قرأت لك.. “الأرستقراطية” طبقة أسطورية والثورات قضت على ادعاءات المثالية
الأرستقراطية مرت على التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي لجميع الدول الأوروبية حتى بضعة أجيال سابقة، وما زالت آثار سلطتهم تحيط بنا ونراها في الفنون والعمارة والأزياء، ومن الكتب التى تناولت نشأة الأفكار الأرستقراطية وخروجها من عباءة الأساطير التى ارتداها أصحاب تلك الطبقة على مدار تاريخهم كانت كتاب المؤلف ويليام دويل ” الأرستقراطية: مقدمة قصيرة جدًّا”.
ويكشف الكتاب عن المصادر الحقيقية لسلطة الأرستقراطية التي دامت لوقتٍ طويلٍ، وعن طريق دراسة ما كان لقيمهم وسلوكياتهم من تأثير في باقي أفراد المجتمع، يناقش دويل في النهاية كيف ولماذا تقلصت سيادتهم، وماذا بقي من تراثهم في عصرنا الحالي.
كتاب الأرستقراطية: مقدمة قصيرة جدا
ويتتبع الفصل الأول من الكتاب تاريخ مصطلح الأرستقراطية وتطوره، ويحاول تقديم عناصر تعريف موضوعي لها، أما الفصل الثاني فيدرس وجهات النظر الشخصية للأرستقراطيين أنفسهم.
هذا ويدور الفصل الثالث حول معايير السلوك الأرستقراطى، فى حين يسلط الفصل الرابع الضوء على بعض الطرق التي أثر بها الأرستقراطيون بمبادئهم وسلوكياتهم على باقى أفراد المجتمع غير المنتمين لطبقتهم الاجتماعية.
إن أهم شيء بشأن الطبقات الأرستقراطية، من منظور القرن الحادى والعشرين هو أنها قد اختفت، وكذا تأثيرها، إلى حد كبير، وعليه يدور موضوع الفصل الأخير حول كيفية حدوث هذا، رغم أنها على مر القرون واجهت كثيرا من التحديات الأخرى وتغلبت عليها.
ويرى المؤلف إن هذه الطبقة قد سعت طوال الوقت إلى تعريف نفسها أيضا من حيث المعتقدات والسلوك، وقد كان الدخلاء، سواء من المعاصرين أو من المؤرخين، على استعداد لدرجة مذهلة لتقبل وتخليد تعريف النبلاء لأنفسهم ولمصدر نشأتهم وما يفعلونه وما يستحقونه، وحتى نقاد الأرستقراطية نزعوا إلى صياغة معارضتهم على أساس فشل هذه الطبقة في الرقي لمستوى هُويتها المثالية.
وذهب المؤلف أن العصور الحديثة شهدت بداية اضمحلال الأرستقراطية، بداية من الثورات فى أوروبا وحروب تحرير العبيد، ثم أكملت الحرب العالمية الثانية تدمير الأرستقراطية بوصفها كيانا مترابطًا له مفهوم اجتماعي أو سياسي، وفي أعقاب الحرب، حدَّدت عمليات الاستحواذ الشيوعية مصير الأرستقراطية في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، كما أن نظم الحكم الديمقراطية الاشتراكية، التي حصلت على السلطة على فترات منتظمة في الغرب، بدت بالكاد أكثر تعاطفا، وقد فقد آخر معقل مؤسساتي للسلطة الأرستقراطية.