الأدب
حيوان الضبع فى الثقافات: ينبش القبور وفاجر.. والفراعنة فقط رأوه “أليفا”
حيوان الضبع له صورة شعبية تراه “جبانا” وذلك لكونه كما يقولون حيوانا “قماما” أى أنه يأكل من الجيف رغم أنه يمارس الصيد ويملك “فكا” قويا يستطيع أن يسحق به العظام، وبالتالى فإن الثقافات لا تحبه ولا تقدره.. فكيف ذلك، وهل يتفق الجميع على هذه الرؤية؟
الثقافة الأفريقية:
“تعيش الضباع المرقطة والبنية اللون فى سهول أفريقيا وذات الخطوط فى شمالى أفريقيا وذكرت معظم المخطوطات والكتب أن للضبع شخصية مكروهة وله أثر سيئ فى النفوس.
بعض المدن الأفريقية تستقدم الضباع ليلا لكى تأكل منها ما تشاء لأن ظنهم يتكحور حول أنه يبعد الأرواح السيئة.
تختلف الضباع المرقطة فى صورها الفولكلورية والأسطورية، اعتمادًا على المجموعة الاثنية التى نشأت عنها الحكايات، وغالبًا ما يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت الضباع المرقطة هى أنواع الضباع المحددة التى تظهر فى مثل هذه القصص، لا سيما فى غرب إفريقيا، لأن الضباع المرقطة والمخططة تُعطى غالبًا نفس الأسماء.
فى غرب إفريقيا يرمز الضبع إلى الفجور والعادات القذرة وعكس الأنشطة الطبيعية، وغيرها من الصفات السلبية، وفى تنزانيا، هناك اعتقاد بأن السحرة يستخدمون الضباع المرقطة فى الجبال.
فى الثقافة العربية:
قال عنه كمال الدين الدميرى (742 ـ 808هـ) فى كتابه (حياة الحيوان الكبرى)، الضبع معروفة، ولا تقل ضبعة لأن الذكر ضبعان والجمع ضباعين مثل سرحان وسراحين، والأنثى ضبعانة والجمع ضبعات وضباع وهذا الجمع للذكر والأنثى، ومن أسماء الضبع: جيل، وجعار، وحفصة، ومن كناها: أم خنور، وأم طريق، وأم عامر، وأم القبور، وأم نوفل، والذكر أبو عامر، وأبو كلدة، وأبو الهنبر.
والضبع توصف بالعرج، وليست بعرجاء وإنما يتخيل ذلك للناظر، وسبب هذا التخيل لدونة فى مفاصلها وزيادة رطوبة فى الجانب الأيمن عن الأيسر منها.
وعن صفات الضبع قال: وهى مولعة ينبش القبور لكثرة شهوتها للحوم بنى آدم، ومتى رأت إنساناً نائماً حفرت تحت رأسه وأخذت بحلقه فتقتله وتشرب دمه. وهى فاسقة، لا يمر بها حيوان من نوعها إلا علاها وتضرب العرب بها المثل فى الفساد، فإنها إذا وقعت فى الغنم عاثت، ولم تكتف بما يكتفى به الذئب، فإذا اجتمع الذئب والضبع فى الغنم سلمت لأن كل واحد منهما يمنع صاحبه.
الحضارة المصرية القديمة
تكاد تكون الحضارة المصرية القديمة هى الوحيدة التى تعاملت مع الضبع بصورة مختلفه، واعتبرته حيوانا أليفا، ويظهر ذلك فى الصور الموجودة على الجداريات الأثرية.