الإفتاء: 45% من خطابات التنظيمات الإرهابية المرتبطة بكورونا روَّجت لتعويض خسائرها
كتب- محمود مصطفى:
قدَّم المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية، تحليلًا وتفسيرًا لحادث هجوم بئر العبد الإرهابي، الذي وإن كان معتادًا من هذه التنظيمات الإرهابية؛ فإنه يمثل التنفيذ العملي للفكر الذي أعلنت عنه هذه التنظيمات منذ تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) والقائم على النظر للجائحة باعتبارها “منحة إلهية”.
وأوضح المؤشر، في بيان، اليوم الجمعة، أن الحادث الإرهابي وضع عددا من الأهداف المحددة التي تسمح للتنظيمات الإرهابية باستغلال الانشغال العالمي بالتصدي للوباء والهلع الشعبي من التفشي لتعويض خسائرها على مدار سنوات، سواء بالعودة للأراضي التي خسرتها أو حشد الأتباع تعويضًا عن قتلاها أو تهريب سجنائها أو الإيحاء بقوتها الوهمية من خلال التفجيرات المتفرقة.
وأوضح مؤشر الفتوى، أنه تتبع أهداف وخطوات هذه التنظيمات بتحليل خطابها الإفتائي بشأن جائحة كورونا كاشفًا أنها تتمثل في ثلاثة أهداف رئيسية تحركها الفتوى، وهي: هدف تعويض الخسائر المادية والبشرية لهذه التنظيمات واستعادة المناطق التي خسرتها بنسبة (٤٥٪). ثم هدف حشد الأتباع والتأثير الفكري والعقائدي الذي يشمل المسلمين وغير المسلمين بنسبة (٣٥٪). وأخيرًا هدف السعي لإطلاق سراح معتقليها بنسبة (٢٠٪) من إجمالي خطابها بشأن الوباء.
“داعش” يلجأ للتفجيرات والعمليات المتفرقة للإيحاء بالقوة
“نوصيكم بمضاعفة العمل وتكثيف الضربات، فارسموا الأهداف وضعوا الخطط، وفخخوا الطرقات، وأحكموا العبوات وانشروا القناصات.. مرغوا أنوفهم بالتراب، وافتحوا عليهم بغزواتكم وعملياتكم ألف باب، وتقربوا إلى المولى الكريم بدمائهم وأشلائهم”.
بكلمات المتحدث الرسمي لتنظيم داعش “أبو حمزة القرشي” هذه؛ كشف المؤشر العالمي للفتوى أن (٤٥٪) من خطاب التنظيمات الإرهابية المرتبط بجائحة كورونا روَّجت لمحاولتها تعويض خسائرها وإعادة إنعاش وجودها من خلال السعي لاستعادة الأراضي التي خسرتها أو الاستيلاء على المزيد من الأراضي أو الترويج لقوتها الوهمية من خلال عمليات التفجير والتفخيخ في أكثر من دولة بصورة متفرقة.
وأكد أن تنظيم “داعش” كان أكثر التنظيمات اهتمامًا بتحقيق هذا الهدف، فقد أخذ التنظيم على عاتقه منذ تفشي وباء كورونا توسيع نطاق عملياته الإرهابية في أكثر من دولة، فكثف عملياته في القارة الإفريقية من خلال جماعة “بوكو حرام” التابعة له فاستهدفت الجيوش الوطنية في موزمبيق والنيجر ونيجريا ومالي والكونغو؛ بالاغتيالات والكمائن والتفخيخ والإحراق وإعطاب الآليات.
وأشار المؤشر، إلى استغلال التنظيم الانشغال العالمي بالتصدي لفيروس كورونا وتقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق للبحث عن المناطق الهشة التي يمكنه من خلالها اختراق أمن الدولة العراقية، حيث أكد مؤشر الفتوى تراوح معدلات العمليات التي يقوم بها التنظيم خلال الأسبوع (بين ٢٠ و٣٠ عملية) مستهدفة الجيش العراقي وقوات الحشد العشائري والصحوات.
وأوضح مؤشر الفتوى أن نشاط التنظيم في قارة آسيا برز من خلال جماعة “أبو سياف” الموالية له والتحريض على تكثيف العمليات بالتزامن مع تفشي الوباء في عدد من الدول خاصة الفلبين وإندونيسيا، وهو الأمر الذي عكسه الواقع باندلاع معارك بين الجماعة والقوات الفلبينية مؤدية لمقتل ١١ جنديًّا فلبينيًّا فى مقاطعة سولو جنوب الفلبين منتصف إبريل ٢٠٢٠. كما أورد المؤشر محاولة التنظيم الإعلان عن وجوده في دولة المالديف المسلمة بتبنيه هجومًا إرهابيًّا في إبريل ٢٠٢٠ تضمن إحراق ٥ زوارق للحكومة والشرطة المالديفية بعد تكفيرهم ووصفهم بالمرتدين ورعاة الديمقراطية الكفرية وخدامها.
وأكد مؤشر الفتوى أن تحريض “داعش” وعملياته الإرهابية شملت أيضًا قارة أوروبا حيث أعلنت ألمانيا خلال شهر إبريل تفكيك خليةٍ إرهابية مكونة من خمسة طاجيكيين منتمين للتنظيم يخططون لضرب مواقع أمريكية، ويؤكد مؤشر الفتوى أن هذه العمليات كانت انعكاسًا لخطاب إفتائي متطرف دأب في الفترة الماضية على ترسيخ القتل والتوسع.