الفراعنة المحاربون.. أمنحتب الأول بنى إمبراطورية مصرية والعمال أحبوه
ابن الملك العظيم أحمس الأول من زوجته الشهيرة الملكة أحمس نفرتارى التى ساعدته وتولت الوصاية عليه عندما كان صغيرًا، هو أمنحتب الأول أول الملوك الذين يحملون هذا الاسم فى الأسرة الثامنة عشرة، ويعنى اسمه “آمون راضٍ أو “آمون سعيد”، وورث صفات جده وأبيه وقام بأخذ نفس السياسة في الداخل والخارج، فنراه يخرج في حملة عسكرية في بلاد الشام وراء حدود مصر الشمالية الشرقية.
وفي بداية فترة حكم خليفته الملك تحتمس الأول يذكر أن نطاق حكمه يمتد إلى نهر الفرات على الرغم من عدم بدء قيام تحتمس الأول بأية حملات عسكرية بعد.
أمنحتب الأول
ويقول كتاب “الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون” للدكتور حسين عبد البصير، بالغ المصريون في تصوير قوة هذا الملك البدنية، فنراه مصورًا ممسكًا بأسد من ذيله، ثم يرفعه في سرعة خاطفة، ويقضى عليه، وعلى الرغم من عدم حقيقة هذا التصوير الفني المبالغ فيه، فالأمر يعكس مدى فخر المصريين بقوة ملكهم البدنية الخارقة والتغنى بشجاعته وبسالته القتالية.
وأوضح كتاب “الفراعنة المحاربون”، أن عمال منطقة دير المدينة، في البر الغربي لمدينة الأقصر، في عصر الفراعنة، ظلوا لقرون عديدة يقيمون المقاصير لعبادة أمنحتب الأول ويقدمون له القرابين، بل كان هناك تقليد خاص وهو أن كهنة معبده كانوا من العمال أنفسهم، ويأتي تقديس العمال له، نظرًا لاهتمام هذا الملك بطوائف العمال ووضع نظام خاص بالعمل لهم، وقدم لهم أرزاقهم، ومن ثم جاء تقديرهم لهذا الملك، محبوب العمال.
أمنحتب الأول
وأشار الدكتور حسين عبد البصير، إلى أن المصريين أطلقوا اسمه على أحد شهور السنة والذي كان يقع فيه الاحتفال بذكراه، وهو شهر برمهات فى التقويم القبطى، ولم يقف تقديسه عند طوائف العمال فقط، وإنما امتد تقديسه إلى عدد كبير من النبلاء، وهناك أثر لأحد الكهنة، ويعرف باسم “حوى”، يقدس فيه أمنحتب الأول وأمه أحمس نفرتارى وأباه أحمس الأول.
وعسكريًا امتاز أمنحتب الأول بالسير على نهج أبيه مع اختلاف عنه فى أنه قام ليس بإعادة حدود مصر إلى أصلها، وإنما شرع في توسيع الحدود المصرية، فقام ببعض الأعمال الحربية كما علمنا من السيرة الذاتية للقائدين العسكريين أحمس ابن إبانه وأحمس ابن نخبت، ووصلت جيوش مصر الباسلة إلى القرب من نهر الفرات، وقام أمنحتب الأول بمحاربة الليبيين كما يذكر أحمس ابن نخبت في سيرته الذاتية، وذلك نظرًا لقيام الليبيين باغتنام فرصة احتلال الهكسوس لأرض مصر، قاموا بغزو الدلتا المصرية، مما دفع أمنحتب الأول للقضاء عليهم، ونجح في إخضاع بلاد النوبة وتوسيع حدود مصر الجنوبية ونشر الأمن هناك، وفي هذا الشأن، يذكر أحمس ابن إبانه في سيرته الذاتية أنه سافر مع أمنحتب الأول عندما اتجه جنوبًا إلى كوش لتوسيع حدود مصر. وفي سيرته الذاتية، يفتخر أحمس ابن إبانه بأنه نقل أمنحتب الأول في سفينة من الجندل الثاني إلى مصر في يومين. ولم يستمر أمنحتب الأول في حروبه طويلاً وتفرغ للبناء والتعمير. ومات دون ولد يخلفه على عرش مصر.
أمنحتب الأول