الأدب

قرأت لك.. “الخصوصية” هل أصبحت الحياة الشخصية للناس مشاعا للجميع؟

واحد من الكتب الهامة والصادر ضمن سلسلة “مقدمة قصيرة جدا” والتي ترجمتها مؤسسة هنداوى الثقافية للنشر الإلكترونى، هو كتاب “الخصوصية” تأليف يموند واكس، ترجمة ياسر حسن، خاصة وإنها أصبحت من القضايا الشائكة، خصوصًا في عصر السماوات المفتوحة والانفجار المعلوماتي.

وهذا الكتاب الموجز يسلط الضوء على هذه القضية، ويتناول بالشرح والتحليل التوتر الحادث بين حرية التعبير والخصوصية، ذلك التوتر الذى أفرزه تطفل الصحافة والتصوير الفوتوغرافى والإفشاءات غير المبررة من جانب وسائل الإعلام لجوانب خاصة من حياة المشاهير، ويختتم المؤلف كتابه بتأمل مستقبل الخصوصية في مجتمعاتنا المعاصرة.

الخصوصية مقدمة قصيرة جدا
الخصوصية مقدمة قصيرة جدا

ويرى المؤلف أن الطريقة التى يجري بها جمع المعلومات وحفظها وتبادلها واستخدامها إلى الأبد، تغيرت وأصبحت الثورة التكنولوجية تمس كل جانب من جوانب حياتنا، وهذا يفرض تحديات جديدة على الخصوصية.

وأشار إلى أن الخصوصية وحماية البيانات كانت مرتبطة ارتباطًا من منظور قانوني إلى حد بعيد، ولكن على الرغم من كون القانون أداة لا يمكن الاستغناء عنها في حماية الخصوصية، فمن الواضح أن الموضوع تتشارك فيه عدة أبعاد أخرى، “اجتماعية، وثقافية، وسياسية، ونفسية، وفلسفية”.

وأوضح الكتاب مع ذلك فمن وجهة نظر الكثيرين من دعاة الخصوصية ما تزال الخصوصية حية وتتنفس، ولكنها بحاجة إلى تجديد عاجل، فما تزال مجموعات مثل منظمة الخصوصية الدولية، ومؤسسة الحدود الإلكترونية، ومركز معلومات الخصوصية الإلكترونية، ومجموعات أخرى متعددة، تخوض حملة منهكة ضد الغارات الشرسة التى تشنها أجهزة المراقبة، ولقد صارت الحملة صعبة للغاية منذ أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١.

إلا أنه أيضا يرى أنت الخصوصية انتهت مستهشدا بمقولة سكوت ماكنيلي، المدير التنفيذي لشركة صن مايكروسيستمز “لقد ماتت الخصوصية، علينا أن نتكيف مع هذا”، موضحا أن الأخير ليس هو الوحيد الذي يرى هذا، فقد أعلنت وفاة الخصوصية على لسان تجمع متزايد من المتشائمين والمتنبئين، ومع ذلك فإنني أرى أن إقامة قداس الجنازة ما زال سابقًا لأوانه، ومع أن الغزاة على الأبواب، فإن القلعة لن تسقط بدون معركة فاصلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *