دائما ما ارتبطت الأساطير الإغريقية القديمة بالمسرح، حيث اهتم اليوناني القديم بتناول الموضوعات الدينية والقضايا الخاصة بالآلهة على خشبة المسرح، ومن تلك الأساطير هى أسطورة “ميديا” وهى ساحرة في الأساطير الإغريقية وكانت ابنة أيتس ملك كولخيس، وقد رماها أبوها في السجن بعد أن خاف من سحرها، واستخدمت سحرها فى الهرب من السجن وذهبت إلى معبد هيليوس إله الشمس وهو جدها كما يزعم.
ميديا هى مسرحية تراجيدية يونانية كتبها يوربيديس، تعد من أشهر مآسى يوربيديس وهى من أهم التراجيديات اليونانية القديمة ومع أنها لم يعبأ بها كثيرا في أول مرة عرضت فيها لكنها حظيت باهتمام الناس بعد ذلك، ويعتبرها النقاد الدراما الأكثر إثارة للانزعاج سايكولوجياً من كل الدرامات الإغريقية الكلاسيكية على الإطلاق، وصنفت ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مدار التاريخ من مكتبة بوكلوبن العالمية.
وهذه التراجيديا تصور أشد أنواع الفواجع فى المسرح اليونانى القديم ففيها تقوم ميديا بالانتقام من زوجها الذى خانها بتخليه عنها وزواجه من غيرها بقتلها زوجته الجديدة ووالدها وولديها.
وقد ناقشها الكثير من الذين يدرسون في هذا المجال لما أثارتة من بلبلة بسبب شخصية ميديا الأجنبية القوية كما صورها يوريبيديس، وقد تحولت هذه المسرحية إلى فيلم، وقصتها هى كالتالى: ميديا والتى يعنى اسمها (الماهرة) وذلك لأنها كانت ماهرة فى السحر وهى ترجع إلى قصة ميديا التى ساعدت ياسون حبيبها فى الحصول على الجزة الذهبية من وطنها بل وقدمت تضحيات كثيرة من أجلة فقد قتلت أخاها وقطعت جثتة وألقت بها فى البحر لينشغل والدها الملك بجمع أشلاء الجثة، وتهرب هى مع ياسون ليتزوجا فى كورنثة، وهناك تزوج منها وانجبا ثلاثة أطفال، وهناك بدأ يبحث عن تأمين وضعة الأجتماعى فهو يعتبر منفياً وليس له أي حقوق سياسية أو مدنية، لذا كان يجب أن يحصل على المواطنة من كورنثة. فيتزوج من ابنة كريون ملك كورنثة ليؤمن مركزة الإجتماعى ويحصل على الثروة والسلطة، ولذلك تغضب ميديا من ياسون الذي ينكر الجميل ويقابل التضحية بالخيانة.
