أخبار مصر

مصراوي داخل حجر “أهل مصر”.. مواجهة مباشرة مع “كورونا” (معايشة)

كتب – أحمد جمعة:

تصوير – نادر نبيل:

وقف المهندس أسامة عبده، خلف ناصية زجاجية يتابع الحركة الاعتيادية بمستشفى “الحجر الصحي” التابع لمؤسسة “أهل مصر” بالقاهرة الجديدة، يخفف من توتره المعتاد في مثل هذه الأوقات بعد أخذ مسحة لتحليل “كورونا” في جسمه، وهل تحول إلى سلبي أم لا يزال في عداد المصابين.

ظلّ أسامة يفكر في حاله وهو الذي دخل يومه الـ23 متنقلًا في رحلة بين 3 مستشفيات منذ إبلاغه بإيجابية تحاليله، بدأها بحميات إمبابة بعدما ارتفعت درجة حرارته لـ3 أيام مع شعوره بآلام في الجسد، ثم عزله داخل مستشفى الشيخ زايد آل نهيان لمدة 11 يومًا، وتحويله بعد استقرار حالته وحصوله على البرنامج العلاجي إلى الحجر الصحي بالقاهرة الجديدة، حيث يقضي أيامه لحين تحول العينة إلى “سلبية”.

1

قطع تفكير “أسامة” اتصال من أحد أطباء “الحجر” يخبره بتعافيه؛ لينهار حمل ثقيل من على كتفيه “كنت في منحة ومستعدًا للقاء الله”. خرَّ ساجدًا، طاوياً صفحة عصيبة من حياته “بنحارب طواحين هواء، ومرض مجهول مش عارفين عنه حاجات كتير”.

وعلى هذا المنوال؛ بين إصابات جديدة وتعافٍ، تمضي الأرقام داخل مقار “الحجر الصحي” على مستوى الجمهورية، والتي وصل عددها لنحو 14 مقرًا إلى الآن وفق مصدر بوزارة الصحة، بعدما اعتمدت الوزارة استراتيجية جديدة بنقل الحالات الخفيفة والمتوسطة مباشرة إلى تلك الأماكن، على أن تُخصص مستشفيات العزل للحالات الحرجة والتي تحتاج إلى تدخل طبي شامل.

حتى أواخر الأسبوع الماضي، جرى تحويل 255 مصابًا إلى حجر “القاهرة الجديدة”، تعافى منهم 65 حالة، فيما تم نقل 3 حالات إلى أحد مستشفيات العزل بعد تزايد أعراض الفيروس عليهم، بحسب الدكتور أحمد فريد مدير الحجر الصحي.

2

يتكوّن المستشفى من 4 طوابق، خُصص الأول سكنًا ومكاتب إدارية للفريق الطبي والعاملين، وجزء من الدور الثاني سكنًا للممرضات، والباقي غرفًا لعزل المرضى.

يوضح “فريد” لمصراوي، أنه تم انتداب الأطقم الطبية من بعض المستشفيات لمتابعة الحالة الصحية لمصابي كورونا، إذ يضم الحجر 15 من التمريض، و4 أطباء بشريين، وصيدلي، و2 فني معمل، بخلاف الخدمات المعاونة من العمل والأمن والمخازن؛ ليصل العدد إلى نحو 50 فردًا، يعملون لمدة أسبوعين كاملين، قبل أن يتم إنهاء مهمتهم ويتسلم منهم فريق آخر.

في الأساس، يعمل فريد طبيبًا مقيماً متخصصًا في العظام بمستشفى المطرية التعليمي، قبل أن يتم تكليفه بالإشراف على الحجر الصحي في القاهرة الجديدة. لم يرفض أو يتردد بل كان قراره حاسمًا “كنت أنتوي الالتحاق بأحد أماكن العزل في رمضان، على أساس أنها مهمة في سبيل الله وثواب عظيم”، كما لم يضع الحسابات المالية في حسبانه “مسألتش هناخد كام أو أي مكافآت.. قلت لازم أقوم بمهمتي على أكمل وجه”.

3

أقنع فريد أسرته بذهابه إلى مستشفى “الحجر”، وكانت الصعوبة أنه لم يمضِ على زواجه أكثر من 3 أشهر “فرحي كان في فبراير الماضي، ودي كانت الصعوبة في إقناع ووالدي ووالدتي وزوجتي، حتى تقبلوا الأمر جميعًا”.

“روتين الحجر”

يمضي الروتين اليومي داخل الحجر الصحي على ثباته، ففي الصباح يمر التمريض على جميع الغرف لقياس درجة الحرارة ونسبة الأكسجين في الدم والنبض، وكذلك فنيا المعمل لسحب عينات من المصابين وفق جدول زمني “هناك كشف بأسماء المصابين، ويتم سحب عينات كل 48 ساعة منهم”، ثم توزع الوجبات وفق مواعيد ثابتة “بعض المرضى يصومون رمضان، وبعضهم أخذ برخصة الإفطار”، مع وجود بعض الأنشطة للترفيه عنهم “داخل كل دور كافتيريا، ومتاح خروج بعضهم لتوقيت محدد داخلها، ولدينا منطقة في وسط المبنى نُشغّل فيها أغاني أو أدعية رمضانية كنوع من أنواع التغيير”.

4

كما يشمل نظام العمل بالحجر، تسجيل بيانات جميع المرضى يوميًا بين “خروج أو دخول أو تحول نتائجهم وموعد سحب العينة” على نظام إليكتروني مرتبط بالغرفة المركزية بوزارة الصحة، والتي يُمكّنهم من المتابعة على مدار الساعة.

لكي يخرج أي مصاب بكورونا من الحجر ويتأكد شفاؤه، يجب أن تخرج النتيجة سلبية في آخر تحليلين له، وفق “فريد”، الذي يرى أهمية تخصيص أماكن جديدة لـ”الحجر الصحي”؛ لتخفيف الضغط على مستشفيات العزل، والتي لا تستوعب الزيادة اليومية المضطردة في عدد المصابين “في النهاية أعراضهم خفيفة أو بدون أعراض تُذكر، ويحتاجون للعزل فقط حتى اكتمال شفائهم”.

أصعب ما في مهمة “فريد” ورفاقه، هيّ لحظة إبلاغ نتيجة التحليل للمرضى، خاصة الذين استمرت عيناتهم إيجابية “بنحاول نعرفهم بطريقة مناسبة بحيث نستطيع امتصاص غضبهم”، ويتذكر ذلك اليوم الذي أبلغ سيدة محتجزة مع ابنها جراء إصابتهما بكورونا، وجاء تحليلها سلبيًا للمرة الثانية وتعافيها، فيما استمر تحليل ابنها إيجابيًا “صممت تقعد معاه حتى وهو إيجابي، وفضلت زعلانة وتعيط”، في نهاية المطاف أقنعها الأطباء بالجلوس في غرفة أخرى مع استمرار متابعته حتى تعافيه.

5

“مأمورية حجر”

الدكتور محمود علي، وهو طبيب مقيم جراحة عامة بمعهد السكر والغدد الصماء، التحق قبل أسبوعين بالحجر الصحي في مأمورية عمل؛ لمتابعة الحالة الصحية للمرضى الذين في نظره لا يحتاجون أكثر من ذلك “الحالات التي تأتي إلى هنا تكون بدون أعراض أو أعراض قليلة جدًا، وينتظرون أن تتحول عيناتهم إلى سلبية فقط”، حدث ذلك مع جميع المصابين باستثناء 3 حالات فقط عادوا إلى مستشفى العزل من جديد “ارتفعت درجة حرارتهم، وانخفضت نسبة الأكسجين في الدم”، وبالتالي جاء قرار الفريق الطبي بعودتهم من جديد “مستشفى العزل إمكانياته الطبية أعلى من هذا المكان”.

التعامل النفسي مع المرضى جزء من أساليب العلاج داخل مقار الحجر الصحي ومستشفيات العزل، بالنظر إلى قضائهم فترة تصل لـ14 يومًا في المتوسط داخل الغرفة نفسها، ولا يُسمح لها بالخروج كثيرًا منعًا للاحتكاك مع باقي المرضى أو العاملين “الحجز في المستشفى صعب على أي حد، وبنحاول نهوَّن عليهم قدر الإمكان”، لكنه يلفت إلى ملاحظة وجود 60% من الحالات لأسر أو أقارب أو لأشخاص يعملون في مكان واحد.

6

يقول علي “هناك رجل وابنه وبناته الثلاثة، و3 شقيقات، ورجل وزوجته، وأم وبنتاها الاثنتان”، بخلاف السيدة التي خرجت قبل أيام بعد فقدان زوجها جراء إصابته بالفيروس “الموضوع صعب نفسيًا على الجميع، وبنحاول نكون معاهم على قد ما نقدر”.

برغم صعوبة التعامل مع الجائحة التي يعيشها العالم، والإصابات المتكررة بين الأطقم الطبية، ينظر الطبيب محمود دائمًا إلى دوره بـ”المهمة المقدسة”، التي أقسم عليها اليمن منذ اليوم الأول لعمله بأن (يراقب الله في مهنته، وأن يصون حياة الإنسان في كافة أطوارها)، ولذا فهو واجبه مثلما هوّ واجب الآلاف من الأطقم الطبية على الخطوط الأولى من المواجهة المباشرة مع الفيروس القاتل “إحنا أطباء علشان لازم نسد في المواقف اللي زي دي.. ولو مقمناش بدورنا مين هيقوم به؟!”.

7

على الغرار كان دور الدكتور مصطفى الصاوي، طبيب الأطفال الُمنتدب من مستشفى الجلاء التعليمي، متابعة الأطفال داخل “الحجر الصحي” بشكل أساسي، لكنه مع ذلك يشارك في مناظرة باقي الحالات “فيه أطفال محجوزون، لكنني لا أكتفي بالمرور عليهم فقط، وأتعامل مع الجميع”، موضحًا أن نسبة الأطفال داخل أماكن الحجر لا تتجاوز 10% من العدد الإجمالي للمصابين.

وللأطفال معاملة خاصة حسبما يقول “الصاوي”، فهم لا يعرفون الكثير من طبيعة المرض أو طرق انتقال العدوى، كما تكون الإجراءات الوقائية صعبة عليهم في الكثير من الأوقات “ارتداء ماسك بصفة مستمرة مشكلة لأغلب الأطفال، وبحاول أفهمهم بهدوء أهميته”.

8

الوضع في نظره يكون أصعب حال وجود أطفال دون شخص من أسرتهم “هنا أطفال لوحدهم، 9 سنين و11 سنة”، وتكون لهم أيضًا معاملة استثنائية بزيادة نسب المرور الدورية طوال اليوم عن طريق التمريض مع تواجده باستمرار.

“تمريض الأزمة”

كلما تحدثت أسماء بهاء مشرفة التمريض، مع أهلها عبر “الفيديو كول”، كلما انهمرت دموعها على فراقهم وخوفهم عليها من الإصابة بالفيروس، وهيّ التي لم تغب عن منزلها لتلك المدة من قبل.

9.

انتدبت “أسماء” للانتقال إلى الحجر الصحي مع عدد من زملائها بمعهد شلل الأطفال، بجانب اثنتين من معهد الكبد القومي؛ ليكونوا في طليعة الفريق الطبي بحجر القاهرة الجديدة، وهناك وضعوا نظام العمل الداخلي الذي سيسير عليه تباعًا باقي الأطقم التي تعمل لاحقًا. ترى أنهم عانوا من الإرهاق نتيجة المتابعة المستمرة طوال 14 يومًا للمرضى دون إجازة “الموضوع مرهق جدًا والناس بتتعب أكتر من تخيل أي حد، شغالة بقالي 5 سنين وعمري ما تخيلت إن أمر بمثل هذه الأيام”، فلا تنام أكثر من 4 ساعات وفق قولها.

“مينفعش أتعامل مع الحالات على أنها موبوءة أو بخوف منهم”، تلك العبارة من الأساسيات التي وضعتها مشرفة التمريض أثناء مناظرة مرضى كورونا، وأخبرت زملاءها بها، بالتوازي مع ذلك اتخاذ الإجراءات الوقائية حتى لا تنتقل إليهم العدوى “لازم أتعامل معاهم بود وبساطة”، ففي النهاية تحمي الواقيات الشخصية من العدوى حال ارتدائها بشكل صحيح “كلنا مُعرضون للمرض، وفي الآخر لازم منفقدش الإنسانية”.

كان أصعب ما في عمل الأسبوعين لجميع الفريق الطبي هو لحظة اكتشاف ظهور إصابات بكورونا بينهم. يقول مدير الحجر الصحي إن هناك 4 من التمريض، واثنان من العمال وفني معمل أصيبوا بالفيروس.

10

انتقل الستة من غرف الفريق الذي يُشرف على رعاية المصابين، إلى غرف المصابين نفسها. لا تزال الممرضة جومانا أيمن تتذكر هذا اليوم “شعورنا كان صعبًا، إنك تبلغ زميلك اللي بتأكل وتشرب معاه بإصابته”، لكنهم على أي حال راضون بقدر الله “متماسكون ويعرفون من البداية إنهم ممكن يتصابوا، وتقبلوا الوضع وإن شاء الله هيخفوا قريباً”.

وبعد ظهور هذه الإصابات، قررت الممرضات عزل أنفسهن منزليًا بعد الخروج من الحجر الصحي “كلنا مأجرين شقة على حسابنا نخرج نتعزل فيها علشان خايفين على أهلنا”.

الخدمات المعاونة لها دور أيضًا في تجهيز مقر الحجر، إذ انتدب محمد عثمان؛ ليتولي مسؤولية المخزن، وبه يتسلم جميع المستلزمات الطبية والأدوية ويتولى صرفها، ورغم بعض المخاوف التي راودته إلا أنه أتمَّ إجراءات انتدابه وظلَّ بعمله لأسبوعين متواصلين “قمنا بشغلنا على أكمل وجه ولم نقصر يومًا”.

11.

وكان ثروت محمد المكلف بتعقيم المبنى، مختلفًا بعض الشيء، إذ دفعه بحثه عن العمل إلى تولي مهمة التعقيم بالحجر الصحي، وكان شرطًا أن يرتدي الملابس الوقائية بشكل كامل منعًا لإصابته “جاي علشان عندي عيال عاوز أكل عيش”، لم يخش كورونا، ولم تشغله الإصابات المتزايدة مؤخرًا، يقول ضاحكًا “مبخفش والمناعة حديد”.

وترى الدكتورة هبة السويدي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “أهل مصر” التي أشرفت على تجهيز مقر الحجر الصحي، أن تضافر جهود المؤسسات والشركات الخاصة يسهم في دعم الجهود المقدمة للأطباء في عملهم لرعاية وعلاج المصابين، مضيفة أن الأمر ليس تفاخرًا بانفراد جهة بعينها بتقديم العون والمساعدة، ولكن العبرة في تكاتف الجميع من لأجل تخفيف حدة الأزمة وتبعاتها السلبية.

12

“ساعة الفرج”

بمجرد أن أخبر الدكتور مصطفى الصاوي، المهندس أسامة عبده بسلبية التحليل الثاني، تهللت أساريره؛ ليطلب منه أن ينتظره عند بداية المدخل المخصص لسير المرضى، محافظًا على ارتداء كمامته. كان وقع قدوم أسامة مختلفًا هذه المرة، فهيّ الأولى التي يمر من هذا المسار معافٍ من كورونا، بعدما سبق وأن مرَّ منه مصابًا للمرة الأولى يوم 25 أبريل.

سبقت عبارات الشكر غير المنقطع التحية بين الرجلين؛ ليقول أسامة للصاوي “تعبناكم، وتحملتم الخطر علشانا وإن شاء الله ترجعوا لأهلكم بكل خير وسلام”، بعدها وقف يسأل عن إجراءات ما بعد انتهاء الحجر الصحي، ليبلغه بالمكوث في منزله عزلًا منزلياً لأسبوعين جدد على أن يكون في غرفة منفصلة وحمام منفصل حال توفر ذلك.

سأله مجددًا “هل ممكن نُصاب تاني؟”، ليخبره الصاوي أنه لم يثبت في مصر على وجه التحديد إصابة متعافين من كورونا، وفي العموم فأي فرد أصيب بالفيروس تكونت لديه أجسام مضادة؛ ليصبح أكثر مناعة من الشخص العادي.

كان السؤال الأخير خوفًا من أسامة على أسرته “هل ممكن نعدي حد؟”، جاوب الصاوي بالنفي، لكنه على أي حال فالجميع لا يعرف كل شيء عن كورونا، وبالتالي طالبه بالتزام إجراءات العزل المنزلي من باب الاحتياط.

13

طوال فترة إصابته كان وضع أطفال أسامة وزوجته هو أكثر ما يؤرقه، إذ استمر بالمنزل 3 أيام يعاني من ارتفاع درجة حرارته، وآلام بجسده، قبل أن ينتقل إلى حميات إمبابة وهناك ناظروه وأجروا تحليلًا أثبت إصابته بـ”كورونا”، ليتم نقله إلى مستشفى العزل “كنت مدمر نفسيًا، الرعب كان على ولادي”، وطمأنه مكتب الصحة في القليوبية بسلامتهم بعدما أجروا تقصيًا لأسرته بعد نقله للعزل.

أجرى الرجل الأربعيني 9 تحاليل منذ دخوله إلى الحميات، كان الأول إيجابياً، ثم توالى النتائج بين سلبية وإيجابية، حتى استقرت سلبيتين في المرتين الأخيرتين “فضلت إيجابي ثم سلبي، ثم إيجابي ثم سلبي، حتى أصبحت سلبية مرتين حالياً”.

14

“زوجان في العزل”

نُقل مصطفى عبدالحميد وزوجته إلى الحجر الصحي بعد 9 أيام من تواجده في مستشفى 15 مايو للعزل الصحي، فكان بلا أعراض، وبدون إجراء “تحليل الاطمئان” لم يكن ليعرف بإصابته بـ”كورونا” وزوجته، لكنه غير قادر على تحديد مصدر العدوى على وجه التحديد.

يرى “عبدالحميد” أن تواجد زوجته معه في المستشفى ومقر الحجر خفف من وقع الإصابة على نفسه: “بحمد ربنا إنها معايا؛ لأنها خففت عني كتير”، لكنهم افترقا لأول مرة منذ بداية رحلة الإصابة، إذ خرجت نتيجة تحليله سلبية، فيما لا تزال هيّ إيجابية: “نصي التاني موجود هنا، ودي حاجة حزينة؛ لأننا بدأنا الأزمة مع بعض واتفرقنا دلوقتي”، قبل أن يختتم حديثه: “هذه أكبر مشكلة في كورونا أنها تُفرق الأحباب”.

مصراوي داخل حجر "أهل مصر".. مواجهة مباشرة مع "كورونا" (معايشة)

معايشة “مصراوي” بـ”الحجر الصحي” في “القاهرة الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *