100 رواية عربية.. “جسر بنات يعقوب” تأريخ للمأساة الفلسطينية
واحدة من أهم الروايات التى جسدت معاناة الشعب الفلسطينى كانت رائعة الأديب الفلسطينى حسن حميد “جسر بنات يعقوب” الفائزة بجائزة نجيب محفوظ الأدبية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999، وحلت فى المرتبة 98 لأفضل 100 رواية عربية التى أعدها اتحاد الكتاب العرب عام 2001.
تروى جسر بنات يعقوب حكاية رجل يهودى هاجر فى القرن الثالث عشر ميلادى من بلاد الشمال إلى فلسطين مع بناته الثلاثة فسكنوا شمال غرب بحيرة طبريا وعمل حارساً للجسر، الذى عرف فيما بعد بجسر بنات يعقوب على نهر الأردن محددا لذاته هدفا فى السيطرة على الجسر وفرض الضرائب على المارين مستخدماً بناته فى تحقيق أطماعه بكل الوسائل المشروعة والممنوعة.
وتدور أحداث الرواية على الجسر وفى دير الراهبات وقرية الشماصنة التى كان أهلها يتكلمون الآرامية منذ عصور قديمة لتوضح فى إسقاط دلالى أطماع الصهيونية فى أرض فلسطين عموما وفى منطقة طبريا ووادى الأردن تحديدا لما لها من أهمية.
ويبين حميد فى الرواية أن انشغال أصحاب الحق بأى طمع أو رغبة آنيين سوف يؤدى إلى خسارة فادحة على المدى البعيد وهذا ما وجدناه فى الضرر البالغ الذى لحق بالرجال الذين تورطوا بعلاقات غرامية مع بنات يعقوب.
وتمكن الكاتب حميد من وضع العاطفة التى أخذت اتجاها وطنيا فى الرواية فى سياقها الصحيح دون قسر أو إلزام فكانت مدهشة فى ظهورها لاسيما عندما صور حميد حالة التآمر الخفى بين يعقوب وسليمان عطارة عندما أرادا تنفيذ مخططاتهما فى السيطرة على موارد المنطقة فقدما المزيد من التنازلات عن الأخلاق والمروءة وتحولت بنات يعقوب إلى عاهرات دون أى رادع إنسانى.