الأدب
أشهر أساطير الخلق.. “نظرية أون” عند المصريين القدماء “التاسوع المقدس”
عندما وجد الناس أنفسهم على الأرض سعوا للمعرفة، بطرق مختلفة، منهم من تعلم عن طريق رسل الله، ومنهم من تعلم عن طريق الملاحظة والتأمل، وهذا الأخير أصاب وأخطأ، ومن ذلك نظرية “أون” فى الحضارة المصرية القديمة:
ظهرت هذه النظرية فى مدرسة مدينة أون – هليوبليس- (عين شمس الحالية) وعرفت بنظرية التاسوع (أي تشمل تسعة آلهة) وتقول: إن العالم قبل وجود الآلهة كان عبارة عن محيط أزلى لا نهائى من المياه وأطلق عليه “نون”، ومن هذا المحيط ظهرت روح “الإله أتوم” (أتوم من رع خبر) إله الشمس فى صورته الكاملة والذى خلق نفسه بنفسه بشكل ذاتى وكان يستقر على تل فوق تلك المياه.
ولما استشعر الوحدة قام بخلق رفقاء آخرين ثم لفظ من فمه ليخرج إله الهواء “شو” وآلهة الرطوبة “تفنوت”، ثم تزوجا وأنجبا إله الأرض “جب” وآلهة السماء “نوت”، اللذان أنجبا بدورهما أربعة آلهة وهم “أوزير” و”ايزة” و”ست” و”نفتيس” اللذان حدثت بينها الأسطورة الشهيرة وهي إيزة وأوزير “إيزيس، وأزوريس”، ومن ثم حكم حور “حورس” الأرض بعدما انتصر على ست فى الأسطورة، وتسرد الأسطورة بأن الأرض “جب” والسماء “نوت” كانا جزءاً واحداً ودخل بينهما الهواء “شو” وفصلها عن بعضهما.
وتتفق نظرية “الأشمونين” مع كثير من نظرية مدرسة “أون” وتختلف عنها فى بعض الأشياء:
و”الأشمونيين” مدينة تقع حالياً بنفس الاسم فى محافظة المنيا بصعيد مصر، وقد أطلق عليها اليونانيون اسم هيرموبوليس، وترى مدرسة الأشمونين أن العالم كان عبارة عن محيط أزلى، وكان معه خواص من الطبيعة تمثلت فى أربعة أزواج من الآلهة يمثل كل زوج جزءاً من الطبيعة، وهم (الظلام) والذى مثله زوج الآلهة كوك وكاوكت.
والفضاء ومثله حوح وحوحت، والعمق العظيم ويجسده نون ونونت، والظلمة والهواء يمثلهما آمون وآمونت، وتقول الأسطورة “إن الإله آمون قام بتحريك الهواء فتحركت المياه الراكدة فخرج منها التل الأزلى المكون من الطمى وفوق التل كانت هناك بيضة كونية باضتها الإوزة السماوية -تقول إحدى النصوص أن الإله أبيس هو من باض تلك البيضة، ولما انفجرت البيضة خرج منها طائر عظيم يعتقد أنه هو أبو منجل وهو رمز الإله تحوت إله الحكمة”، ونص آخر يقول إن من خرج من تلك البيضة هو الإله رع، وبظهوره انسحبت الآلهة الثمانية إلى العالم السفلى تاركة الإله رع فى الكون ليقوم بمهمة خلق البشر ومظاهر الكون، ويرى بعض العلماء أن فكرة ظهور البيضة وانفجارها تمثيل لفكرة الانفجار العظيم.