الأدب
أين يقع عرش الشيطان؟ .. ما يقوله التراث الإسلامى فى المسألة
يشغل الشيطان مساحة كبرى فى التراث الإسلامى، باعتباره العدو الأول، الذى تجب محاربته، لأنه وجنوده لا يتوقفون عن الإفساد وإثارة الفتنة، لكن أين هو الشيطان وأين ممكته وعرشه؟
يقول كتاب “البداية والنهاية” للحافظ بن كثير فى هذه المسألة:
فإبليس لعنه الله حى الآن، منظر إلى يوم القيامة، بنص القرآن، وله عرش على وجه البحر، وهو جالس عليه، ويبعث سراياه يلقون بين الناس الشر والفتن، وقد قال الله تعالى: “إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا” [النساء: 76] .
وكان اسمه قبل معصيته العظيمة: عزازيل.
قال النقاش: وكنيته (أبو كردوس) ولهذا لما قال النبي ﷺ لابن صياد: ما ترى؟ قال: أرى عرشًا على الماء، فقال له النبي ﷺ:
” اخسأ فلن تعدو قدرك” فعرف أن مادة مكاشفته التي كاشفه بها، شيطانية، مستمدة من إبليس، الذي هو يشاهد عرشه على البحر، ولهذا قال له اخسأ فلن تعدو قدرك، أي لن تجاوز قيمتك الدنية، الخسيسة، الحقيرة.
والدليل على أن عرش إبليس على البحر، الذي رواه الإمام أحمد، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنى معاذ التميمي، عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله ﷺ:
“عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم، يفتنون الناس، فأعظمهم عنده منزلة، أعظمهم فتنة للناس”.
وقال أحمد: حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول، سمعت رسول الله ﷺ يقول:
“عرش إبليس على البحر، يبعث سراياه، فيفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة” تفرد به من هذا الوجه.
وقال أحمد: حدثنا مؤمل، حدثنا حماد، حدثنا علي بن زيد، عن أبى نضرة، عن جابر، بن عبد الله قال، قال رسول الله ﷺ لابن صائد: “ما ترى”؟
قال: أرى عرشًا على الماء، أو قال: على البحر حوله حيات.
قال ﷺ: ” ذاك عرش إبليس” هكذا رواه في مسند جابر.
وقال في مسند أبي سعيد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا على بن زيد، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد، أن رسول الله ﷺ قال لابن صائد:
“ما ترى”؟
قال: أرى عرشًا على البحر حوله الحيات.
فقال رسول الله ﷺ: “صدق، ذاك عرش إبليس”.
وروى الإمام أحمد، من طريق معاذ التميمي، وأبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله ﷺ:
“إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم”.
وروى الإمام مسلم، من حديث الأعمش، عن أبي سفيان، طلحة بن نافع، عن جابر، عن النبي ﷺ قال:
“إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة، أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: مازلت بفلان حتى تركته، وهو يقول: كذا وكذا.
فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئًا. ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله.
قال: فيقربه، ويدنيه. ويقول: نعم أنت”.