للنقد اصول … يا اصحاب العقول
كتب الإعلامي / عادل رستم
في السنوات الاخيرة ونتيجة للتقدم المعرفي وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي ومن ثم تعدد قنوات الاتصال وانتشار المواقع الإعلامية كل ذلك ادى الى اتاحة الفرصة لظهور كتاب جدد وبشكل واسع ترامت كتاباتهم بين التعبير عن الرأي والثرثرة الى نقد تناول شتى مناح الحياة
من هنا ظهرت ملامح للكتابة بين الجيد والسيء وبين الغث والثمين بين الصالح والطالح بين المتصيد للخطأ وبين محاول للإصلاح بفهم ووعي …
وندرك أنَّ الناقد في النَّقْد البَنَّاء يُقدِّم نَقْداً مُتخصِّصاً قائماً على أساليب علميّة في مجال تخصُّصه، بينما الناقد في النَّقْد الهَدَّام ينتقد من غير إنصاف، وقد يقوم على تجريح الناس؛ بسبب تعصُّبه لفكرة ما، وقد تكون في غير مجال دراسته. كما أن النَّقْد البَنَّاء يكون هدفه الأساسيّ تصويب الأوضاع؛ لذلك يسعى الناقد إلى تقديم النُّصح للناس، أو التلميح لهم دون تجريح، بينما يكون هدف الناقد في النَّقْد الهدَّام هو الانتصار، بغَضِّ النظر إن كان على صواب أم لا؛ حيث يعمد الناقد هنا إلى الثأر من الآخرين وفضحهم .ومن جانب آخر، يرى الناقد في النَّقْد البَنَّاء أنَّ رأيه قد يُؤخَذ به أو قد يُرفَض، لكنَّ الناقد في النَّقْد الهدَّام يرى أنَّ رأيه هو الحقيقة المطلقة غير القابلة للنَّقْض، بينما يتَّضح الفرق الثالث في ترحيب الناقد بجميع الآراء المطروحة في النَّقْد البَنَّاء؛ إذ لا يهمه صاحب الرأي بقدر ما يهمه الرأي ذاته، لكن الناقد في النقد الهدّام لا يهمه تقديم حلول ومناقشتها، بقدر ما يهمه الانتقاد بحسب مكانة الأشخاص، ويتجلى الفرق الأخير في أن الناقد في النقد البناء يفصل بين كل فكرة وأُخرى، ويتقبل الأفكار اما الهدام فينفرد برأيه ولايرى الا نفسه وهو الصواب المطلق
وفي ازمة كورونا الاخيرة ولكونها أزمة امتدت للعالم بأسرة تضاربت المصالح خاصة انها كا ازمة شملت جوانب مختلفة
الناقد في النقد البناء هو من اعتبر نفسه جزء من منظومة إنسانية وسفينة يركبها الجميع الخرق فيها يغرق الجميع وازن بين سلامة الصحة والعوامل الاقتصادية والاجراءات المتخذة من قبل الحكومات عارضا رأيه بموضوعية وبفهم ووعي
على جانب اخر ظهرت اصحاب المصالح وتجار الازمة واعداء الانسانية جماعات وافراد وانكشف الغطاء عن وضاعتهم بطرحهم الناقم والناقد والمستغل للحدث
حتى سياسيا انبرو الى محاولة تحقيق المكاسب والتضييق على خصومهم
في الأزمات يجب ان نتخلى حميعا عن نوازع الشر بداخلنا ونتحلى بالتسامح والايجابية
ونخلص الى دليل الهي الى ما اردنا قوله تلخيصا ومن القرآن الكريم …
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الكهف ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ صدق الله العظيم
عادل رستم