مكاسب وخسائر الصناعات الثقافية بعد كورونا.. المعارض والكتب الإلكترونية الأبرز
تأثرت العديد من الصناعات الثقافية بشكل كبير، منذ تفشى فيروس كورونا المستجد فى عدد كبير من دول العالم، واتخاذ بعض الدول إجراءات احترازية صارمة من أجل الحد من انتشار الجائحة العالمية، مما تسبب فى إلغاء العديد من المعارض والمهرجانات الثقافية والفنية، كما أغلقت المؤسسات والمراكز والمتاحف أبوابها أمام الجمهور التزاما بإجراءات التباعد الاجتماعي.
وتسبب الإجراءات السابقة فى خسائر ضخمة فيما يخص صناعة النشر بعد إلغاء العديد من المعارض الدولية أبرزها معارض باريس ولندن، وأبو ظبى، فيما انتعشت تسويق الكتب الإلكترونية والصوتية جراء الأزمة الصحية الأخيرة، وهو جعل البعض يعدد المكاسب والخسائر التى قد تتأثر بها الصناعات الثقافية بسبب فيروس كورونا.
تأثر الصناعة الثقافية والتحول الرقمى
بكل تأكيد ستأخذ صناعة النشر الكثير من الوقت من أجل التعافي من الخسائر التي تعرضت لها جراء تفشى الفيروس، فإلغاء المعارض وغلق المكتبات الوطنية والخاصة، وتراجع حركة المبيعات كلف العاملين فى تلك الصناعة الهامة خسائر ضخمة، ربما تسبب غلق عدد من دور الناشر والمكتبات والمطابع، وتشريد ألاف من العاملين فيها، كما ربما تتأثر العديد من الجهات الأخرى كمنظمى المعارض والمؤسسات الفنية والثقافية غير الربحية جراء الأزمة، لكن ربما يعتقد البعض أن كورونا ستحقق مكاسب آخر وهو التحول الرقمى لأغلب الصناعات الرقمية، حيث ستخلق اتجاه جديد لدى الصناع ليلاءم المرحلة، من حيث زيادة حصص الإنتاج من الكتب الإلكترونية والصوتية والترويج لها، والاعتماد على المواقع والتطبيقات الإلكترونية بشكل كبير.
المعارض والمهرجانات وسياسة التباعد الاجتماعى
تسبب انتشار الفيروس والإجراءات الاحترازية الصارمة فى تأجيل وإلغاء عشرات المعارض والمهرجانات الثقافية والفنية حول العالم، ويرى المتابعون للشأن الثقافى أن تلك الصناعة سوف تتأثر حتى بعد انتهاء الأزمة كون أن هناك عدد من الجهات المنظمة لن تستطيع توفر الاحتياجات اللازمة لإقامة المعارض والمهرجانات بسبب الأزمة الاقتصادية، وكذلك تراجع اهتمام الجمهور وحرصه على حضور تلك التظاهرات بشكل كبير، ويرى العديد أن مشاهد التزاحم الكبيرة والتفاف الجماهير فى تلك المحافل قد لا نراها كثيرا بعد ذلك.
فيما يعتقد البعض الآخر أن هناك فرصة أمام الاهتمام بإقامة المعارض الافتراضية، والتحول الرقمى فى إقامة المهرجانات الفنية، بحيث يكون الاهتمام الأكبر ببثها على تطبيقات إلكترونية بمقابل مادى مناسب، فيما تبدو أكبر إيجابية ينتظرها البعض والتى بدأت بعض الدول فى تطبيقها حاليا ضمن إجراءات تخفيف القيود هو تطبيق سياسة التباعد الاجتماعى بين الجمهور فى دخول المعارض والمتاحف الفنية، بحيث يخصص عدد معين من الزوار فى وقت معين، حتى والالتزام بقاعدة وضع مسافة لا تقل عن مترين بين كل زائر وآخر أثناء الجولة فى المعرض أو المتحف.
تراجع الكتاب الورقي ورواج الإلكتروني
يبدو الكتاب الورقى سوف يتراجع بقوة أمام الكتاب الإلكترونى بعد انتهاء أزمة كورونا، وذلك لعدة أسباب من بينها الخسائر الضخمة التى تعرض لها قطاع الطباعة والنشر، بالإضافة إلى الارتفاع المتوقع للأسعار عالميا بعد انتهاء الأزمة، كما أن الرواج الكبير التى حققتها الكتب الإلكترونية والصوتية وسهولة الحصول عليها وقلة ثمنها وتوفر بعضها بشكل مجانى سيحقق لها بقاء أكبر أمام نظيرها الورقى.