الأدب
طيرى يا طيارة.. الطائرة الورقية تملأ سماء القاهرة تعرف على تاريخها
“طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان.. بدي أرجع بنت صغيرة على سطح الجيران، وينساني الزمان على سطح الجيران” هكذا تغنت السيدة فيروز فى أحد أروع أغانيها مستذكرة فترة الطفولة واللعب بالطائرة الورقية.
بعدما قل استخدمها خلال السنوات الماضية، جاء زمن “كورونا” ليعيد الطائرات الورقية إلى الواجهة، وأصبحت سماء القاهرة والمدن المصرية المصرية خاصة فى الأوساط الشعبية، تمتلئ بالطائرات الورقية، والتى تعد متعة خالصة تجذب الناس صغارا وكبارا.
لكن الطائرة الورقية لعبة الطفولة والشباب المفضلة بتاريخها الطويل، له تاريخ وماضى عريق بعيدا عن كونها لعبة، يتجاوز عمرها الآن أكثر من ألفى عام.
وبحسب كتاب “حكايات علمية للصغار” تأليف حمزة الجبالي، كان أول اختراع للطائرات الورقية كان في الصين قبل حوالي ألفي عام، وظهرت للمرة الأولى في اليابان خلال فترة “هيان” التاريخية (794-1185)، وكانت تعرف حينها بـ”الصقور الورقية”، ولم تكن حينها تستخدم للعب فقط، حيث تم استخدامها لنقل الرسائل السرية عبر الخنادق المائية المحيطة، و داخل الأبراج الرئيسية.
وكما كان للطائرات الورقية تواجد فى الثقافة العربية، فتذكر عدد من المراجع التاريخية، أن مسيلمة الكذاب امتاز بخدعتين استجلبت أنظار الناس له وهما (بيضة القارور) و(راية الشادن) فحسب كتاب الحيوان للجاحظ, فقد سار مسيلمة في أسواق العرب حتى تعلم من الحواة و المشعوذين طرقًا يستجلب بها أنظار الناس كي يأمنوا بنبوته المزعومة فكان يضع البيضة في الخل مدة طويلة فتصبح أشبه بالمطاط، ويخدع بها الأعراب البسطاء بأن يدخلها في القارورة الزجاجية، وصنع طائرات ورقية أو كما كانت تسمى وقتها براية الشادن وزعم أنها الملائكة تنزل عليه وذلك بأن أتى بها في ليلة مظلمة عاصفة ووضع فيها سلاسل فأرتاع الناس وزعم أن من نظر إليها خطف بصره.