كشفت مجلة لانسيت البريطانية الطبية عن مضاعفات خطيرة للأطفال مرضى فيروس كورونا، وهي ارتباط الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة وعاصفة السيتوكين التي تحدث عند فرط تفاعل جهاز المناعة مع الفيروس، دون ظهور أعراض تنفسية على الطفل.
وأوضحت المجلة أنه على الرغم من أن الدراسات المبكرة تشير إلى أن الأطفال والمراهقين لا يتعرضون لمضاعفات شديدة لفيروس كورونا، فقد تم منذ ذلك الحين نشر تقارير عن أطفال يدخلون المستشفى أو يموتون بسبب الفيروس.
وتم الإبلاغ عن أول حالة لطفل بريطاني يصاب بعاصفة السيتوكين كأحد مضاعفات كورونا، وهو يبلغ من العمر 14 عامًا وكان يتمتع بصحة جيدة لكن ظهرت عليه أعراض الحمى، وآلام في البطن ، وغثيان، وقيء بدون أعراض تنفسية.
وبعد 24 ساعة في المستشفى طور الطفل ضيق التنفس، والسعال، ونقص الأكسجين وأصبح بحاجة للأكسجين، كما طور طفح جلدي واسع النطاق.
وأظهرت الآشعة المقطعية للصدر نتائج التهاب رئوي بسبب فيروس كورونا.
وشخصه الأطباء بمتلازمة العاصفة السيتوكينية بناءً على الأعراض السريرية ومنها قلة اللمفاويات، فقر الدم، قلة الصفيحات الدموية، زيادة بروتينات المرحلة الحادة (أي بروتين سي التفاعلي والفيريتين)، اعتلال تجلط الدم وزيادة إنزيمات الكبد وفرط الدهون الثلاثية.
علاوة على ذلك، طور المريض التهاب المفاصل المتعدد في مفاصل اليدين ولم يلاحظ وجود اعتلال العقد اللمفية أو التهاب الملتحمة أو تغيرات الأغشية المخاطية التي تشير إلى مرض كاواساكي الكلاسيكي.
ولأن المريض أظهر أعراض توحي بإصابته بمتلازمة العاصفة السيتوكينية المرتبطة بفيروس كورونا، استخدم الأطباء علاج مضاد للالتهابات.
وهذه الحالة هي أول مريض أطفال تم الإبلاغ عنه بمتلازمة عاصفة السيتوكين التي تظهر بدون أعراض تنفسية عند دخول المستشفى وتم علاجها بنجاح.
على الرغم من أن المريض قد طور في مرحلة مبكرة من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) في المستشفى، لم تكن أعراض الجهاز التنفسي جزءًا من الأعراض الأولي.
يؤدي التكاثر الفيروسي إلى تلف الأنسجة وإفراط الخلايا المناعية التي تتسبب في استجابة الالتهاب المفرط غير المنتظمة التي تساهم في متلازمة عاصفة السيتوكين وتلف الأعضاء.
يمكن أن تحدث الضائقة التنفسية الحادة في المرضى الذين يعانون من متلازمة العاصفة السيتوكينية الأولية أو الثانوية، وكذلك التهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأطفال، مما يشبه حالة الطفل الذى أصيب بعاصفة السيتوكين.
