عالمة الآثار والمترجمة ماريا رايشة سبب تسجيل موقع النازكا على التراث العالمى
عالمة آثار ورياضيات ومترجمة ألمانية اشتهرت بأبحاثها عن خطوط النازكا فى البيرو، هى ماريا رايشة، التى تحل ذكرى ميلادها فى مثل هذا اليوم، 15 مايو من عام 1903م، في دريسدن، ودرست الرياضيات والجغرافيا واللغة فى جامعة دريسدن التقنية، ومرت مارريا بمراحل كثيرة فى حياتها منها ما هو إيجابى ومنها السلبى الذى ترك اثرًا فى حياتها.
بدأن ماريا العمل فى بداية حياته كمربية ومعلمة لأبناء القنصل الألمانى فى مدينة كوسكو فى جنوب البيرو، وذلك فى عام 1932م، ونتيجة لإصابتها بالغنغرينة فقدت ماريا أحد أصابعها فى عام 1934 م، وفى نفس العام عملت كمدرسة فى ليما كما قدمت بعض الترجمات العلمية، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية قررت أن لا تعود إلى ألمانيا.
ماريا رايشة
أما فى عام 1940م، بدأت العمل فى مجال الآثار حيث أصبحت مساعدة لعالم الآثار الأمريكى بول كوسوك مكتشف خطوط النازكا وهى سلسلة من النقوش الصخرية القديمة التى تقع في صحراء نازكا في جنوب بيرو، اعتبرها اليونسكو موقعًا للتراث العالمي في عام 1994.
وفى عام 1946م، بدأت العمل على رسم خرائط لأشكال النازكا، واستمرت فى تخطيط المنطقة بعد ذهاب كوسوك عام 1948 م،
ماريا رايشة
وقامت ماريا ريشة بتفسير أطروحاتها فى كتاب بعنوان “لغز الصحراء” واستعملت العوائد التى جنتها منه لعمل حملة للمحافظة على الصحراء ولتعيين حراس ومساعدين فى عملها، وقالت أن بناة النازكا استعملوا هذه الخطوط كتقويم شمسى ومرصد فلكى، ولأنه لا يمكن رؤية الأشكال التى تمثلها هذه الخطوط بوضح إلا من أعلى، فقد أقنعت سلاح الجو البيروى بمساعدتها على تصوير المنطقة.
حازت نتيجة جهودها على ميدالية فخرية عام 1993 م وأصبحت مواطنة بيروية فى العام التالى، وفى عام 1995م، أعلنت اليونسكو خطوط النازكا موقعا للتراث العالمى.
ولكن تدهورت صحتها مع الزمن، مما جعلها المرض تعجز عن الحركة وأصيبت بأمراض جلدية، وفقدت بصرها، كما أصيب فى أعواها الأخير بالشلل الارتعاشى، لترحل عن عالمنا يوم 8 يونيو 1998م، متأثرة بسرطان المبيض، وقد كرمت رسميا ودفنت بالقرب من نازكا. حول بيتها إلى متحف.