الأدب

خبراء بريطانيون يكتشفون حقيقة عشرات التحف الطينية المزيفة.. ما مصيرها؟

يبحث خبراء الآثار باستمرار عن القطع الأثرية المزيفة التى يصعب تفريقها عن الحقيقية، ولكن الشحنة التى كشفها الموظفون فى المتحف البريطانى تُعد الأسوأ، ففى يوليو من العام الماضى، فتح ضباط قوة الحدود فى مطار هيثرو الدولى صندوقين معدنيين تم شحنهما من البحرين إلى المملكة المتحدة.

 

عثر الضباط على نحو 190 قطعة بدت وكأنها ألواح طينية، وتماثيل، وأوانى من بلاد ما بين النهرين، أى العراق الحديث، ويعود تاريخها إلى حوالى 2000 قبل الميلاد و500 قبل الميلاد، لكن، سرعان ما أثارت هذه الشحنة الشكوك بينما قام خبراء من المتحف البريطانى بتحليل القطع.

200505065409-01-british-museum-fakes

 

وصرح المتحف فى بيان صحفى، أنها تضم مجموعة كاملة من الألواح المسمارية المعروفة باستخدامها فى بلاد ما بين النهرين، وتعد الكتابة المسمارية واحدة من أقدم أنظمة الكتابة فى التاريخ وكانت بلاد ما بين النهرين منطقة قديمة تقع فى شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

وجاء فى البيان الصادر عن المتحف: “بدا الأمر كما لو أن نوع كتابات بلاد ما بين النهرين القديمة تم تمثيلها كاملةً فى شحنةٍ واحدة، أى مجموعة كاملة جاهزة لمشترٍ غير مطلع”، وتابع أنه اتضح على الفور أن هناك مشكلة، إذ لم تكن أياً من القطع قديمة حقًا، ورغم أن بعض الألواح كانت تحمل نقوشاً حقيقية، إلا أن بعض القطع الأخرى كانت تحمل نقوشاً لا معنى لها عند قراءتها، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة “CNN” الإخبارية.

32

 

كما أشار المتحف إلى أن كل قطعة من الألواح مصنوعة من نوع مماثل من الصلصال، الأمر الذى يعد مستحيلاً إذا كانت حقيقية بالفعل، أما العلامة الأخرى التى كشفت التزوير هى حقيقة أنه تم تجفيفها باستمرار وعلى درجات حرارة مصدرها أفران حديثة، ولو كانت حقيقية بالفعل لكانت جفت فى الشمس، وفقاً لما ذكره المتحف.

 

وأوضح المتحف أن الألواح موجودة منذ 200 عام، لكن هذه الألواح قادمة من خط إنتاج جديد، وقال القيم الفنى للمتحف سانت جون سيمبسون، فى بيان، إن “هذه المضبوطات تؤكد اتجاهاً ناشئاً يتمثل فى الإستفادة من الإهتمام بشراء الآثار، ويقوم التجار بتزييف قطع أثرية من الشرق الأوسط لبيعها”.

200505065422-02-british-museum-fakes

 

وعلى ما يبدو، من المرجح وجود المزيد من شحنات القطع المقلدة، وتفوق القطع المزيفة عدد القطع الحقيقية، ويجب التعامل بحذر شديد مع الشحنات التى تكاد تكون مثالية لدرجة التصديق، وبينما أن الخبراء لا يعرفون مكان صنع هذه القطع، إلا أنهم يعتقدون أن ورشة العمل من المحتمل أن تكون فى الشرق الأوسط.

 

وقال ضابط كبير فى قوة الحدود بمطار هيثرو، ريتشارد نيكسون، إن عصابات الجريمة المنظمة عادة ما تكون المحرك وراء التجارة المزيفة، فيما قال المتحف، إنه من المرجح أن الألواح اللوحية تم تسويقها لمشتر غير متوقع بسعر آلاف الجنيهات، لافتًا إلى أنه سيتم استخدام القطع المزيفة لأغراض التدريس والتدريب، كما سيتم عرض بعضها فى المتحف البريطانى عند إعادة فتحه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *