أبيض×أسود.. سعاد محمد أنجبت 10 أطفال وأجر أول حفلة لها صندوق ألعاب
ظلت بصوتها تحلق فى سماء واسعة تصدح فيها، وكأنها كائن منفصل عن العالم، ملكت من الحضور والقوة والشخصية ما جعلها تحتفظ بمكانة لم يرق إليها الكثيرون ممن حلقوا فى سماء الشهرة، هى سعاد محمد “فبراير 1926 – يوليو 2011″، وخلال السطور المقبلة نستعرض نبذة عن حياته ومشواره الفنى كما رصده كتاب “أبيض وأسود”.
سعاد محمد
ولدت الفنانة سعاد محمد من أب مصرى وأم لبنانية، فى منطقة تلة الخياط فى بيروت، وقد ورثت جمال الصوت عن والدها عازف الكمان، وعاشت طفولتها بلبنان، عانت كثيرًا فى احتراف الغناء، حيث لاقت معارضة شديدة من الأهل، لكن مع الوقت رضخت العائلة لرغبتها، وتعلمت الغناء على يد حبيب الشربتلى الذى علمها أصول غناء الأدوار والموشحات، ثم أجادت تجويد القرآن بمعاونة أحد الشيوخ، وكان للموسيقار توفيق الباشا دور كبير فى تعليمها أصول الغناء الشرقى والتبحر فى أسراره.
بدأت سعاد محمد مشوارها الفنى فى سوريا، وتقاضت عن أول حفلاتها صندوق ممتلئ بلعب الأطفال، وفى عام 1948م غنت فى سينما روكسى ببيروت ونجحت فى لفت الأنظار إلى موهبتها، تنبه الصحفى والشاعر محمد على فتوح لموهبتها وخصها بالرعاية وسرعان ما خفق قلبيهما ليتم زواجهما الذى دام 15 عاما، وأنجبت منه ستة أبناء ثم انفصلا فى هدوء، كان زواجها الثانى من المهندس المصرى محمد بيبرس الذى رزقت منه بأربعة أبناء، ثم تزوجت من رجل لبنانى لكن زواجهما لم يستمر طويلا ولم تنجب منه أبناء.
بعد أن ذاع صيتها فى لبنان حضرت إلى القاهرة وتعرفت على المخرج محمود ذو الفقار، الذى اقتنع بصوتها ورشحها لبطولة فيلم “فتاة من فلسطين”، وبدأت أول خطوات الاحتراف بعدة حفلات ناجحة، وكانت لا تزال فى سن السادسة عشرة من عمرها.
اشتهرت أغنية “مظلومة يا ناس” أولى أغنياتها ووجدت صدى عند الجماهير، من بعدها اشتهرت لها أغنية “غريبة والزمن” لتعود بعدها إلى القاهرة وتلتقى المنتجة آسيا داغر، ويتم الاتفاق بينهما على بطولة ثانى أفلامها “أنا وحدى” للمخرج هنرى بركات، وفى عام 1972 يلجأ لها المخرج حسام الدين مصطفى لتقدم بصوتها أغانى فيلم “الشيماء”.
طغت الحياة الاجتماعية لسعاد محمد على مسيرتها الفنية وحددت كثيرًا من مسارتها، وربما إنجابها لـ 10 أطفال يفسر ابتعادها المتكرر عن الساحة الفنية، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تجد وقتًا كافيًا لمباشرة أعمالها الفنية من مقابلة المؤلفين والموسيقيين والاتفاق على الحفلات، كما أن المرض أبعدها كثيرًا عن الحياة الفنية حتى رحلت عن عالمنا.