الأدب

فى ذكرى رحيل معاوية بن أبى سفيان.. هل تكهن له “عراف” بأنه سيصبح “ملكا”؟

عرف بأنه أحد دهاة العرب قبل وبعد الإسلام، استطاع بذكائه أن يصل إلى سدة حكم الدولة الإسلامية بعد خلفاء النبى محمد “صلى الله عليه وسلم” ويؤسس أول إمبرطورية إسلامية في تاريخ الإسلام، وكان أول من جعل نظام الحكم بالوراثة لدى المسلمين، هو الخليفة الأموى الراحل معاوية ابن أبى سفيان.

وتمر هذه الأيام الذكرى الـ1340، على وفاة أول الخلفاء الأمويين ومؤسس دولة الخلافة الأموية معاوية بن أبى سفيان، إذ توفى في مايو عام 680م، عند عمر يناهز 78 عاما.

وارتبط الخليفة المسلم بالعديد من الحكايات مع رسوله وأصحابه، فكان أحد كتبة الوحى وراء النبى الكريم، وكان من سادة قريش، من بنى أمية ونجل أبى سفيان ابن حرب، ويبدو أن إمبرطوريته التي أسسها وملكه الذى وصل له كان وراءه بعض الحكايات أيضا التي ارتبطت به ومن بينها قصة العراف الذى تنبأ لوالدته هند بأنه ستلد ملكا.

فقد ورد في الكتاب الشهير البداية والنهاية لابن كثير المتوفى في عام 774هـ، حيث يذكر أن هند بنت عتبة كانت قد تزوجت من الفاكه بن المغيرة المخزومي، وأنه في يوم ما، شاهد الفاكه رجلاً يخرج من داره، فشك في زوجته واتهمها بالفسق والزنا، وتحاكم الطرفان إلى أحد كهنة اليمن، فقام هذا الكاهن بتبرئة هند مما نُسب إليها، وقال لها (انهضي غير زانية، ولتلدن ملكاً يقال له معاوية).

فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها، فنترت يدها من يده، وقالت له: إليك عني، والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة، والله لأحرصن أن يكون هذا الملك من غيرك، فتزوجها أبو سفيان بن حرب فجاءت منه بمعاوية هذا.

إلا أنه وبحسب عدد من الباحثين فإن القصة تتعارض مع عدد من الأخبار، مثل ما ورد في كتاب المحبر لابن حبيب البغدادي المتوفى 245هـ، من قوله بأن زواج هند من الفاكه، لم ينته بالطلاق أو الانفصال، ولكنه انتهى بوفاة الفاكه. ولكن لماذا يذكر ابن كثير الرواية مع شكه فيها؟ الحقيقة، أن ابن كثير وهو المؤرخ السني، تلميذ ابن تيمية، لم يكن بقادر على أن يمنع نفسه من ذكر هذه القصة، خصوصاً أنها تصب في مصلحة مناقب معاوية ومحاسنه، وتمهد لوصوله إلى السلطة والملك. ويحق لنا أن نتساءل، إذا كانت تلك القصة حقيقية وثابتة، فلماذا لم يستشهد بها معاوية نفسه في وقت الحرب الأهلية؟ ولماذا لم ينشرها بين أصحابه وأتباعه من أهل الشام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *