تمر هذه الأيام الذكرى 1136، على رحيل الأمير أحمد بن طولون، أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية فى مصر والشام، إذ رحل فى مايو عام 884م، وكان أول من استطاع الاستقلال بحكم البلاد، بعد القضاء الثورات المعارضة للخليفة العباسى أبو العباس المعتمد على الله، فكفأه بحكم مصر.
يقال إن أحمد بن طولون تركى مستعرب من عشيرة الطغزغز، أمه جارية اسمها قاسم وقيل هاشم، كان أبوه مملوكاً أهداه نوح بن أسد السامانى عامل بخارى إلى المأمون فى جملة رقيق حمل إليه سنة 200هـ/816م, فرقاه الخليفة المأمون حتى صار من جملة الأمراء، وقيل إن طولون تبناه ولم يكن أحمد ابنه.
وبحسب “موسوعة النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة” لابن تغرى بردى، فإن الناس منقسمون حول نسبه إن كان ابن طولون أو بن يلبخ التركى، وأمه قاسم جارية طولون، لكن البعض كذب تلك الرواية ويروا أنه ابن طولون، وهو رجلا من طغزغز، ولده من جاريه ومات أبوه سنة 240، وقيل 230هـ.
وعلى مدار تاريخ الإسلامى كان هناك العديد من الملوك والحكام والخلفاء الذين كانت أمهاتهم جوارى ووصلوا إلى سدة الحكم، وكان لهم شأن عظيم، ومنهم:
الخليفة المنصور
كان الخليفة المنصور ثانى الخلفاء العباسيين، أحد أبناء الجوارى الذين وصلوا إلى الحكم، فأمه هى سلامة بنت بشير، جارية بربرية من قبيلة نفزة الامازيغية فى تونس، أصبحت جارية لمحمد بن علي بن عبد الله بن العباس فولدت له ابنه الخليفة ابو جعفر المنصور سنة 95 هـ في قرية الحميمة جنوب الأردن.
الخليفة المأمون
الخليفة المأمون بن الخليفة العباسى هارون الراشيد بن جارية تدعى مراجل، وهى جارية فارسية الاصل وقيل باذغيسية وولاية بادغيس اليوم محافظة تقع شمال غرب افغانستان , كانت مراجل احدى جواري الخليفة العباسي هارون الرشيد وقد انجبت له ابنه الخليفة عبد الله المأمون في منتصف ربيع الأول من سنة 170 هـ وهي الليلة التي توفي فيها الخليفة موسى الهادي وتولى فيها زوجها الرشيد الخلافة، إلا أن مراجل ماتت فى نفاسها في نفس العام .
عبد الرحمن الناصر
أحد أعظم خلفاء دولة الأندلس، كانت أمه جاريه أسبانية، لأبيه محمد ابن الأمير عبد الله بن محمد سابع أمراء دولة بني أمية في الأندلس، وأمه جاريه إسبانية نصرانية تدعى ماريا أو مزنة، كما تشير الروايات الأجنبية، وهى مسيحية أوروبية.
هشام المؤيد بالله
بن الحكم المستنصر بن عبد الرحمن الناصر الأموى، ولى عهد دولة الخلافة الأموية الأندلسية، كانت والدته جارية الحكم الأثيرة صُبح البشكنشية، والتى ذاع صيتها بالطموح إلى جانب ما اشتهرت به من حسن ودلال. ومات الحكم المستنصر عام 366هـ، وترك ولي عهده هشام الصبي الصغير في حضانة أمه الجارية.
تحدث الرواة كثيرًا عن علاقة حب – نبيل أو آثم – بين الجارية الشابة، أثيرة الحكم الشيخ، والأمير محمد بن أبي عامر، الشاب الوسيم القوي، الذي عيّنه الحكم مديرًا لأملاكها، وأملاك الأمير الصغير، ثم وثق في كفاءته، فأسند له الوزارة تلو الوزارة، حتى أصبح في يده أكثر من نصف خطط الدولة الحيوية.
الخليفة العباسى المستنصر بالله
ولد المستنصر بالله سنة 588 هـ من جارية تركية، كان جده الناصر يسميه القاضي لوفرة عقله. بويع بالخلافة في بغداد بعد وفاة أبيه عام 623 هـ. نشر العدل وبذل الإنصاف في القضايا. كرم أهل العلم والدين وقربهم، وأنشأ المساجد والمدراس والمستشفيات وعمل على تجميع الجيوش للدفاع عن دولة الإسلام.
وبحسب كتاب “دور الجواري والقهرمانات في دار الخلافة العباسية” تأليف سولاف فيض الله حسن، فإن الظاهر بأمر الله، كانت له جارية اسمها نسمة، من أصول تركية، وأم ولده المنصور، الذى أصبح مستقبلا المستنصر، والمعلومات قليلة عنها، بحسب المؤلفة.
المستعصم بالله
آخر خلفاء العباسيين فى العراق، قبيل الغزو التتارى وسقوط عاصمة العباسيين، كان ابن جارية تدعى هاجر، كانت جارية اشتراها الخليفة المستنصر بالله العباسي، وفي سنة 609 هـ انجبت له ابنه عبد الله المستعصم بالله الذي اعتلى عرش الخلافة العباسية خلفاً لابيه سنة 640 هـ ليكون اخر خلفاء بني العباس في العراق بعد ان قتله المغول سنة 656 هـ وانهوا الخلافة العباسية في بغداد. لكنها لم تشهد هذه الخاتمة اذ توفيت قبل ذلك بعشرة أعوام. كما انجبت له ابنه الاخر الامير أبو القاسم عبد العزيز.
الخديو توفيق
سادس حكام مصر من الأسرة العلوية، هو الابن الأكبر للخديو إسماعيل الذى ولد فى القاهرة 15 نوفمبر 1852 وأمه شفق نور كانت مستولدة للخديوى إسماعيل وليست ضمن زوجاته الأربع، وربما يكون ذلك سبب عدم إرساله مع باقي أبناء إسماعيل للدراسة في أوروبا، وذلك يفسر أيضاً العلاقة السيئة بين توفيق وأبيه والتى تجلت بعد عزل إسماعيل في نأي توفيق عنه وإقصاء كل رجاله.
