آراء وتحليلات

ليكون الكورونا مدخلاً لإنهاء التوترات والصراعات

فجأة وبدون إنذار، دخل عالمنا فيروس فتاك، غير حياتنا بشكل جذري لا نوادي، لا سهرات، لا لقاءات عائلية، لا أسواق، لا جامعات، لا مدارس، لا مساجد ولا كنائس، حيث ينتشر هذا الفيروس وهو لا يترحم على أحد، ولا يميز بين الشاب والمسن، المتدين والعلماني،جميعنا في خندق واحد!
أدعو الله أن يشفي الجميع، وأن يقودنا هذا الفيروس إلى الخط المعتدل والوسطي، بعيدا عن التطرف والحروب الخاسرة.
أسأل الله أن يعود الناس إلى رشدهم، بفضل هذا الفيروس الفتاك ، ليدركوا أن الإنسانية تجمعنا، وأن الماضي قد انتهى بأحداثه، وحان الوقت أن نضع حدا لبؤر التوتر في العالم بشكل عام، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص.

يعيش العالم اليوم في عصر التكتلات والتحالفات، ومنطقة الشرق الأوسط ليست استثنائية عن هذه القاعدة. لم يعد سراً، أن السياسة تقوم على تقاطع المصالح، وأن المصالح هي الصخرة التي تتحطم عليها أقوي المبادئ، كما يؤكد الواقع يوماً بعد يوم، أن كل دولة تحتاج إلى دول الجوار للتغلب على التحديات الصعبة وعلى الأخطار المحدقة لتحقيق التقدم والازدهار لشعبها.
وفي زمن الكورونا، لم تتلخص هذه التحديات بالتخلص من الوباء وبإيجاد اللقاح فحسب، بل هي تتسع إلى مرحلة ما بعد الكورونا، لتفرض علينا جميعاً مواجهة الركود الاقتصادي وانعكاساته على الدول والأفراد.

كلي أمل أن يكون فيروس الكورونا حافزاً لإنهاء الصراع، الذي يهدر طاقات الجميع. لا يوجد صراع غير قابل للحل بشكل منطقي وعقلاني. من المؤكد أن الواقع الدولي قد تغير، وكذلك الواقع على الأرض، وأن الفرص لم تكن دائماً متاحة. باعتقادي، الكثيرين يدركون اليوم إن الرفض الدائم ليس الحل، وأن التمسك بشعارات أكل عليها الدهر وشرب لن يجلب خيراً لأحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *