر بحدوث نهاية العالم، ويقف أمامه قلقًا عاجزًا حزينًا، لا يفهم كيف حصل هذا الوضع، ومتى وكيف سينتهي، وكم ستكون الخسائر الفادحة، وهل سينهض من جديد؟ولكن كورونا ليس حدثًا مستحيلًا توقّع حدوثه، فهناك فيروسات قبله، مثل الإنفلونزا الإسبانية التي خلّفت عشرات الملايين من الضحايا، و”سارس”، و”أيبولا”، و”إنفلونزا الطيور” وغيرها.ينطبق على ما نراه اليوم ما أشارت إليه الدراسات المستقبلية، وتحديدًا منهجية السيناريوهات، من احتمال وقوع سيناريو يطلق عليه بعض العلماء “سيناريو اللعنة”، وهو قليل الاحتمال، أو حتى نادر الحدوث، احتمالية حدوثه لا تزيد عن 5%، ولكنه إذا حدث يحدث تغييرًا كبيرًا. وبالتالي، فإن عالم ما بعد فيروس كورونا سيكون مختلفًا عمّا قبله.لم تكن عاصفة الكورونا لتُحْدِث هذا الزلزال الذي ضرب أركان الأرض الأربعة، لو كان هناك نظام عالمي يحتكم إلى أسس ناظمة عادلة، وقيادة تحتكم إلى مصلحة البشرية والقيم الإنسانية والأخلاقية . فتقدم الصين، تحديدًا، يمثل تهديدًا متزايدًا للسيطرة الأميركية الانفرادية بعد أن حققت الصين في العقود الماضية ما يشبه المعجزة بتقدمها الهائل، إذ باتت تهدد الولايات المتحدة بفقدان سيطرتها الانفرادية على العالم. لذا، عملت واشنطن قبل ترامب، وتعمل بعده بصورة أشد، على وقف زحف التنين الأصفر، وستعمل كل ما تستطيع لوقف هذه العملية.
في هذا السياق والأجواء، وجدنا تربة خصبة لنظرية المؤامرة لتفسير وباء كورونا، فهناك من يقول إن الصين تقف وراءه لتحقق هدفها بقيادة العالم، وهناك أطراف أكثر بكثير، خصوصًا في منطقتنا ،نقول إن أميركا تقف وراء زرع الفيروس، وانتشاره، وتحويله إلى وباء عالمي، من أجل وقف زحف الصين نحو قيادة العالم، وتطبيقًا لنظرية توماس مالتوس للحد من الاكتظاظ السكاني المتسارع.
من يدعي أن فيروس كورونا من فعل أميركي أو صيني أو غيرهما عليه أن يثبت بالبيّنة والبرهان. أما إطلاق التهم من دون دلائل فلا يكفي، ويعكس عدم المسؤولية.لقد أصدر( 27) عالمًا من أبرز علماء الصحة في العالم بيانًا تضمن موقفهم بأن مصدر الفيروس ، وليس فعل بشري، وهذا ما يجب أن نتعامل على أساسه إلى أن يثبت العكس .لا شك بأن التاريخ كله شهد مؤامرات لا حصر لها، كما شهد حروب إبادة مثلما حصل مع الهنود الحمر وحرب الأفيون، ولكن التاريخ كله ليس مؤامرة فلا يكفي العداء للولايات المتحدة واعتبار ما تقوم به من فظائع ومؤامرات بحق البشرية؛ برهانًا نظريًا أو دليلًا عمليًا على وقوع المؤامرة اليوم.وبعدما أصبح فيروس كورونا وباء عالميًا يجتاح ويصيب كل البلدان من دون تمييز، ويسبب خسائر فادحة يصعب تقديرها وصلت إلى الترليونات، وخصوصًا للصين والولايات المتحدة والدول الأقوى، فيجب الكف عن ادعاء المؤامرة. وتكمن خطورة نظرية المؤامرة في أنها تحرف الأنظار عن حقيقة ما يجري
ولقد تنبهت الحكومه المصريه الى الخطر الداهم الذى يحيط بالبلاد قفامت باتخاذ مجموعه من إجراءات احترازية حقق نتائج إيجابية، ووقى البلاد من خطر أشد، ولا يتبقى سوى المرحلة الأخيرة من هذه المعركة التي تحسمها الأيام المقبلة، التي تتطلب وعيًا جماهيريًا ويقظة شعبية حتى تتفادى مصر ذروة الانتشار لهذا الوباء اللعين.
وفى هذا الصدد انقسمت دول العالم بين فريقين، الأول أعطى الأولوية لحياة البشر مثل الصين، وكوريا الجنوبية،ومنها ايضا مصر فقد تعاملت الدوله المصريه بكل حزم مع الفيروس فبدات بخظر تجول وغلق المحلات وغبرها من الاجرارات الكفيله بحمايه الشعب الى جانب جزمه من القرارات الاقتصاديه المهمه تيسيرا على المواطن المصرى الامر الذى حدى بمنظمه الصحه العالميه للاشادة بمصر أكدانها لديها فرصا بارزة للسيطرة على المرض ومنعه من مرحلة التفشي المجتمعي التي ضربت دولًا كبرى أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وأسبانيا بينما ما زال عداد الإصابات في مصر لم يصل إلى الـ600 حالة حتى اللحظة مع بداية الأسبوع السادس والحاسم في انتشار الوباء وهو الأسبوع الذى ينتظره الجمبع بترقب كبير إذ يشكل مرحلة فارقة في كافة الدول التي سجلت معدلات مرتفعة من الإصابة مثل إيطاليا والصين وقفزت فيه أرقام الإصابات لمعدلات غير مسبوقة عجزت أمامه الحكومات من السيطرة على المرض بعدما دخل مرحلة الانتشار المجتمعي.