أخبار مصر

وزير الأوقاف: الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة والفهم المستنير

كتب- محمود مصطفى:

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الحديث عن الكمال والجمال ومحاسن ومكارم الأخلاق الموجود في كتاب الله “عز وجل” لم ولن ينقطع، وإن القرآن الكريم أكد على أهمية أن تكون الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة وفقه وفهم مستنير.

وتحدث جمعة، عن أنه في إطار غرس القيم الإيمانية الصحيحة وإظهار الصورة المشرقة للفكر الإسلامي الصحيح، وفي ضوء العناية بكتاب الله “عز وجل” وبيان مقاصده وأسراره.

وقال خلال حلقات برنامج (في رحاب القرآن الكريم) بعنوان (كتاب الجمال والكمال): القرآن الكريم كما تحدث عن “الصبر الجميل” و”الصفح الجميل”، ومكانة الرسول صلى الله عليه وسلم والسنة النبوية الشريفة، وعلم قيام الساعة وبر الوالدين، وأسرار البيان القرآني، ومكانة العلم النافع والعلماء، والوفاء بالحقوق، والأحداث الكونية، وأهمية التثبت والتحري في تناول الأخبار ومراعاة الخصوصية والآداب، والإيمان والمؤمنون، والأدب مع الله تبارك وتعالى، والأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، تحدث أيضا عن أهمية الدعوة إلى الله تعالى على بينة وفهم وبصيرة وتوفيق وعلم.

وأكد وزير الأوقاف، أن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى بالشروط السابقة هي من أفضل وأجل الأعمال، يقول تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”، ويقول سبحانه مخاطبا نبينا (صلى الله عليه وسلم): “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”، وقد قالوا: من تعلم العلم ثم عمل بما تعلم وعلم الناس، فذلك يُدعى عظيمًا في ملكوت الله تعالى، ويقول سبحانه: “قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، ويقول تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا”.

وأوضح وزير الأوقاف، أن الدعوة إلى الله تعالى هي مهمة الأنبياء والرسل (عليهم السلام)، ومن اختارهم الله تعالى واصطفاهم لدعوته، فينبغي على الداعية إلى الله تعالى أن يكون أهلا للدعوة، وأن يفقه طرقها وأساليبها، وأن يتعلم من سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، حيث يقول الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) والخطاب له ولأمته ولكل داعية إلى الله تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”.

وأضاف: ولا يمكن أن تكون الدعوة فيها حكمة إذا لم تكن الوسيلة بها حكمة، فمن لا يحسنون الدعوة ويتشددون ويشددون على الناس بدلًا من أن يكونوا دعاة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، أصبحوا صادين ومنفرين عن دين الله (والعياذ بالله)، ولنا في سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأسوة الحسنة، فحينما جاء أعرابي لا يعرف آداب المسجد فبال فيه، فقام الناسُ إليه ليقعوا به، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): “دعوهُ وأريقُوا على بوله سجلًا من ماءٍ، أو ذنوبًا من ماءٍ، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا مُعسرين”، وفي رواية أن الأعرابي ضاق بمن قاموا ليزجروه، فقال: “اللهمَّ ارحمني ومحمدًا، ولَا ترحمْ معنا أحدًا”، فالتفَتَ إليهِ النبيُّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) فقال: “لقدْ تَحَجَّرتَ واسعًا”، أي ضيقت أمرًا واسعًا، إذا دعوت بالرحمة والسعة فادع للناس أجمعين.

وذكر وزير الأوقاف بعض النماذج الرائعة من تعليم النبي (صلى الله عليه وسلم) بالحكمة والموعظة الحسنةن منها أن فتى شابًّا أتى النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) فقال: “يا رسول الله، ائذن لي في الزنا!”، ومع هذا لم يزجره ولم ينهره وإنما دعاه بالحكمة والموعظة الحسنة، فقال (صلى الله عليه وسلم): “أتحبه لأمك؟”، قال الفتى: لا والله، جعلني الله فداءك، قال (صلى الله عليه وسلم): “ولا الناس يحبونه لأمهاتهم”، قال (صلى الله عليه وسلم): “أفتحبه لابنتك؟”، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال (صلى الله عليه وسلم): “ولا الناس يحبونه لبناتهم”، قال (صلى الله عليه وسلم): “أفتحبه لأختك؟”، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال (صلى الله عليه وسلم): “ولا الناس يحبونه لأخواتهم”، قال (صلى الله عليه وسلم): “أفتحبه لعمتك؟”، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال (صلى الله عليه وسلم): “ولا الناس يحبونه لعمَّاتهم”، قال (صلى الله عليه وسلم): “أفتحبه لخالتك؟”، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال (صلى الله عليه وسلم): “ولا الناس يحبونه لخالاتهم” ، قال: فوضع يده (صلى الله عليه وسلم) على صدره، وقال (صلى الله عليه وسلم): “اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصِّن فَرْجَه”، يقول الفتى: “دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا لا أقدر على ترك الزنا، وخرجت والزنا أبغض شيء إلى نفسي”.

وتابع وزير الأوقاف: وكذلك من النماذج السامية في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ما فعله سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حينما دخل سيدنا معاوية بن الحكم السلمي (رضي الله عنه) يصلي، وكان حديث عهد بالإسلام وسمع رجلًا عطس فأراد أن يشمّته، فقال له: يرحمك الله، فأخذ أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ينظرون إليه في الصلاة، يريدون أن يسكتوه، فقال ما شأنكم تنظرون إلي؟!، يقول: فأخذوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعلمت أنهم يصمتونني فصمت، فلما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الصلاة أقبل عليه يعلمه فقال الصحابي الجليل: والله ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أرفق منه ولا أحسن منه تعليمًا، والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني إنما قال (صلى الله عليه وسلم ): “إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والذكر وقراءة القرآن”.

وأوضح وزير الأوقاف الأنموذج الفريد في الرحمة بالمخطئ والأخذ بيده وتعليمه من خلال ما رواه سيدنا أبوهريرة (رضي الله عنه) حيث يقول: بينما نحن جلوس عند النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: ما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي، وأنا صائم –وفي رواية: أصبت أهلي في رمضان– فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال (صلى الله عليه وسلم): فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال (صلى الله عليه وسلم): فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟، قال: لا، فمكث النبي (صلى الله عليه وسلم) فبينما نحن على ذلك أُتى النبي (صلى الله عليه وسلم) بعرق فيه تمر – والعرق: المكتل – قال: أين السائل؟ قال: أنا، قال: خذ هذا فتصدق به، فقال الرجل: على أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها –جانبيها– أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى بدت نواجذه، ثم قال: “أطعمه أهلك”، وكما قال معاوية بن الحكم السلمي (رضي الله عنه): “والله ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أرفق منه ولا أحسن منه تعليمًا”.

وزير الأوقاف: الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة والفهم المستنير

الدكتور محمد مختار جمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *