باحثون يطورون أداة ذكاء اصطناعى يمكنها اكتشاف أنواع مختلفة من إصابات الدماغ
طورت مجموعة من الباحثين خوارزمية ذكاء اصطناعى (AI) يمكنها اكتشاف وتحديد أنواع مختلفة من إصابات الدماغ، إذ قام فريق البحث من جامعة كامبريدج وكلية إمبريال كوليدج فى لندن بالتحقق من صحة واختبار الذكاء الاصطناعى على مجموعات كبيرة من الأشعة المقطعية، ووجد أنه تمكن بنجاح من اكتشاف أنواع مختلفة من مشاكل الدماغ وتقسيمها وتحديدها وتمييزها.
وقد تكون النتائج، التى نشرت فى مجلة “The Lancet Digital Health“، مفيدة فى دراسات بحثية واسعة النطاق، لتطوير علاجات أكثر تخصيصًا لإصابات الرأس، ومع مزيد من التحقق، يمكن أن تكون مفيدة فى بعض الاختبارات السريرية.
وقال ديفيد مينون الباحث المشارك فى الدراسة والأستاذ بجامعة كامبريدج فى المملكة المتحدة: “التصوير المقطعى المحوسب أداة تشخيصية مهمة للغاية، ولكن نادرًا ما يتم استخدامه كمّيًا”. وأضاف: “غالبًا ما يتم فقدان الكثير من المعلومات الغنية المتوفرة فى التصوير المقطعى المحوسب، وباعتبارنا باحثين، فإننا نعلم أن نوع وحجم ومكان الإصابة فى الدماغ مهم لنتائج المرضى، لذا أراد الباحثون تصميم وتطوير أداة يمكنها تحديد أنواع مشاكل الدماغ المختلفة وقياسها تلقائيًا حتى نتمكن من استخدامها فى البحث واستكشاف استخدامها المحتمل فى محيط المستشفى”.
وطور الفريق أداة للتعلم الآلى تستند إلى شبكة عصبية اصطناعية، وقاموا بتدريب الأداة على أكثر من 600 عملية تصوير مقطعى محوسب مختلفة، تظهر آفات دماغية ذات أحجام وأنواع مختلفة، ثم قاموا بالتحقق من صحة الأداة على مجموعة بيانات كبيرة موجودة من عمليات التصوير المقطعى المحوسب.
وتمكن الذكاء الاصطناعى من تصنيف الأجزاء الفردية لكل صورة وإخبار الأطباء ما إذا كانت طبيعية أم لا، وقد يكون هذا مفيدًا للدراسات المستقبلية فى كيفية تقدم إصابات الرأس، حيث قد يكون الذكاء الاصطناعى أكثر اتساقًا من الإنسان فى اكتشاف التغيرات الطفيفة بمرور الوقت.
وقالت باحثة الدراسة فرجينيا نيوكومب: “ستتيح لنا هذه الأداة الإجابة على أسئلة البحث التى لم نتمكن من الإجابة عنها من قبل، ونريد استخدامها فى مجموعات بيانات كبيرة لفهم مقدار التصوير الذى يمكن أن يخبرنا عن تشخيص المرضى”.
وبينما يخطط الباحثون حاليًا لاستخدام الذكاء الاصطناعى لأغراض البحث فقط، إلا أنهم يقولون أنه مع التحقق المناسب، يمكن أيضًا استخدامه فى بعض السيناريوهات السريرية، مثل المناطق ذات الموارد المحدودة حيث يوجد عدد قليل من أطباء الأشعة. بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثون أنه يمكن أن يكون لها استخدام محتمل فى غرف الطوارئ، مما يساعد على إعادة المرضى إلى المنزل فى وقت أقرب.