آراء وتحليلات

حقيقه كورونا (7) والضبط الاجتماعى

 

نتحدث فى هذا المقال عن دور الدين فى عمليه الضبط الاجتماعى ولكن فى البدايه يجب ان نتعرف على ماهيه الديم وتعريفاته المختلفه فمن اهم تعريفات الدين انه العلاقه الروحيه بين الانسان وربه من خلال مجموعه من المعتقدات والممارسات المباشره التى كلف الله بها البشر عن طريق انبياءه ورسله ومن هنا فقد اطلق عليه الفلاسفه بان الدين هو تكريم الضمير النقى للعداله الالهيه
وعلى هذا الاساس فان جميع وسائل الضبط الاجتماعى الذى تحدثنا عنها فى المقالات السابقه تندرج تحت الدين بل لا اكون مبالغا اذا قلت انها خارجه من عباء الدين فهو الرافد الاساسى الذى يستمد منه المجتمع الاصول التى يقوم عليها وخاصه فى تنظيم العلاقه بين افراد المجتمع ومن هنا نطلق على القيم الدينيه الاساس الذى يبنى عليه المجتمع قيمه ومبادئه ولكن قد ترتبط فاعليه الاصول السابق الاشاره اليها ودورها فى الضبط الاجتماعى بتفسيراالمجتمع لها وذلك نظرا لان الدين هو المصدر الاساسى للقيم الروحيه الى جانب انهيضم منهج حياه للجميع ويؤدى الى تماسك المجتمع وعلى جانب اخر يمكن القول بان الدين مؤسسه مهمه فى المجتمع يقوم بعدد من الوظائف القويه لاستقرار المجتمع كما انه يزود الفرد بهدوءواستقرار نفسى وقيامه بدور فعال فى ضبط اداء المجتمع نظرا لان قيمه تتميز الثبات والاستقرار الى جانب ان جميع العقائد السماويه تحث الانسان على ضروره الالتزام بالتعاليم التى تشكل المجتمع فالمجتمعات تتشكل وفقا لما يامر به الدين كما ان ربط الاداب والعادات والتقاليد بالدين يعطيها قوه وتاثير قوى فى المجتمع ومن ناحيه اخرى تحمى النظم الاجتماعيه ويعتبر موحه لسلوكه وممارسا تهوهناك وظيفه اخرى للدين وهى تزويد الافراد بقوه روحيه ضد انحراف
وبعد العرض السابق نجد الدين يلعب دور مهم فى بناء المجتمع الى جانب القيم الاخرى الى يحث عليها الدين مثل الاقتداء بالمثل العليا والشخصيات المؤثره فى التاريخ البشرى ومحاوله السير على خطاهم لانه يهتم بالقيم الروحيه للافراد وقد جاء تعريف ابن خلدون له إن الاجتماع للبشر ضروري ولابد لهم في الاجتماع من وازع حاكم يرجعون إليه ، وحكمه فيهم إما أن يستند إلى شرع منزل من عند الله يوجب انقيادهم إليه إيمانهم بالثواب والعقاب عليه ، أو إلى سياسة عقلية يوجب انقيادهم إليه ما يتوقعونه من ثواب ذلك الحاكم بعد معرفته بمصالحهم ، فالأولى يحصل نفعها في الدنيا والآخرة
كماانه “هو مجموعة من الآليات والأسس والسياسات المجتمعية والسياسية التي تتولى مسؤولية توجيه وتسيير سلوك الأفراد في مجتمع ما سعياً للوصول إلى الالتزام والاتباع التام للقواعد الحاكمة للمجتمع أو لفئة اجتماعية أو حكومية ما”.وعلى جانب اخر أرى أن الضبط الذاتي أو التلقائي هو من أهم اشكال الضبط الاجتماعي، ذلك أن سلوك الفرد فيه يقوم على أيمانه بالقيم والمثل الاجتماعية السائدة، والقوانين والنظم الرسمية التي توائم بين المصلحة الفردية والمصلحة العامة بما يضمن حرية الأفراد والمجموعات ويحفظ حقوقهم ويساوي بينهم في الثواب والعقاب وهذا كله ينظمه الدين من المهم التأكيد هنا أن نشر ثقافة المراقبة الذاتية يجب أن يصاحبها وبالتوازي توعية مفادها أن الرقابة هي لحفظ حقوق الأفراد والمجتمع.وليس أدل على ذلك اليوم من حالة الانتشار الخطير للجائحة كورونا، فاذا اسقطنا كل ماسبق فيمكن القول بان الحكومه قد اتخذت مجموعه من الاجراءات للحفاظ على المجتمع ، مارست من خلاله عملية ضبط اجتماعي وعلى الرغم من أن بعض القرارات جاءت صادمة وتتعارض مع كثير من وسائل الضبط ، المثال على ذلك هو قرار إغلاق دور العبادة (الكنائس والمساجد) وتقيد الجماعة والشعائر والطقوس التي يمارسها الأفراد في الظروف العادية كصلاة الجمعة والجماعة للمسلمين تتسق مع التقاليد والمعتقدات لقداس الأحد بالنسبة للمسيحيين، لقد واجهت الحكومه في البداية مقاومة تمثلت في إقامة بعض الأفراد صلوات خارج المساجد وفي الساحات العامة،.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *