شاهد لوحة الهادى الجزار المنسية من مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية
يواصل متحف الفنون الجميلة، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، دعوة المواطنين لضرورة المكوث فى البيت، من خلال صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”، قائلاً “خليك فى بيتك وهنجيبلك المتحف لغاية عندك”، من أجل التصدى لفيروس كورونا، كما يعرض المتحف خلال شهر رمضان، أهم مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية هتشوفها في (متحف أون لاين)، ومنها لوحة الأرض المنسية للفنان عبد الهادى الجزار
ويشار إلى أن القوقعة بالنسبة للجزار هى ابنة البحر الذى ولد فى أحضانه بمدينة الإسكندرية، وهى تلك الأيقونة التي رسمها فى بداياته، إذ تأملها ورأى فى بناءها معمار الكون، وقد أوصى تلاميذه برسمها ووصفها لهم بأنها ” كائن حى لفظته أمواج البحر إلى الشاطىء“.
وقد حملت القواقع والأصداف بتاريخ قديم سحرى وعرفت كرمز للقمر والعذرية والأنوثة والرحم الكونى والمبدأ المائى والميلاد والتجدد والخصوبة، وربما لتعدد دلالتها شغف بها الجزار وتكررت فى أعماله كرمز مكثف ذو أبعاد تراكمية، حيث كانت تصنع منها التمائم والأحراز وتستخدم فى طرد الشرور و جلب الخير والحفظ من العين .
واستعملت القواقع والأصداف فى عمليات التزيين والحلى وفى الطقوس الجنائزية منذ العصور السحيقة، وقد استخدمت الصدفة فى الماضى كأحد العناصر الطقوسية، كبوق شعائرى و كجزء من الممارسات الدينية في الهندوسية، كما استخدمت أثناء العبادة مصاحبة للأجراس الشعائرية والغناء. ونظرًا لكونها أداة بهجة واستبشار، فغالبًا ما يتم العزف عليه في طقوس بوجا لتكريم ” لاكشيمي” إلهة الرفاهية والرخاء في المعبد أو في المنزل ، كما أدرجت البوذية صدفة المحار باعتبارها أحد رموز السعادة الثمانية و.يُعتقد كذلك أن صوت المحار يطرد الأرواح الشريرة. وأنه يتوافق مع صوت روحي مسموع من العوالم العلوية .
وفي الفلكلور الشعبي يعتقد أنه في حالة وضع الشخص صدفة مفتوحة على أذنيه فإنه يتمكن من خلال ذلك أن يسمع صوت المحيط، هذه الظاهرة الناجمة عن التجويف الرنان بالصدفة ، وطالما نعمنا بلعبة الاستماع لهذا الصوت في بيوتنا القديمة التي لم تكن تخلو من تلك الصدفة كزينة لها سيرة عقائدية مستترة. كذلك لانستطيع أن نمنع استدعاء لوحات مولد أفروديت في التراث اليوناني ، ومولد فينوس في الأعمال الفنية لعصر النهضة حيث صورت منبثقة من قلب صدفة بحرية .
إن هذا الإرث الخصب للقواقع والأصداف جعلها تطل بسطوتها الأسطورية حتى الأن في طقوس قارئات الطالع اللواتي يكشفن عن المستقبل فيما يعرف بـ “ضرب الودع ” عن طريق رمي مجموعة القواقع على الأرض تقوم الصدفة بتوزيع اتجاهاتها لتتخذ تشكيلات يحاولن تفسيرها ،وكن يخبرن الأشخاص عن المستور أو يطلعونهم على الأسرار أو على ما يضمره الغيب لهم، ومايدور في خواطرهم