“بنيبع الكيلو بخسارة”.. مزارعو البطاطس: “إحنا أول ضحايا كورونا”
كتب- أحمد مسعد:
يواجه مزراعو البطاطس أزمة كبيرة في الفروق المتفاوتة بين القيمة التسعيرية التي لا تتجاوز جنيهَين، بينما التكلفة أكثر؛ خصوصًا وسط قلة التصدير.
قال أحمد الشربيني، رئيس جمعية منتجي البطاطس، إن الكميات التي تم استيردها من الخارج أكثر من احتياج السوق، مشيرًا إلى أن مصر استوردت 125 ألف طن زيادة عن العام الماضي.
وأضاف الشربيني، في تصريح خاص أدلى به إلى “مصراوي”، اليوم الإثنين، أن المزراعين يتعرضون إلى خسائر فادحة؛ حيث إن التكلفة تقف على الفلاح بـ3 جنيهات ونصف الجنيه، بينما يبيعها بجنيهَين ونصف الجنيه للكيلو.
وتابع رئيس جمعية منتجي البطاطس: “تلك الخسائر سوف تتسبب في خروج الكثير من الزراعة”، متوقعًا حدوث شح في الزراعة العام المقبل.
وأشار الشربيني إلى أن السياسة العشوائية التي تنتهجها وزارة الزراعة والتخلي الواضح عن المزارعين بعد توقف الدورة الزراعية مع غياب الإرشاد الزراعي والتوعية بالمساحات المزروعة والاحتياجات المطلوبة أوقعت مزارعي البطاطس في أزمة بسبب زيادة إنتاجهم عن الطلب عليه.
وفي السياق ذاته، قال محمد فرج عضو جمعية البطاطس، إن المشكلة في أصناف التصنيع بسب عدم وجود تعاقد بين المزراعين والوكلاء، مشيرًا إلى أن الفلاح يخسر 1800جنيه كحد أدنى.
وأضاف فرج، في تصريح خاص أدلى به إلى “مصراوي”، أن الوكلاء يعطون المزراعين التقاوي بأسعار عالية، وبعد إغراق السوق يقومون بالتعاقد مع الفلاح بـ3800 جنيه، حسب السعر الرسمي.
وتابع عضو جمعية البطاطس: بعض المزراعين ما زالوا يتجاهلون الجمعية وينساقون وراء الوكلاء.
وأشار فرج إلى أن وزارة الزراعة يتمثل دورها في الإشراف على نقاوة منتج التقاوي، والباقي هو ليس طرفًا به، حسب تصريحات المسؤولين الذين تواصلنا معهم.
ويعد إنتاج البطاطس في العروة الحالية (العروة الصيفية) إنتاجًا وفيرًا، وسيظل جمع محصول هذه العروة إلى شهر يونيو المقبل مع وجود كميات كبيرة من العروة الشتوية التي جمعت في يناير الماضي في الثلاجات.
وعلى جانب آخر، قال مصدر بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي: “إن غياب دور الإرشاد الزراعي أدى إلى زيادة مساحة العروة الصيفية عن الحد الطبيعي؛ وكان سببًا رئيسيًّا في تدني الأسعار، لافتًا إلى أنه تم السماح باستيراد نحو 150 ألف طن بزياده نحو 30 ألف طن عن العام الماضي، وهذه الكميات تكفي لزراعة 220 ألف فدان بزيادة نحو 60 ألف فدان عن العام الماضي.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن ارتباك حركة البيع في السوق المحلية والتصدير، بسبب جائحة كورونا وتوقف الكثير من المصانع والمطاعم والفنادق عن العمل داخليًّا وخارجيًّا؛ تسببت في تراكم الكميات المنتجة في الأسواق مع امتلاء ثلاجات التخزين بكميات بطاطس من العروة السابقة.
وأشار المصدر إلى أن الوزارة تسابق الزمن لتطبيق قانون الزراعات التعاقدية ليضبط هذه الأوضاع ويعيد الاستقرار والتوازن لسوق البطاطس.
وقال الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، خلال حديثه إلى “مصراوي”: “إن مصر صدرت كمية بطاطس بفارق 10 آلاف طن عن العام الماضي”.
يُذكر أن قطاع الحجر الزراعي كشف عن ارتفاع صادرات مصر من البطاطس بواقع 566 ألف طن لدول أوروبا والخليج وروسيا.
وأكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة ارتفاع صادرات مصر من البطاطس حتى الآن منذ بداية العام إلى 556 ألف طن لدول أوروبا والخليج وروسيا، وهي نسبة مرتفعة.